أكدت الدكتورة عفاف النجارعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر السابقة أن أولادنا إما نعمة وإما نقمة فإن كانوا صالحين كانوا من أجل النعم وإن كانوا غير ذلك كانوا وبالا لأبائهم وأمهاتهم ومجتماعاتهم ، وأشارت إلى أن الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل ،وقالت إن العصبية جاهلية ممقوتة، وأن الهوية الإسلامية لها ميزتها وسمتها، ولفتت إلى أن التوصل الاجتماعى فى عصرنا أصبح ضرورة اجتماعية وتربوية.. كما تطرقت إلى أن الصدقة يتضاعف أجرها فى رمضان.. وأن المساواة قيمة عظمى فى الإسلام.. كل ذلك خلال حوارها الآتى.. وبسؤال سيادتها فى البداية.. (أولادنا إما نعمة وإما نقمة ) نرجو توضيحا لهذا المفهوم ؟ الأولاد إما نعمة وإما نقمة فإذا كان الأولاد صالحين كانوا من أعظم وأجلّ النعم.. ولك أن تتدبر فى حياة الوالدين وبعد مماتهما فإن ميزان الوالدين يَثقُل فى حياتهما وإنَّ درجة الوالدين تُرفع عند الله بعد موتهما وذلك باستغفار أولادهم ودعائهم لهم لحديث رسول الله (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فالولد الصالح نعمة لوالديه فى حياتهما وبعد مماتهما لأنك ستري فى ميزانك يوم القيامة من أجرأعمال الخير ما لم تكن تعمله فى دنياك فمن أين أتى لك هذا الفضل والثواب؟ إنه بسبب غرسك الطيب وكسبك المبارك و تربيتك القويمة المستقيمة الصالحة. ما أهم ثمرات الإيمان وأثره على المسلم؟ الإيمان إذا استقر فى قلب المؤمن ظهرت آثاره على تصرفاته تجاه خالقه ونفسه ومجتمعه لذلك تجده يتمتع بصفات الصلاح والإصلاح له ولغيره ومن هذه الآثار: حسن الخلق (يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا؛ وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ) ويقول أيضا (ما من شيء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق) وحسن الخلق صفة تشمل جماع كل خير فهى تشمل (طهارة القلب فالقلب التقى النقى المملوء بالإيمان لا يحسد ولا يحقد وكذا يشمل حسن الخلق الحياء والصدق والأمانة.. أما عن الحياء والأمانة (فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» إنَّ الحياءَ و الإِيمانَ قُرِنا جَميعًا، فإذا رُفِعَ أحدُهُما رُفِعَ الآخَر) ويقول (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) وأما عن الكذب فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه (سُئل : أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم)، ثم سُئل: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: (نعم)، ثم سُئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: (لا). العنصرية جاهلية ممقوتة.. كيف حذر الإسلام من العنصرية وكيف ذمها؟ إن من الأمور التى نهى عنها الإسلام (العصبية) ومعناها التَّفْرقةُ والتمييزُ فى المعاملة بين الناس على أساس الجنس أو اللَّون أو اللغة أو الدِّين أو البلد أو المستوى الاجتماعى والطَّبَقى وهذه العنصريَّة متجذِّرة فى البشرية منذ القِدم.. وأول من نادى بها هو إبليس اللعين حين امتنع عن أمر ربه بالسجود لآدم فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} فمن جعل نفسه خيرًا من غيره بغير ميزان الدين والتقوى فقد اقتدي بإبليس وفرعون من بعده، ففرعون قال مفضلاً نفسه على موسى: (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ). ولم يبتعِدِ العربُ قبل الإسلام عن هذه النعرة كثيرا فقد كان النظام القبلى بينهم هو سيد الموقف فالقوى فيهم يبطش بالضعيف والسيد فيهم يزدرى العبد. الهوية الإسلامية لها ميزتها وسمتها.. فى رأيكم ما الذى يدعو بعض الشباب للتقليد الأعمى لثقافة الغرب وعاداتهم وأعرافهم؟ التقليد نوعان مفيد وهو تقليد الأمم الأخرى فيما تتقدم به من علوم وابتكارات وصناعات تكون سببًا فى تحسين وتيسير الحياة .. أما النوع الثانى من التقليد: وهو التقليد الأعمى أو ما نستطيع أن نطلق عليه التقليد المذموم والمكروه والمنهى عنه فى الإسلام، ألا هو التقليد والاقتداء بمن هم ليسوا أهلاً لأن يكونوا قدوة ومثالاً حسنًا يحتذى بهم.. وهذا التقليد هو الذى يوصل الناس للهاوية؛ لأنه يؤدى إلى إلغاء التفكير تمامًا لأن الهدف الأساسى منه هو تقليد الآخرين دون أدنى تقدير لنتائج هذا التقليد، وقد يكون اتباعًا للسفهاء فيما يفعلون أو يقولون أو فى أيّ من الأمور السخيفة الأخرى كأن يكون فى الملبس أوالمظهر أو حتى فى طريقة الحياة بغض النظر عما إن كان ما يقلد يتناسب مع طبيعة الحياة أو مع ثقافة المجتمع. هل هناك دعاء مشروع مسنون كان النبى صلى الله عليه وسلم يتحصن به فى زمن الوباء والطاعون؟ التحصن بالرقى والأدعية والأذكار الشرعية من هدى النبى صلى الله عليه وسلم فقد صح أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله من (مِنْ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ) وقد دعا النبى صلى الله عليه وسلم برفع الوباء عن المدينة واستدل بذلك العلماء على جواز الدعاء برفع الوباء أو دفعه. ما أسباب ضعف الوازع الدينى لدى كثير من الشباب؟ إن من أهم وأخطر أسباب ضعف الوازع الدينى لدي كثير من الشباب هو الابتعاد عن تعاليم الدين فالشاب الذى يتخلى عن القيم والأخلاق لابد وأنه سيقع فى الانحراف بشكلٍ أكبر من الشاب الذى تمسّك بهما لكون الدّين أحد الأسباب التى تُعزّز مجال الأخلاق والقيم فى نفس الإنسان كما أنها تُنحّيه عن طريق الرّذيلة والفواحش ومن الأسباب أيضًا الفراغ: فإذا فرغَ الشاب فلم يجد ما يفعله فسيكون وقوعه فى الانحراف أسهل ممّن يشغل وقته بما يفيد. ما العلاقة بين الصدقة والصيام وهل الصدقة فى رمضان يتضاعف أجرها كالصيام والصلاة؟ نعم هذا حق.. فرمضان فرصة لأن يقى المسلم شح نفسه فيجود بالخير على الغير.. ليخرج زكاة ماله وفطره فقد قال صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة صدقة فى رمضان) ولقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين جميعا أن من يتقرب إلى الله تعالى بفريضة فى رمضان كان كمن تقرب لله فى غير رمضان بسبعين فريضة ومن تقرب لله تعالى فى رمضان بنافلة كان كمن تقرب له سبحانه فى غير رمضان بفريضة يعنى ذلك أن المتصدق فى رمضان بجنيه واحد فى وجوه الخير كان كمن يتصدق بسبعين جنيها والله يضاعف لمن يشاء. كيف نجعل من رمضان فرصة للتسامح عن أخطاء الغير؟ لقد جعل الله عز وجل شهر رمضان فرصة للمتشاحنين والمتخاصمين أن يسعوا للعفو عن الغير وأن يبادروا بالصفح والتسامح عن الناس فالصيام ليس هدفه فقط الامتناع عن الطعام والشراب، بل جعله الإسلام أرضًا خصبة لغرس الفضائل والقيم فى النفوس وتعويد الناس على كل ماهو جميل وطيب فالصائم فى هذا الشهر ينبغى عليه أن يتحلى بالأخلاق الكريمة العظيمة ومن أهمها العفو والتسامح، وينبغى على الصائم أيضا أن يبادر هو بالتسامح حتى وإن أخطأ فى حقه. ما أهم الأسباب الشرعية التى تسوغ للمرأة طلب الطلاق من الزوج؟ إن من المفترض والواجب على الزّوجة حقا لزوجها أن تصونُه وتصبر عليه، وفى ذلك شأنٌ عَظيم يضمن استمرار العلاقة، وحفظ ديمومة الأسرة، إلّا أنّ الإسلام أجاز للمرأة طلب الطلاق فى ظروفٍ مَخصوصةٍ تَستدعى الحاجة والضّرورة للانفصال عن زوجها، وقد جاء فى الحديث الشريف ما رُوى عن رسولِ الله عليه الصَّلاة والسَّلام: (أيُّما امرأةٍ سألَت زَوجَها الطَّلاقَ فى غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ) وفى ذلك تعظيم لأمر الطلاق ومسألته دون وقوع الأسباب والدوافع المُقنعة لتحقيقه، ومن الأسباب الشرعيّة التى تُبيح للمرأة طلب الطلاق فسوق الزوج وفساده: فإذا رأت الزوجة من زوجها تقصيرًا فى دينها أو ارتكابًا للفواحش والآثام ثم وعظته وصبرت عليه فلم يَتّعظ جازت لها المُطالبة بالتفريق والتطليق. وكذاإذا كرهت الزوجة من زوجها عَيبًا مزمنًا لا يرجى شفاؤه: كعجزه عن الجماع والوطء والإنجاب، أو إصابته بمرضٍ منفِّر لا تقدر الزوجة على تحمُّله. وكذا إذا عجز الرّجل عن الوفاء بحُقوقِ زوجته من مَطعمٍ ومعاشرةٍ ومأوي، وكذا إذا تعرَّض الزَّوج لزوجته بالسّباب والتّعنيف والضّرب والإهانة لغير سَببٍ شرعي؛ فإذا أحسَّت الزوجة بالإهانة والدونيَة حقَّ لها طلب الطلاق. وكذا إذا قام الزوج بمخالفة الفِطرة والشريعة فى حُقوقِ المُعاشرة؛ كإكراهها على ما يُخالف الفطرة البشرية والعلاقة الزوجية وكذا تضرر الزوجة لغياب زوجها فترةً زمنيّةً تفوقُ طاقتها وقدرتها على الصبر والتحمل؛ فإذا حُبس الزوج أو سافر وأطال غيابه فخافت على نفسها الفتنة جاز لها أن تطلب التفريق والطلاق. ويجوز طلب الطلاق إذا بغضت الزوجة زوجها أو كرهته ونفرت منه لأسبابٍ تجهلها أو بغير سبب واضح لها، فإنّ لها أن تطلُب الطلاق أو الخلع مع الفداء لقاء ذلك الطلب.