شن تيار المستقبل، أكبر حليف في فريق 14 آذار، حملة انتقاد واسعة علي حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بعد اتهام الأخير لبعض أطراف الفريق (المستقبل– الكتائب– القوات اللبنانية) خاصة المسيحيين بأنهم يريدون جر لبنان إلى حرب سنية شيعية عقب اغتيال اللواء وسام الحسن الشهر الماضي، واتهام حزب الله وسوريا باغتياله. كما وصفهم نصر الله بأنهم عملاء لإسرائيل وساهموا في اجتياح بيروت 1982، وسهلوا مذابح إسرائيل للفلسطينيين، وبعد الخطاب الذي حمل لهجة تهديد واتهام لفريق 14 آذار بعرقلة الحكومة ومحاولة إسقاطها. وعلّق سعد الحريري، رئيس وزراء السابق، عن تيار المستقبل عبر مكتبه الإعلامي على حديث نصرالله، قائلا: "ما سمعناه أمس لم يكن سوى لائحة طويلة من الانزعاجات توجب أن يسجل عليها أنّ السيد حسن بدا منزعجا جداً من تيار المستقبل ومن الحملات السياسية لنواب تيار المستقبل، التي حاول أن يضفي عليها لباسا طائفيا ومذهبيا، حاجباً حقيقة أنّها خلاصة لمواقف وطنية تعبّر عن رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهيمنة سلطة السلاح، وإن تركيزه على ما يزعم أنّه مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في كل من لبنان وسوريا، والربط بينهما في إطار مذهبي بحت، إنّما هو كلام مردود إلى صاحبه وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربي". وأضاف البيان علي لسان الحريري: "الكلمات التي أُلقيت ارتفعت إلى مستوى مواجهة الملفات الأساسية الكبرى في البلاد، ولم تنجرف كما أراد أن يسمع ويقرأ أمس إلى أي شكل من أشكال الخطاب المذهبي، لقد عبّر الخطاب أيضا، وبمرارة غير مسبوقة وبحرقة غير مسبوقة، عن انزعاجه غير المحدود من الرئيس سعد الحريري، حتى بدا من تفاصيل الخطاب أن كلمتي سعد الحريري عالقتان في حلق السيد حسن وقد رددهما في كل طالعة ونازلة من خطابه، وهو يقول أن الرئيس سعد الحريري عمل ليل نهار لتعطيل المبادرة السعودية– السورية، ثم يردف في مقطع آخر من خطابه قائلا إنه هو شخصيا المسئول عن تعطيل المبادرة، وهو شخصيا أيضا من أبلغ رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا بالرفض". من جانبه، قال النائب محمد كبارة، من تيار المستقبل: "لا يفاجئنا حسن نصر الله باستفزازه، ولا يفاجئنا أيضا بتضليله الذي يعكس عدم احترامه لعقول أتباعه ممن يعتقدون أن كلامه هو امتداد لكلام الفقيه ولا مجال للمناقشة". وأوضح: "أما زعمك بأن بعض مسيحيي 14 آذار يريدون فتنة سنية - شيعية، فهذه مردودة لك وعليك، لأن الفتنة لا يمارسها أحد إلا أنت منذ قتل حزبك الرئيس الشهيد وغيره وغيره، ومنذ غزوت بيروت والجبل الدرزي، ومنذ جهزت ومولت الفتنة في طرابلس والشمال، ومنذ تعهدت بحماية القتلة لمدة 300 سنة، لن أقول لك اتق الله بلبنان يا سيد حسن، بل أقول لأنصارك اتقوا الله بأنفسكم وعيالكم وأرزاقكم وحياتكم ومستقبلكم ولا تصدقوا هذا الرجل لأنه يقودكم إلى الهلاك". من جانبه، علق النائب عمَّار حوري، عضو كتلة المستقبل على خطاب نصرالله: "إذا قارنّا بين صورة نصرالله التي رفعت في العام 2006 (في إشارة إلى ما بعد حرب تموز 2006) واليوم، نرى أنَّ هذه الصورة اهتزت والسيد نصرالله حاول أن يقول بالأمس أمرين الأول إن بعض مسيحيي 14 آذار" يحاولون إغراق البلد، والثاني أن حكومته باقية ونحن نقول أنه إن كان يحاول فتح دفاتر قديمة فيمكننا فتح دفاتر "حزب الله" القديمة".