أكد خبراء أن إعلان الرئيس السيسي عن تخصيص 500 مليون دولار لإعمار غزة جراء العدوان الإسرائيلي يأتي في إطار الدور المحورى الذي تقوم به مصر لدعم القضية الفلسطينية، وهو الدور التاريخي الذي تقوم به القاهرة لمساندة الأشقاء الفلسطبنيين، وقالوا إن الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة حاسم منذ البداية حيث تقوم القاهرة بتحركات مكثفة على مدار الساعة لوقف هذا العدوان، وبالتوازي قامت الدولة المصرية وبتكليف مباشر من الرئيس السيسي بتقديم مساعدات لأهالي غزة وفتح معبر رفح لعلاج المصابين في المستشفيات المصرية ثم طرح مبادرة إعمار غزة بحسب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق فإن تحركات مصر والتى كان أحدثها مبادرة الرئيس السيسي لإعمار غزة جاءت لتؤكد أن خط مصر الثابت هو دعم الشعب الفلسطيني سياسيا وإنسانيا ورفع المعاناة التى يعيشها بمختلف الوسائل سواء كانت مساعدات معيشية أو تقديم الدعم الطبى وإعادة البناء والتعمير. رسالة ردع يضيف وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي أن هناك رسالة ردع تقدمها مصر من خلال تحركاتها الداعمة للشعب الفلسطيني، وهى رسالة ردع سلمية لكل من يتوهم أنه يستطيع ممارسة سياسة فرض الأمر الواقع وانتهاك الأعراف الدولية التي استقر عليها العالم المتحضر . ضعف الأممالمتحدة تتحرك مصر في خط الدفاع الذي صنعته لمساندة الشعب الفلسطيني تحركات فردية في ظل تراجع عالمي عن هذا الدور، ويفسر وزير الخارجية الأسبق ذلك بأن الستار يتكشف عن الأممالمتحدة فاضحا ضعف دورها في مثل هذه الأزمة "تصاعد القصف والتهجير القسري لأهل الفلسطينيين" حتى أنه بات من الصعب أن يُنتج دور الأممالمتحدة قرارات مُلزمة للطرفين بسبب هشاشة النظام الدولي الحالي في معالجة الأزمات التي يتعرض لها العالم ويكون ضحاياها من المدنيين . قوة الدور المصري وما ثبت من خلال هذه الأزمة هو الحاجة الضرورية لأن تكون هناك دولة محورية مؤثرة ذات اتصالات بالطرفين هي التي تستطيع أن تنتج موقفا يساعد على تخفيف التوتر وتنزع فتيل المواجهة وتخفيف المعاناة عن المدنيين، متوقعا أن تقوم مصر بهذا الدور مستقبلا خاصة وقد ثبت دورها الفعّال في أزمات ليبيا فضلا على أنها تحظى بثقة كل الأطراف . القاهرة أكثر من ضحت من أجل فلسطين ويقول الدكتور هاني الناظر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر تستطيع، إن مصر دولة عربية كبيرة صاحبة سيادة وقرار ودائما ما تتخذ القرارات التي فيها مصلحة الشعوب، أما عن دورها تجاه الشعب الفلسطيني فقد تبنت القضية منذ عام 1948 وبروايات التاريخ فهي أكثر دولة ضحت من أجل فلسطين سواء بالأرواح أو بالمال. 500 مليون دولار لإعادة تعمير غزة ويضيف في حديثه ل"بوابة الأهرام" أن مبادرة إعادة إعمار غزة التى خصص لها الرئيس السيسي 500 مليون دولار هو تأكيد علي أن مصر تدعم القضية الفلسطينية قائلا: "قرار الرئيس السيسي قرار حكيم ورائع وغير مسبوق بأن يدفع شعب نصف مليار دولار لإعادة تعمير غزة وهذه هي أم الدنيا" مضيفا: "شكرا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى". رسالة من طبيب مصري وبدوره طبيبا مصريا بعث "الناظر" برسالة للشعب الفلسطيني قائلا: "نحن كأطباء مصريين معكم قلبا وقالبا بكل ما أوتينا من خبرة وعلم حتى نضمد جراحكم فأنتم أشقاؤنا وإن شاء الله ستمر الأزمة ويتحقق الحلم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". أم الدنيا على قدر المسئولية وفي مجلس النواب يقول طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان لازالت مصر تواصل تضحياتها من أجل الشعب الفلسطيني التي سجلها التاريخ ولا زال، مؤكدا أن مبادرة الرئيس السيسي التي أطلقها اليوم لإعادة تعمير غزة هي رسالة للعرب والعالم كله بأن مصر لم تكن صاحبة صرخات أو عويل وإنما هي دولة كبيرة على قدر المسئولية. مسار القضية يتبدل ويضيف رضوان فى حديثه ل"بوابة الأهرام" أن هناك رسالة أخرى من تحركات مصر الداعمة للقضية الفلسطينية مفادها أن تلك القضية لم تعد في طرف قائمة مشكلات الشرق الأوسط كما كانت عليه في الماضي . مصر الكبيرة أم الدنيا ويشير رئيس لجنة حقوق الإنسان إلى أن قوة الدور المصري ليس تجاه الشعب الفلسطيني وحسب كما عهده التاريخ وإنما تجاه الدول العربية والإفريقية أيضا فالعالم كله شاهد ليلة أمس تحركات الرئيس السيسى في باريس من أجل التحديات التي تواجه الشعب السوداني الشقيق وإعادة دورها كما كان من قبل وغيرها من التحركات التي سلكتها مصر ولازالت نحو الكثير من الدول وهى ليست بجديدة على "مصر الكبيرة .. أم الدنيا".