العمل المستقل هو النمط الوظيفي للمستقبل.. هذا ما أكدته دراسة كبرى المنصات العالمية للعمل المستقل " Freelancers Union".. وهي تشير إلى أن أكثر من نصف القوى العاملة ستتجه نحو العمل المستقل خلال العقد الحالي.. وأن 47% من جيل الألفية بدءوا يفعلون ذلك بالفعل، حيث أصبح التوجه إلى العمل المستقل سمة أساسية في سوق العمل حاليا.. سواء من الأفراد كمصدر دخل أساسي أو مصدر جانبي.. أو الشركات التي أصبحت تتجه إلى توظيف Freelancers ، وتشير دراسة أخرى إلى أن المستقلين يمثلون حوالي 35% من القوى العاملة العالمية، وهناك الكثير من الشباب المصري لديهم تجارب ناجحة في العمل المستقل سنعرض بعضها في السطور التالية.. قصة ملهمة امتلكت شيماء أشرف فايد إصرارا على النجاح جعلها لا تستسلم أمام أي ظروف، ومن خلال العمل المستقل أصبحت تتعامل مع عملاء من 8 دول.. وتقول شيماء: استمررت سنوات إلى أن اتخذت قرارا بالعمل في مجال الكتابة والتدقيق اللغوي، حيث كنت قد بدأت أكتب قبلها سنوات وبالتحديد في 2013، ولكني كنت قلقة من دخول السوق، ولم أتوقف وعملت على تطوير نفسي، لأن الكتابة هي شغفي، وحاولت البحث في أكثر من مجال، ومررت بفترة صعبة جدا استمرت أكثر من عام، وجربت العمل في مجال HR وخدمة العملاء والراديو والصحافة وال Sales وغيرها، إلى أن اتخذت قرار دخول سوق الكتابة وأبدأ، واعتمدت على الكتابة كعمل منذ 2019، وعملت مع وكالة إعلانات في دبي عملت معهم لمدة عام، وفي نفس الوقت عملت freelancing وتعاملت مع شركات وأفراد، ومررت بفترات صعبة لمدة عام ونصف العام، حتى أستطيع أن أبني أرشيفا مختلفا مع عملاء من بلاد عديدة من مصر والإمارات وقطر. ظروف كورونا كانت صعبة على شيماء بجانب مرورها بظروف صحية أخرى.. وتقول: تركت العمل ووجدت فرصة أخرى في وكالة في لندن، وكنت أعمل من البيت، ولكن صاحب العمل كان يريدني أعمل بدون أي حقوق، حتى بدون حق الحصول على أجازة مرضية، ووقتها تعبت وبعد الفحوصات اتضح أني عندي ورم في الغدة النخامية، وقبلها كنت أعالج من خلل في العصب الحائر بالقلب، وجسمي لم يكن يتحمل علاج الورم، وحاولت المقاومة والعمل لمدة 3 شهور، ولكني لم أستطع الاستمرار، واضطررت إلى ترك العمل، وتوقف عملي الحر أيضا، واستمررت في العلاج لمدة 6 شهور، وقد كانت فترة كبيرة جدا بالنسبة لي. ولكن شيماء أشرف لم تستلم، حيث تقول: بدأت أعود تدريجيا، وبعد شهرين استجمعت جزءا من قوتي، ووجدت أني يجب أن أعود للعمل، ولكن لم أكن أعلم من أين أبدأ، حيث كنت قد مررت بتجارب سيئة في أماكن عملت بها، ووجدت استغلالا رهيبا، ومررت بحالة اكتئاب، ولجأت إلى ربنا، إلى أن أكرمني وألهمني بخطوة العمل المستقل، وعملت صفحة على الفيس بوك أقدم فيها خدماتي في الكتابة والتدقيق اللغوي، ثم بعدها أنشأت موقعا عملته بنفسي لأني لم يكن لديّ رأس مال يساعدني في إحضار متخصص يؤسس الموقع، فبدأت من الصفر، والحمد لله أصبحت أتعامل مع عملاء من 8 دول، وهي مصر والإمارات والسعودية والأردن وقطر والجزائر