بدأ وزراء الخارجية العرب والأوروبيين جلسة العمل المغلقة الأولي للتشاور في شأن الموضوعات التي يتضمنها جدول الأعمال، فيما طالب الأمين العام للجامعة الأوروبيين الاعتراف بالائتلاف السوري الجديد. وكانت اجتماعات الوزراء العرب والأوروبيين قد انطلقت في العاشرة والنصف من صباح اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وشهد الاجتماع في مستهل أعماله جلسة افتتاحية "علانية" اقتصرت علي كلمات رئيس المجلس وزير الخارجية اللبناني والمفوضة الأوروبية للشئون الخارجية كاثرين آشتون والأمين العام للجامعه العربية د. نبيل العربي. أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، على أهمية هذا الاجتماع ليكون منطلقا جديدا للتعاون العربى الأوروربى بعد اجتماع مالطا 2008، معبرا عن أمله أن تتم ترجمة الإرادة السياسية المشتركة لإحداث نقلة نوعية فى طبيعة العلاقات العربية – الأوربية ووضع الإطار المناسب للتشاور السياسى وتيسير انتقال الافراد وءوس الأموال والاستثمارات بين الجانبين. وشدد العربى فى كلمتة على وجود عزم من الجانبين لمعالجة الأزمات والتوترات التى تعانى منها المنطقة لتكون منطقة أمن واستقرار لصالح الجانبين، موضحًا أن هناك وقفات تاريخية عاصفة مرت بها المنطقة فى العلاقات، وطالب بالتحلى بالشفافية والصراحة لإزالة هذه التراكمات، وتصحيحها لتحقيق شراكة حقيقية. وأضاف العربي، أن المنطقة العربية تشهد انتفاضة عارمة ومتغيرات كبيرة يقودها الشباب العربى لتحقيق مطالب العدالة الاجتماعية والمساواة ودولة القانون، وهو الأمر الذى أضفى على الجامعة العربية مهام جديدة وتحديات ضخمة لم تكن تتعامل معها، بخلاف التحديات الكبيرة التى تواجهها. وحدد الأمين العام للجامعة العربية فى كلمته 5 قضايا رئيسية لمناقشتها فى هذا الاجتماع، فى مقدمتها القضية الفلسطينية، مطالبا الجانب الأوروبى بدعم الطلب الفلسطينى فى 29 نوفمبر الحالى للحصول على صفة الدولة غير عضو فى الأممالمتحدة، وهو يوم صدور القرار 181 المعروف بقرار التقسيم. وتابع أن هذا الطلب هو طلب مشروع، ولا يتعارض مع من يطالب بحل الدولتنين وتحقيق السلام ولا المفاوضات، ولا يعتبر تصرفًا أحاديًا يؤثر سلبًا على السلام الشامل والعادل، على عكس ما تقوم به إسرائيل من أعمال أحادية فى مقدمتها الاستيطان الذى يؤثر على مسيرة المفاوضات. وقال العربى: إن ثانى هذه القضايا ما يتعلق بسوريا، حيث يعانى الشعب السورى على مدى 20 شهرا من استمرار دائرة العنف التى تدفع هذا البلد نحو الانهيار بسبب تسلط السلطة ضد المنتفضين والثائرين، واستخدام كل الأسلحة ضدهم، مؤكدًا أن كل هذا يحدث أمام عجز مجلس الأمن الدولى. واعتبر العربى، أن هناك بصيص أمل فى مسار الأزمة السورية ظهر بعد اجتماع الدوحة بتشكيل كيان جامع للمعارضة السورية، وهو الكيان الذى تدعمه الجامع، وطالب الاتحاد الأوروبى بالاعتراف به ودعمه، وقال: إن الدعم الأوروبى يعزز مهمة المبعوث الأممى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى. وأضاف أن ثالث هذه القضايا، تطورات الأوضاع فى السودان، مطالبا بتضافر الجهود المشتركة بمعالجة الأزمة بين دولتى السودان"السودان وجنوب السودان"، بالإضافة إلى دعم جهود الاستقرار فى مصر واليمن وليبيا وتونس،ومسعادة شعوبهم فى مسار التغيير. وأضاف أن القضية الرابعة تتعلق بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، مؤكدًا أن هذا الموضوع ما زال يمثل التحدى الأكبر للاستقرار فى المنطقة، وشدد على ضرورة عقد مؤنتمر "هلسنكى" الشهر المقبل لاخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل. وعبر عن أمله أن تفى جميع الأطراف المعنية بالتزاماتها تجاه قضية اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار وتعزيز مبدأ منع الإنتشار الذى تسعى إليه المعادة الدولية،محذرا فى الوقت نفسة من خطورة استمرار اسرائيل خارج منظومة منع الانتشار النووى ، لان هذا يعرض المصداقية الدولية فى هذا الشأن. أما القضية الخامسة والأخيرة، فهى تتعلق بالحد من التطرف فى الغرب ضد الإسلام والمسلمين ، وطالب بإصدار تشريع دولى يجرم ازدراء جميع الأديان ورموزها . وكان عدنان منصور، وزير خارجية لبنان ورئيس الجانب العربي في المؤتمر قي أكد في مستهل الاجتماع أن الأسلحة النووية الإسرائيلية تهدد الأمن القومي العربي والأمن القومي للدول العربية. وقال: إن قضية فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي، والتطورات الأخيرة التي مكنت الشعوب العربية من إسماع العالم لرفضها للظلم المدوي هي ترفض استمرار الظلم في فلسطين واحتلال الأراضي اللبنانية والجولان. وأضاف أن استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية ، ورفضها حق العودة يشكل جنوحا متزايدا للبعد عن السلام وتراكم التسليح بما فيها الأسلحة النووية الذي يهدد الأمن القومي العربي والأمن القومي للدول العربية، مسيرا إلى أن كل هذا يؤكد أهمية مطلبنا في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأكد ضرورة عدم إعطاء إسرائيل حوافز اقتصادية، لأن ذلك يشجعها على الاستمرار في سياستها العدوانية وقال إن الدول العربية عازمة على توطيد أسس التعاون بين العالم العربي والعالم الأوروبي إنطلاقا من تجارب الأجداد، والمصالح المشتركة والأفاق الواعدة بهدف تعزيز مبادئ الحق والسلام والاستقلال. من جانبها أكدت كاثرين آشتون، المفوضة الأوروبية للشئون الخارجية والأمنية، حرص الاتحاد الأوروبي علي إقامة علاقات طيبة مع الدول العربية. وأكدت أشتون، في كلمتها عن حرص الاتحاد الأوروبي على دعم وتعزيز التحولات التي تمر بها الدول العربي من أجل إرساء الحرية والديمقراطية. وأكدت أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا، وكذلك مساندة جهود إحلال السلام والدفع بها قدما.