أكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن كل وزراء الأوقاف السابقين لم يقم أحد منهم بدعوته لإلقاء كلمة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهذه أول مرة توجه إليه الدعوة، ورغم أن مساجد الدنيا كلها كانت مفتوحة له، فإنه كان ممنوعًا من اعتلاء مساجد مصر. وقال القرضاوي: "أشكر الله عز وجل الذي أطال عمري حتى اعتليت منبر الأزهر الشريف الجمعة الماضي"، مشيرًا إلى أنه يعتز بوظيفته الأساسية وهي الإمامة والخطابة التي بدأها عندما كان في السابعة عشرة من عمره، فكان يخطب في قريته وفي القرى المجاورة ومن بلد إلى بلد ومن محافظة إلى محافظة. وأضاف: "هناك من يريدون لنا أن نتوقف فلا نعمل، وأن نصمت ولا ندعو الناس إلى ربهم، لكنني سأظل بإذن الله أخطب ما دمت حيا وقادرا على أن أتحدث، فمنذ سنوات أخطب جالسا لأنني لا أقدر على الوقوف، ولن تمنعني أي أمور من الخطابة، وأحمد الله عز وجل أني حييت حتى خطبت الجمعة الماضية في الأزهر، وحضرت للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والتقيت بشباب الدعاة وأبناء الأزهر الشريف". وطالب القرضاوي الدعاة بضرورة الاطلاع والقراءة ومعرفة فقه المقاصد الكلية التي ذكرها الإمام الغزالي للحفاظ على الدين والنفس والنسل والعقل والمال، والبعض يضيف العرض إلى هذه المقاصد، وفي كل قضية لابد أن يجد الإنسان مقصدا وأن يراعي المقصد الكلي، كذلك عليهم أن يعرفوا فقه النتائج والآثار والنهايات في المستقبل، فلا يجب أن يعيش الداعية في عصره فقط، بل عليه أن ينظر للمستقبل ويراعي النهايات، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي الأمور المستقبلية، فعندما اقترح عليه البعض أن يقتل عبد الله بن سلول قال: "أخشى أن يقول البعض إن محمدا يقتل أصحابه"، فهذا فقه النتائج. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور يوسف القرضاوي بأئمة ودعاة وزارة الأوقاف بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم الأحد، بحضور الدكتور صلاح الدين سلطان أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والشيخ سلامة عبد القوي المتحدث باسم وزارة الأوقاف نائب عن الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، والدكتور عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي.