الضبع عبد الحافظ: سددنا مستحقات برامج الأسمدة مقدمًا والعجز لا يزال قائمًا مجدى أبو العلا: السماد "عمود فقري" للقطاع وتوفيره ضرورة للحفاظ على الإنتاج حسن بيومي: النقص يهدد بضعف إنتاجية محاصيل الموسم الصيفي على عودة: الأسمدة متوافرة بالجمعيات وبعض المصانع لم تلتزم بتسليم الحصص بينما يحظى القطاع الزراعي باهتمام القيادة السياسية، وشهدت الفترة الماضية تدشين مشروعات ساهمت في زيادة الإنتاج كما وكيفا، لا تزال بعض المساحات الزراعية تعاني من نقص حاد في المقررات السمادية، خاصة ببعض محافظات الصعيد والتي لم يصلها كامل حصتها حتى الآن من حصص الموسم الشتوي، ما كان له بالغ الأثر على الإنتاجية. كما أن غياب التنسيق بين لجمعيات التعاونية المحلية والجمعيات المشتركة والمركزية بالمحافظات، ترتب عليه تراكم الديون على بعض الجمعيات المحلية الضعيفة، مما يعد عائقًا أمام استمرار دورها فى تقديم خدمات توزيع الأسمدة على الفلاحين بمختلف المحافظات. «الأهرام التعاوني» ترصد مشكلات عدم توافر حصص الأسمدة فى بعض المحافظات كما ترصد أيضًا مشكلات تكدس الأسمدة فى الجمعيات وتراكم الديون عليها فى محافظات أخرى. أكد على عودة، رئيس الجمعية العامة للائتمان الزراعي، أن حصص الأسمدة متوفرة ويتم طرحها على جميع المحافظات وفقًا للحصص المقررة من وزارة الزراعة، مضيفًا أن الكميات الواردة للجمعية العامة ليست كاملة فى كل الأوقات، فعلى الرغم من اجتماعات اللجنة التنسيقية بوزارة الزراعة مع شركات الأسمدة وتعهدها بتسليم الحصص كاملة وفى الوقت المحدد، إلا أن هناك بعض المصانع لم تلتزم بتسليم حصصها، مضيفا أن بعض المحافظات التى تشتكى من نقص الأسمدة فيها خاصة فى الصعيد، تحتاج تنسيق جيد بين جمعياتها ولا توجد بالنسبة لها أزمة مع الجمعية العامة للائتمان الزراعي. فى السياق نفسه، أكد حسن بيومي، عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الزراعى المركزي، أن هناك أزمة حادة فى حصص الأسمدة المقررة لمحافظة سوهاج، وخلال الفترة السابقة كانت هناك مشكلات فى محافظة قنا وتم حلها، لكن لا تزال هناك مشكلة فى سوهاج بسبب تراكم الديون «فوائد الأسمدة» على الجمعيات والتى تصل حوالى 17 مليون جنيه. وطالب بيومي، الجمعيات المختصة بالقطاع التعاونى الزراعى بمحافظة سوهاج، بسرعة التنسيق مع الجمعية العامة للائتمان الزراعى وحل مشكلات تأخر وصول حصص الأسمدة، فحتى الآن لم تكتمل حصص الموسم الشتوى الماضى على الرغم من بداية الموسم الصيفى حاليًا، مضيفًا أن النقص فى حصص الأسمدة يفتح المجال أمام تجارة الأسمدة فى السوق السوداء وهو ما يحمل الزراعات تكلفة مادية لا يقدر المزارعين على تحملها، كما أنه ليس جميع الفلاحين بإمكانهم توفير الأسمدة من السوق السوداء، وبالتالى سيكون لذلك أثر سلبى على جودة ومعدلات الإنتاج الزراعي، خاصة وأن زراعات الموسم الصيفى الحالى تعتبر المساحة الغالبية فيها لمحصول استراتيجى وهو الذرة الشامية، مطالبا بضرورة حل مشكلات الأسمدة لمحافظات الصعيد بصفة عامة ومحافظة سوهاج بصفة خاصة، حرصًا على معدلات وجودة الإنتاج الزراعي. أما عبد الرحمن معتوق، رئيس الجمعية التعاونية الزراعية المشتركة فى محافظة سوهاج، فقال إن هناك بالفعل نقصا فى الحصص الواردة من الأسمدة إلى محافظة سوهاج، ولم تتخطى نسبة الحصص الواصلة للمحافظة 50%، لافتا إلى أن المزارعين يستعدون لزراعات محاصيل الذرة الشامية والذرة الرفيعة، وهى تعتبر محاصيل استراتيجية وتحتاج إلى الأسمدة بشكل عاجل حتى لا يكون هناك نقص فى الإنتاج. وأوضح المهندس الضبع عبد الحافظ، مدير التعاون الزراعى بمحافظة سوهاج، أن هناك بالفعل مشكلة فى حصص الأسمدة الواردة للمحافظة على الرغم من دفع قيمة البرامج مقدمًا، مؤكدًا أن الحصص الواردة لم تصل حتى الآن 50%، وهناك برامج أسمدة من شهر مارس الماضى لم تصل حتى الآن. وشدد مدير عام التعاون الزراعى بمحافظة سوهاج، على أهمية حل مشكلة نقص الأسمدة فى محافظة سوهاج، حرصًا على جودة الإنتاج الزراعي، مستشهدًا بمركز المراغة فى سوهاج وكان مفترضا وصول 8 جرارات أسمدة وصل منها واحد فقط وفى مركز ساقلتة مستحق 6 جرارات وصل منها واحد فقط، وأخميم لم يصلها أسمدة حتى الآن. ومن محافظة الدقهلية، أكد نجيب المحمدي، عضو الجمعية التعاونية الزراعية المشتركة فى السنبلاوين، أن الأسمدة موجودة ومتوافرة فى الجمعيات المحلية، إلا أن الصرف لم يبدأ حتى الآن منذ إغلاق الموسم الشتوي، وتعد هذه مشكلة كبرى للجمعيات المحلية لأن أرصدتها ضعيفة وتأتى بالأسمدة بنظام الآجل من الجمعية المشتركة، وبالتالى تتراكم فوائد الديون على تلك الجمعيات طالما لم يبدأ الصرف وتحصيل المستحقات من الفلاحين. وأضاف المحمدي، أن منظومة كارت الفلاح على الرغم من أهميتها إلا أنه لا تتمتع بمرونة فى توزيع الأسمدة، ففى السابق كان يتم صرف حصص الأسمدة على عدة مراحل حسب حاجة الزراعات وإمكانات الفلاحين، أما الآن فيتم صرف الكمية مرة واحدة. وشدد نجيب المحمدي، على ضرورة حل مشكلات استلام الأسمدة بالنسبة لأراضى الورثة وأراضى الأوقاف، حيث يعانى هؤلاء من عدم استلام حصص الأسمدة وبالتالى إما أن يلجأوا لتوفيرها من السوق السوداء، أو عدم تسميد التربة بما تحتاجة من كميات فعلية وبالتالى يسبب ذلك أثر سلبى على جودة المحاصيل. وعلى صعيد متصل، أكد مجدى أبو العلا، نقيب فلاحى الجيزة، أن الأسمدة تعد بمثابة العمود الفقرى للقطاع الزراعي، ولا غنى عنها لمختلف المحاصيل لضمان الحصول على إنتاجية عالية وجودة للمحاصيل، مضيفا أن هناك اهتماما كبيرا من قبل وزارة الزراعة بتوفير حصص الأسمدة اللازمة للرقعة الزراعية من خلال الجمعية العامة للائتمان الزراعى ومنها إلى المحافظات. وأشار نقيب فلاحى الجيزة، أنه على الرغم من النجاح الكبير الذى حققه الإنتاج الزراعى خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه لا تزال هناك مشكلات بسبب عدم وصول حصص الأسمدة كاملة لبعض الجمعيات، وهو ما يترتب عليه إقبال الفلاحين على شرائهًا بأسعار مضاعفة من السوق السوداء وهو ما يضيف على الفلاح وعلى المحصول عبء جديد يتسبب فى زيادة التكاليف ومن ثم زيادة المنتج النهائي. وأوضح مجدى أبو العلا، أن هناك اعتقادا خاطئا لدى بعض الفلاحين، بأنه كلما زادت كمية السماد المستخدمة زاد الإنتاج، لكن هذا التصور غير صحيح تمامًا فالاستخدام المعتدل للأسمدة يعطى إنتاجية وجودة أفضل للنباتات، أما الإفراط فى استخدام الأسمدة فيترتب عليه ضعف لخصوبة التربة وكذلك ضعف جودة الإنتاج الزراعى خاصة فى محاصيل الخضر والفواكه، كما تصبح أيضًا سريعة العطب.