واليمن وبريطانيا، حيث أقدم خدمات الكتابة والتدقيق اللغوي من خلالWebsites content, companies profiles, articles & blogs, ads, social media posts, editing & proofreading, letters, CVs, etc، وكله باللغتين العربية والإنجليزية، وبالطبع بعض أصدقائي الذين اعتبرهم جزءا من فريق العمل ساعدوني في محطات صعبة مررت بها، والحمد لله التجربة ناجحة، وشاركت بحدث عالمي وهو content marketing virtual summit، حيث كان يضم 50 متحدثا فقط حول العالم، وكنت المصرية الوحيدة، والحمد لله سعيدة بما وصلت إليه في مدة قصيرة، واعتبره عوضا من ربنا عن الفترات الصعبة التي مررت بها، ونتيجة للسعي. وتتحدث شيماء عن الفرق بين العمل في وظيفة والعمل الخاص، وتقول: جربت كل أنواع العمل، ولكني أفضل العمل الخاص، ولكن لازم كل فرد يكون على علم بأن كل عمل وله مميزاته وعيوبه، فالعمل بدوام كامل في شركة يوفر مرتبا ثابتا واستقرارا لن يوفره العمل الخاص، ولكن العمل الخاص يوفر راحة نفسية، ومن الطبيعي أن نخسر ونتعلم، فالموضوع متعب، وفي كل الأحوال ما وصلت إليه وبسبب الظروف التي مررت بها أعتبره فضلا من ربنا ونجاحا فخورة به وأسعى لأن أكمل مشواري، فأنصح الجميع بالصبر والسعي. رسوم متحركة خالد الزيني أحد الشباب الذين حققوا نجاحا كبيرا في العمل المستقل، ويقول الزيني: تخرجت فى كلية الهندسة قسم حاسبات، وكنت ماهرا في مجال دراستي، ولكني فضلت دراسة مجال آخر له علاقة بالفن، وخصوصا أني من عائلة فنية، فبدأت أدرس فن الرسوم المتحركة أو Motion Artist وأنا في الكلية، وتعلمت التعامل مع البرامج التي يتم تنفيذ تلك الرسوم عليها، وبعدها أخذت وقتا طويلا إلى أن جاءت فرصة تدريب جيدة في شركة قوية في السوق، وعملت معهم شهر تدريب، وبعدها تسلمت العمل معهم، وكنت أعمل بجانب دراستي في الكلية، وعملت أيضا بشكل مستقل في مجال فن الرسوم المتحركة، وقرار أن يعتمد الشخص فقط على العمل المستقل خصوصا في سن صغيرة ليس سهلا، ويحتاج إلى سنوات يستطيع الفرد فيها أن يكوّن علاقات في مجال العمل تغنيه عن أي مرتب ثابت، ومع وجود التزامات للشخص يتوجب عليه التوفيق بين عمل يضمن له دخلا ثابتا مع العمل المستقل. ويرى خالد أن للعمل المستقل إيجابيات ويقول: أول إيجابيات العمل من المنزل أنه يوفر عدد ساعات ضائعة في المواصلات إلى العمل، بجانب توفير المصاريف اليومية في المواصلات ومصاريف الطعام من الخارج، وأن يحدد الفرد عدد ساعات عمله ويستطيع تنظيم وقته بشكل سليم بين العمل والعائلة والأصدقاء، ولكن السلبيات تتمثل في أنه مصدر دخل غير منتظم، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده، وخصوصا لو مع شخص لديه مسئوليات والتزامات، فوارد جدا أن يتوقف عن العمل في شهر، كما أنه من السلبيات أيضا أن الشخص الذي يعمل بشكل مستقل مكلّف بأن يجهز بنفسه إمكانيات وأجهزة خاصة بالعمل وهي تكلفة، ولكن تقييمي لتجربتي أرى أنها مفيدة جدا، خصوصا على المدى البعيد، ولكن يجب أن يسوّق الشخص لنفسه جيدا