أكدت مصادر رسمية ل الأهرام المسائي أن زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد لبيروت ستتم في موعدها دون تعديل في برنامجها, وشددت علي أن محاولات التأثير علي الزيارة سواء عبر التشويه السياسي أو الضجيج الإعلامي هي محاولات بائسة وعديمة الجدوي وتعكس ضغوطا نفسية بسبب الزيارة علي أطراف فتسعي لشن حرب نفسية علي اللبنانيين, ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الزيارة تثير ردود فعل متباينة من جانب التيارات السياسية المختلفة. وتتوقع المصادر أن يبدل نجاد هديته خلال زيارته التي تبدأ بعد الأربعاء المقبل وتستمر يومين بشأن استعداد إيران لتسليح الجيش اللبناني وربما تقديم رمزي لها خلال الزيارة, بهدية أخري هي تزويد لبنان باحتياجاته من الكهرباء لتوفيرها24 ساعة يوميا, حيث ينقطع التيار الكهربي يوميا في مختلف المناطق لفترات بين3 و10 ساعات يوميا, وذلك بتوقيع اتفاق بين البلدين لهذا الغرض وكان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل زار طهران الاثنين الماضي لهذا الغرض, وأعرب عن ترحيب لبنان بالزيارة, ووصل وزير الطاقة الإيراني إلي بيروت أمس. وفيما أعربت إسرائيل عن انزعاجها من الزيارة واعتبرتها في لغة تهديدية للبنان تصعيدا للتوتر في المنطقة, قالت المصادر ان الزيارة تمثل رسالة دعم للبنان وفرصة للتعبير عن التقدير للشعب الإيراني لوقوفه إلي جانب الشعب اللبناني في وقت الأزمات, أما إذا اعتبرتها إسرائيل رسالة في اتجاهات أخري فهذا شأنها. كانت إسرائيل قد اعتبرت زيارة نجاد لبلدات لبنانية حدودية في الجنوب تشكل تعديا لها, حيث يتضمن برنامج الزيارة قيام نجاد بزيارة بلدتي مارون الرأس لافتتاح المركز الإيراني في البلدة, وبنت جبيل لالقاء خطاب في لقاء جماهيري, ثم لافتتاح حديقة بوابة فاطمة التي انطلقت فيها الحشوب للجنوب إيذانا بتحرير الجنوب من الاحتلال عام2000, وذلك وسط استعدادات أمنية وشعبية في ثاني زيارة لرئيس إيراني للبنان ضد زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي عام2004. أما علي الصعيد السياسي فسيجري نجاد خلال زيارته تلبية لدعوة رسمية من نظيره اللبناني ميشال سليمان مع الأخير مباحثات تتناول التطورات الإقليمية وسبل دعم العلاقات الثنائية, كما سيلتقي نجاد في جلستي مباحثات مع رئيسي مجلسي النواب نبيه بري, والوزراء سعد الحريري, كما سيعقد نجاد لقاءات مع عدد من الزعماء الروحيين للطوائف والسياسيين بينهم السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله. وأكدت المصادر أن مباحثات المسئولين مع نجاد لن تتناول موضوع الحكمة الدولية بوصفها شأنا لبنانيا, لكنها ستتطرق إلي ترحيب إيران باستعدادها لدعم الجيش اللبناني, مشيرة إلي أن الرئيس سليمان كان قد كلف الحكومة إثر العدوان الإسرائيلي علي بلدة العديسة في شهر أغسطس الماضي باعداد خطة لتسليح الجيش. وقد أثارت زيارة نجاد ولا تزال ردود فعل متباينة, فاعتبر منسق قوي14 آذار فارس سعيد الزيارة أنها إعلان عن أن إيران قاعدة إيرانية علي المتوسط, ووصف نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس الزيارة بأنها ليست زيارة صديق لأن السلاح الإيراني( في إشارة إلي سلاح حزب الله) وكل بيوت اللبنانيين ما يشكل تحديا لقسم من الشعب, وهي رسالة للعالم العربي بأن لبنان ساحة تستعملها إيران, وطالب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي, بأن تكون الزيارة سندا للبنان وليست سندا لفريق لبناني. وكان مجلس الوزراء اللبناني في اجتماعه الأخير برئاسة سليمان, قد أكد أن استقبال الرؤساء شأن سيادي ولا يحق لإسرائيل الاعتراض عليها. * حزب الله يفتح حوارا شيعيا سنيا: من ناحية أخري, وفي ضوء صعوبات تواجه عقد لقاء بين رئيس الحكومة وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري, وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بسب تمسك كل طرف بموقفه من المحكمة الدولية, يواصل حزب الله في لبنان فتح قنوات حوار بين قياداته وبين قيادات تيارات وجماعات سياسية سنية في البلد في إطار السعي نحو تأكيد رفض الطائفتين الشيعية والسنية لحدوث فتنة والتماس سبل التفاهم, بعد لقاء أمين عام الحزب نصر الله مع الشيخ حسام قراتيرة رئيس جمعيةالمشاريع الإسلامية الخيرية وتشكيل لجنة مشتركة لعلاج آثار الأحداث الدامية في منطقة برج أبي حيدر في شهر أغسطس الماضي, والاتفاق علي استمرار الحوار بين الجانبين, التقي وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي إبراهيم السيد مع وفد من الجماعة الإسلامية في مقر المجلس السياسي للحزب برئاسة رئيس المكتب السياسي عزام الأيوبي, وأكد بيان للحزب أن اللقاء تناول تعزيز العلاقات بين الطرفين في مواجهة التحديات التي تستهدف الساحة الإسلامية في لبنان والمنطقة, وفي مواجهة محاولات التفتيت المذهبي وزرع بذور الفتنة والانقسام. وكشفت مصادر مطلعة عن أن الأسابيع الماضية شهدت مساعي لفتح حوار بين الحزب والجماعة من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين بعد فترة توتر نتيجة اختلاف المواقف السياسية, حيث تحالفت الجماعة مع تيار المستقبل وقوي14 آذار ضد إسرائيل لكن الخلافات نشبت بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام2000 بسبب تمسك الحزب بالمقاومة المسلحة ودعوة الجماعة إلي تنظيم العمل المقاوم.