الرياضة والابتعاد عن السياسة وتجنب الأطعمة الدسمة.. روشتة "نصف الدنيا" ‬للتخلص ‬من ‬التوتر ‬العصبى

تقدم مجلة "نصف الدنيا" في عددها الجديد "روشتة" للقضاء على التوتر العصبى، التى أصبحت متفشية في المجتمع المصرى نتيجة لأسباب كثيرة، حيث حل ارتفاع ضغط الدم والضيق والقلق والحزن، محل الروح المرحة، وخفة الدم، والابتسامة الدائمة، التى كانت تميز المصريين.
وللتعرف على أسباب هذه الحالة العامة، ومحاولة الوصول إلى علاج ناجع لها، تم استطلاع آراء أساتذة علم النفس والاجتماع، وأساتذة التغذية، ورصد تأثير هذا التوتر العصبى على الجلد وجمال البشرة.
الدكتور يحيى الرخاوى، أستاذ ‬الطب ‬النفسي ‬بكلية ‬طب ‬قصر ‬العيني ‬جامعة ‬القاهرة، اعتبر أن التوتر ‬العصبي أصبح ‬قاعدة وليس استثناء، مرجعا ذلك إلى الغموض الذى نعيش فيه على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وما آل إليه حال مصر بعد الثورة من تأخر وجود نظام للحكم ذى معالم واضحة، بالإضافة إلى التخبط الملحوظ والأخبار المتضاربة في جميع وسائل الإعلام.
وأشار الرخاوى إلى أن الأمر ‬يحتاج ‬إلي ‬فحص ‬لكل ‬حالة ‬علي ‬حدة ،‬لأن ‬حجم ‬التوتر ‬وطبيعة ‬الظروف ‬المسببة ‬له ‬بالطبع ‬يختلفان ‬من ‬فرد ‬إلى ‬آخر، ‬و‬إذا ‬وصل ‬الأمر ‬إلى ‬حد ‬الإعاقة ‬عن ‬القيام ‬بواجباتنا ‬والتزاماتنا فهنا ‬قد ‬نحتاج ‬إلى ‬مساعدة ‬طبية ‬مهنية.‬
من جانبها ترجع ‬الدكتورة ‬عزة ‬كريم، ‬أستاذ ‬علم ‬الاجتماع ‬بالمركز ‬القومي ‬للبحوث ‬الاجتماعية ‬والجنائية، التوتر العصبى الذى نشعر به إلى كثرة المؤثرات الخارجية المحيطة بنا، وتوضح أنه عادةً ‬ما ‬يحدث ‬نتيجة ‬لظروف ‬وأوضاع ‬مجتمعية ‬مختلفة ،‬وحتي ‬يكون ‬الإنسان ‬في ‬حالة ‬من ‬الهدوء ‬النفسي ‬يتعين ‬عليه ‬أن ‬يحاول ‬الوجود ‬في ‬مناخ ‬هادئ ‬وظروف ‬محيطة ‬تشبع ‬احتياجاته ‬المختلفة، ‬بينما ‬في ‬الوقت ‬الراهن ‬معظم ‬المؤثرات ‬المحيطة ‬بالإنسان ‬تصيبه ‬بالتوتر ‬العصبي، ‬فعلي ‬سبيل ‬المثال ‬السياسة ‬العامة ‬وما ‬نستمع ‬إليه ‬الآن ‬في ‬القنوات ‬الإخبارية ‬يشعرنا ‬بالقلق ‬والإحساس ‬بعدم ‬الأمن ‬والأمان، ‬بالتالي ‬نصاب ‬بالتوتر ‬العصبي. ‬
وتؤكد الدكتورة عزة كريم أننا لا ‬نستطيع ‬أن ‬نمنع ‬الإصابة ‬بالتوتر ،‬فالظروف ‬المحيطة ‬بنا ‬غالباً ‬ما ‬تكون ‬خارجة ‬عن ‬إرادتنا، وتنصح بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أماكن هادئة، والابتعاد عن الأحداث السياسية، وممارسة الهوايات، خصوصا الرياضية، والنوم لفترات كافية بعيدا عن الضوضاء.
وعن العلاقة بين الحالة العصبية ونمط غذائنا تقول الدكتورة مها راداميس، ‬استشاري ‬الأمراض ‬الباطنية ‬والتغذية ‬العلاجية: "هناك ‬علاقة ‬وثيقة ‬بين ‬نمط ‬الغذاء ‬والحالة ‬العصبية، ‬حيث ‬إن ‬نوع ‬الغذاء ‬الذي ‬نتناوله ‬ينعكس ‬علي ‬حالتنا ‬النفسية، ‬وقد ‬يسبب ‬فى ‬بعض ‬الحالات ‬التوتر ‬والعصبية، خصوصا الأكلات الدسمة، كما أن ‬النظام ‬الغذائي ‬الخاطئ، ‬الذي ‬يعتمد ‬علي ‬الحرمان ‬الشديد ‬أو ‬علي ‬تناول ‬البروتينات ‬فقط ‬يؤدي ‬إلي ‬التوتر ‬والعصبية".‬
‬الدكتورة وفاء ‬علم ‬الدين، ‬استشاري ‬الأمراض ‬الجلدية ‬وتجميل ‬البشرة ‬والشعر ‬والليزر، أكدت أن ‬هناك ‬علاقة ‬وثيقة ‬بين الحالة ‬النفسية ونضارة البشرة، فالبشرة ‬مرآة ‬لحالة ‬الإنسان ‬النفسية، ‬فمثلما ‬تتسبب ‬الحالة ‬النفسية ‬في ‬إحداث ‬تغييرات ‬علي ‬جسم ‬الإنسان ‬كذلك ‬تطرأ ‬تغييرات ‬علي ‬الجلد ‬عند ‬تدهور ‬الحالة ‬النفسية ‬للإنسان.‬
وتوضح ذلك التأثير بشكل مبسط بأنه ‬عندما ‬نكتئب ‬يصبح ‬العصب ‬السمبثاوي ‬في ‬حالة ‬نشاط ‬شديد ‬وهو ‬غير ‬صحي ‬ويتسبب ‬في ‬تضييق ‬الأوعية ‬الدموية ‬فتقل ‬كمية ‬الدم ‬وبالتالي ‬حجم ‬الأكسجين ‬الذي ‬ينتقل ‬عن ‬طريق ‬الدم ‬إلي ‬جميع ‬خلايا ‬الجسم، ‬وعلي ‬ذلك ‬لن ‬تتغذي ‬تلك ‬الخلايا ‬بالشكل ‬المطلوب، ‬فيحدث ‬للخلايا ‬نوع ‬من ‬الضمور ‬يترتب ‬عليه ‬تغيير ‬في ‬لون ‬البشرة ‬واصفرار ‬وشحوب ‬في ‬الوجه ‬فتكون ‬البشرة ‬غير ‬نضرة ‬وتصاب ‬بالتجاعيد ‬الشديدة ‬في ‬فترة ‬قصيرة.‬
وتشير إلى أن هناك أمراضا جلدية كثيرة تتسبب الحالة النفسية فى إظهارها عند الأشخاص الحاملين لجينها الوراثى، ومنها ‬البهاق ‬والصدفية ‬والثعلبة .