في العمل الذي يجد نفسه أنه ماهر فيه، مع التوفيق بين العمل المستقل ووظيفة تضمن له دخلا ثابتا. العلامات التجارية العالمية منذ أن كانت طالبة في كلية الآداب قسم لغات شرقية تعمل شيرين بدر في مجال ال Marketing بعد أن أصبح هذا المجال هو شغفها، ولديها تجربة مع العمل المستقل ترويها وتقول: عملت في الكثير من المجالات الخاصة بالتسويق، بداية من ال Sales والعلاقات العامة والدعاية والإعلان والمعارض، ووقتها كانت المصادر محدودة جدا للمذاكرة، حيث تخرجت في 2003، فكنت أحصل على كتب أصدقائي بكلية التجارة عن التسويق وأقرأها، أو أشتري كتبا عن التسويق والعلاقات العامة والمبيعات، وبعد التخرج لم أجد عملا، لأن كل الناس كانت تطلب خبرة، ومن كان يوافق على عملي معه كان مجرد استغلال بدون مقابل، فحصلت على منحة وزارة الاتصالات في أكاديمية السادات لمدة 3 أشهر، وتعلمت فيه كل شيء عن الكمبيوتر، وكنت أول الدفعة، وهذا جعلني أتدرب تدريبا آخر في شهادة ال ICDL. وتضيف قائلة: بعد التخرج والحصول على المنحة عملت في جمعية رسالة، وعملت في سكرتارية مجلس الإدارة، ولكن فكرة التسويق كانت في بالي، فاخترعت نشاط تسويق في الجمعية في فرع فيصل، وبدأت أدرب موظفي كل فرع جديد على عمل الدعاية، من خلال معارض في الأندية والمولات والأماكن العامة والمدارس، وكنت أقوم بعمل دعاية لرسالة عن طريق المنتديات والبريد الالكتروني والجروبات وغيرها من الطرق التقليدية، وبداية من 2007 ومع ظهور الفيسبوك بدأت أعمل دعاية من خلال جروبات الفيسبوك، وبدأت أتعمق أكثر في عمل الديجيتال وأجرب وأتعلم. لم تتوقف تجربة شيرين عند هذا الحد.. حيث تقول: في 2008 حصلت على كورسات في التصميم والبرمجة، وشاركت في إنشاء أول موقع لي، وعملت عليه كل شيء له علاقة بالديجيتال، وتعلمت من خلاله معنى تهيئة المواقع لمحركات البحث، وبعدها أصبح لديّ خبرة جيدة في مجال ال Digital marketing، وتوسعت أكثر في عملي، وعملت مع العديد من الوكالات الإعلانية، وهذا أعطاني فرص كبيرة للعمل مع أكثر من عميل في أكثر من صناعة، وعملت مع عملاء من دول مختلفة مثل تركيا والسعودية والإمارات وأمريكا وأستراليا والكويت وغيرها من البلاد، وعملت في صناعات مختلفة مثل الإعلانات المبوبة والعقارات والسياحة والأغذية والمشروبات والسيارات والوظائف والترفيه، والقنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية، والمجال الطبي والصيدلي، ومحركات البحث للمنتجات وغيرها من الصناعات، وهذا أكسبني خبرة كبيرة في حل أي مشاكل تقنية في المواقع، ووضع خطط واستراتيجيات بعيدة المدى، ومن العلامات التجارية التي عملت معها كمسئولة داخل الشركة أو بالعمل بشكر حر أمازون وسوق وكيدزانيا وCBC، وصدى البلد، وبرنامج صاحبة السعادة، وبيزات، وقناة سبيستون، وغيرها من العلامات التجارية. لم تكتف شيرين بذلك، ولكن كل ذلك بجانب عملها كمدرب في الجامعة الأمريكية ومعهد جوته الألماني من خلال مشروع تحرير لاونج منذ سنة 2013، مما أكسبها مهارات