قامت على يديه الحركة العلمية بالمسرح، ولأسلوبه العلمي أكبر الأثر في نهضة المسرح بمصر وتونسوالكويتوالإمارات، إنه شيخ المسرح العربي، وأحد رواد المسرح المصري، ممثل ومخرج ومؤلف، ولد زكي عبد الله طليمات في 29 أبريل 1895م بحي عابدين بالقاهرة من أب ذو أصول سورية عمل بالنجارة، وأم مصرية من أصول شركسية، انفصلا بعد مولده بعام ونصف، تعلم في كتاب الشيخ محمد المتيني بالسيدة زينب، ثم التحق بمدرسة محمد على الابتدائية، وانتقل منها إلى مدرسة الحسينية الابتدائية وحصل على الشهادة الابتدائية في 1909م، التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية ثم المدرسة الألهامية الثانوية، والتحق بمدرسة المعلمين العليا، وترك الدراسة في السنة الثالثة عام 1917م، وارتبط بجميعة أنصار التمثيل، وأول أدواره المسرحية كانت مسرحيتي "الرداء والشمس المشرقة"، وعمل كموظف فى حديقة الحيوان؛ ليراقب تصرفات القرود مع الزوار. انضم إلى فرقة "عبدالرحمن رشدي" المسرحية عام 1917م، ثم انتقل لفرقة "جورج أبيض"؛ لكنه تركها بسبب انتقاده لصاحبها في أحد مقالاته الصحفية النقدية، واشترك مع روز اليوسف ومحمد التابعي في إصدار مجلة "روز اليوسف" عام 1925م، واشترك مع روزا في مسابقة وزارة المعارف، وفاز بالجائزة الأولى فأوفدته الوزارة فى بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل فى باريس فى مسرح الكوميدي فرانسيز والأوديون، ثم عاد 1929م حاصلا على دبلوم فى الإلقاء والأداء وشهادة فى الإخراج وعُين مدير الفنون الجميلة في الدرجة السادسة. اهتم بنشر الثقافة المسرحية بين الجماهير، فأسس أول معهد للتمثيل فى مصر عام 1930م، ودرس فيه مواد الإلقاء والتمثيل إلى أن أغلقه الملك فؤاد في العام التالي؛ خوفا من إنتاج مسرحيات تدعو وتحث على الانقلاب على الملك، ونُقل سكرتيراً لدار الأوبرا، فأنشأ وترأس جمعية (الحمير) عام 1930م مع عدد من الكتاب والفنانين (طه حسين، العقاد، السيد بدير، الحكيم)؛ لدعم الحركة المسرحية، ثم تحولت بعد إنجاز مهمتها إلى جمعية خيرية لجمع التبرعات للفقراء. كون الفرقة القومية للمسرح عام 1935م واستمرت سبع مواسم وحُلت 1945م، كان أول من أخرج أوبريت للفنون الشعبية، أسس المسرح المدرسى فى عام 1937م، وعمل مراقبا عليه حتى عام 1952م، وسافر في بعثته الثانية لدراسة المسرح الشعبي بألمانيا وفرنسا في 1937م، وأسس عند عودته وحدتين للمسرح الشعبي، ثم أنشأ مركز لتخريج الممثلين في 1944م، وتحول فيما بعد إلى المعهد العالى للفنون المسرحية، وشغل منصب أول مدير للمعهد العالي للتمثيل عام 1944م، وأنشأ فرقة المسرح المصري الحديث 1950م وضم إليها 14 من خريجي المعهد. سافر إلى تونس بناءً على دعوة منها لتطوير مسرحها في 1954م، ثم دعته الكويت في 1957م؛ لإنشاء حركة مسرحية وبقي فيها حتى أوائل السبيعنيات، ثم انتقل إلى الإمارات ليؤسس مسرحها. قدم خلال مشواره الفنى أكثر من 350 عرضا مسرحيا منها (أهل الكهف،غادة الكاميليا)، وأخرج 12 مسرحية وشارك فى حوالى 12 فيلما سينمائيا منهم (يوم من عمرى، من أجل إمرأة، الناصر صلاح الدين)، وعمل على ترجمة عدد من الأعمال المسرحية العالمية منها (الجلف لتشيكوف، الوطن لساورد). كتب الكثير من المقالات في الجرائد والمجلات العربية، ومنها العربي الكويتية، الهلال، المقتطف، الفكر العربي، الرسالة، وأصدر عدة كتب منها فن الممثل غير فن الملقن والخطيب 1945، فن التمثيل العربي 1965، ذكريات ووجوه 1981 وغيرها. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية فى الفن، كما حصل على جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية عامى 1961 و1975 ونيشان الافتخار من درجة كوماندوز من الحكومة التونسية عام 1950م، كما حاز على جائزة التفوق المسرحي. تزوج من فاطمة اليوسف الفنانة المسرحية ورائدة الصحافة التي أسست مجلة روز اليوسف، لكنه انفصل عنها بعد 20 عاما بسبب انشغالها بالعمل وله منها ابنته آمال، ثم تزوج الفنانة إحسان شريف، وتوفى فى 22 ديسمبر 1982 عن عمر يناهز 88 عاما.