كبيرة وخبرات أكبر، بالإضافة لعملها كمستشار للعديد من العلامات التجارية العالمية والمحلية، مما أعطاها فرصة لحل أكبر قدر من المشاكل المعقدة في المواقع، خاصة المشاكل التقنية التي تقف كتحدٍ كبير أمام الكثيرين، بجانب أنها تخصص وقتا لمذاكرة أي تحديث جديد في مجال الديجيتال، بجانب عدم اقتصارها على المواقع فقط، ولكن تعمل أيضا على تطبيقات الهواتف، وتضيف شيرين قائلة: مؤخرا وبسبب انتشار فيروس كورونا حولت كل عملي ل Online، سواء الكورسات أو مقابلات العملاء أو العمل والاجتماعات، مما ساهم في تركيز أكبر وتحقيق نجاحات أكثر. فنان مستقل العمل المستقل ليس ببعيد عن مجال الفن أيضا، فهناك من يعمل في مجال الأعمال الفنية المستقلة.. ومن هؤلاء خالد نبيل، وهو مونتير ومخرج مسرحي وإذاعي وصانع أفلام وممثل ومؤدي صوتي، وقد أخرج العديد من الأعمال المسرحية، وأسس فرقة "ضفاير" قدم بها العديد من العروض والورش. ويقول: حصلت على بكالوريوس إرشاد سياحي، وبدأت مسيرتي الفنية عام 1996 في المسرح المدرسي، وبدأت بالتعلم الذاتي وقراءتي في المجال، وتأثرت بالكثير ومنهم فرقة العطر ومخرجها محمد عز، ومسرح تجارة القاهرة ومخرجها حسين محمود، وشرين حجازي وخالد جلال والمخرج ناصر عبد المنعم، وحضرت العديد من الورش المسرحية، تعلمت فيها الكثير في الإخراج، ثم حضرت ورشة مع المخرج المنفذ علاء وجدي، وتدربت كمساعد في مسلسل "ابن حلال" 2014 كما تدربت مع المخرج المنفذ طارق الكاشف والمخرج محمد العدل بمسلسل "بين السما والأرض" 2021. كما درس خالد نبيل المونتاج مع المهندس سامي غنيم وتدرب كمساعد مونتير 2018 في the cell media شريف فتحي ووائل فرج وعصام سلامة في مسلسل أبو العروسة الجزء الأول، و"لدينا أقوال أخرى"، وعمل في وكالات تسويق، ومونتير في قسم السوشيال ميديا في قناة أون لايف onlive، كما قام بعمل مونتاج لإعلانات وأغاني وتغطيات كعمل حر. وأخرج وشارك في العديد من العروض المسرحية ومنها اليوم الأخير، وعفاريت مصر الجديدة، والجوزاء في برج العقرب، وإكليل الغار، والمرحوم، وحارة الشيخ شحاتة، ورأس الأفعى، وليلة زيارة، ولما روحي طلعت، وليلة رأس السنة، وقضية أنوف، وهيتروتوبيا، ولقاء في المقابر، كما قدمها على مسارح كبرى مثل الهوسابير والبالون ومسرح العرائس والغد، بجانب إخراج العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية، كما أخرج وشارك في عدد من الأفلام القصيرة، منها "العين" و"طموح أعمى" و"ذات" و"مسار مجهول" و"انتفاضة استايل" و"دايرة الرحلة" و"تشويش" و"رؤية" و"شرف مباح" و"ساعة حساب"، وشارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان القاهرة ومهرجان ساقية الصاوي، ومهرجان"أولاد تايمة" في المغر" ومهرجان"تراس كورت" الفرنسي ومهرجان "رؤية" بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والمهرجان القومي للسينما ومهرجان يوسف شاهين وغيرها، كما يقوم بتعليم الناشئين في مجال الإخراج من خلال ورش عمل منها ورشة عمل"إعداد الممثل".