عاشت حياة قصيرة بدأت بطفولة صعبة وانتهت بصراع مع المرض إلا انها استطات خلال رحلتها القصيرة أن تخطف قلوب المشاهيدن بخفة دمها ووجها الجميل وحركاتها الأستعراضية الرشيقة، لتحصل علن جدارة على لقب "لهاليبو السينما"، أنها فتاة السيرك، فنانة الاستعراض، تمر حنة، أفضل راقصة في العالم، النجمة الشاملة متعددة المواهب. ولدت نعيمة سيد إسماعيل عاكف في 7 أكتوبر 1929م بمدينة طنطا محافظة الغربية، صغري البنات الأربع لصاحب سيرك أولاد عاكف الذي انشاءه جدها إسماعيل بعد استقالته من وظيفته كمعلم ألعاب رياضية بإحدى المدارس ووالدتها لاعبة بهلوان ليكون ثاني سيرك في مصر، فعاشت طفولتها ونشأت في السيرك، بدء والدها تعليمها الحركات البهلوانية في سن الرابعة عن طريق تعليم شقيقتها الكبرى الحركات الجديدة حتى اتقنتها وأصبحت نجمة الفرقة الأولى، وطالبت بمرتب في سن السادسة فتلقت علقة ساخنة منه هربت على أثرها من المنزل وأعادها الجيران فخصص لها مجبراً مرتب يومي قدره قرشان، ويوم الاجازة قرش واحد، تعلمت في العاشرة الغناء على يد ملحن الفرقة . انتقلت في 1944م مع والدتها وشقيقتها إلى شارع محمد على في القاهرة بعد الحجز على السيرك الذي أهمله والدها بعد زواجه من أخرى أنجبت له ولدين، نجحت الأم في تكوين فرقة متجولة بالشوارع حتى استطاعت تقديم عروضها على مسارح روض الفرج، فضمها على الكسار وشقيقتها إلى فرقته، ثم اعجبت بها بديعة مصابني فاقنعتها بالانضمام لفرقتها مقابل أجر أعلى، علمت نفسها رقصة الكلاكيت، ثم انتقلت إلى ملهى الكيت كات حيث يجتمع المخرجون الذين شاهدوها فاستعانوا بها في الأفلام السينمائية، فبدأت في 1948 بفليمي حب لا يموت، آه يا حرامي. نقطة التحول كانت مع المخرج أحمد كامل مرسي الذي أسند لها دور الراقصة في فيلم ست البيت 1949م، فلفتت أنظار المخرج حسين فوزي لتمثل لأول مرة في فيلم العيش والملح عام 1949م، ويليه في نفس العام البطولة المطلقة في فيلم لهاليبو ثم تزوجها واحتكرها فنيا حتى 1958م، وتعلمت على يد مدرسين بالمنزل اللغات العربية، الإنجليزية، الفرنسية، وانطلقت وأصبحت نجمة الأفلام الاستعراضية لأهم المخرجين منهم أنور وجدي، وكامل التلمساني، وحسن الصيفي، وبلغ رصيدها الفني 26 فيلماً منها تمر حنة، فتاة السيرك، مدرسة البنات، وشاركت في أول فيلم مصري ملون بابا عريس 1950، وآخرها أمير الدهاء 1964. تفوقت على المستوى العالمي كفنانة شاملة تجيد الرقص الإيقاعي والتعبيري والغناء والتمثيل، صورتها لا تزال معروضة في إحدى قاعات مسرح البولشوي بموسكو كواحدة من أحسن راقصات العالم في مجال الفنون الاستعراضية، شاركت في مهرجان الشباب العالمي الذي أُقيم في موسكو سنة 1957 وشاركت فيه 84 دولة، وهدفها الأساسي نقل الرقص البلدي المبتذل إلي أعمال فنية استعراضية تعتمد على فكر وموضوع . اختارها المخرج زكي طليمات في 1956م نجمة أولى الفرقة القومية للفنون الشعبية التي أسسها، وقدمت عروضاً في الصينوموسكو، كما قدمت أوبريت من تأليف يحيي حقي في أول بطولة مسرحية رقصا وتمثيلا وغناءً باسم "يا ليل يا عين" ولعب البطولة أمامها محمود رضا، وقدمت عروض استعراضية منها أوبريت القاهرة في ألف عام، أوبريت بنت بحري، الليلة العظيمة، وثلاثة في موسكو 1957 هي مذبحة القلعة، رقصة أندلسية، حياة الفجر. انفصلت عن زوجها الأول المخرج حسين فوزي عام 1958م وآخر أعمالها قبل الانفصال فيلم "أحبك يا حسن "، ابتعدت عن السينما بعد زواجها الثاني من المحاسب القانوني صلاح عبدالعليم وحتى أنجابها ابنها الوحيد محمد، فحاولت انتقاء افلامها بعيداً عن الأستعراض والإعتماد على قدراتها التمثيلية خاصة، إلا أنها وجدت نفسها تراجعت من بين نجوم الصف الأول فأصابها الضيق، سقطت مغشياً عليها أمام باب منزلها بعد عودتها من تصوير فيلم الحقيبة السوداء في صيف 1962م، ولم يكتشف الأطباء مرضها فوراً وشخصوه أنه ضعف وأنيميا. وظلت تعاني من آلام بالبطن حتى أصيبت بنزيف حاد أثناء تصوير فيلم أمير الدهاء أدى إلى عودتها للمستشفى ونُقل دم لها، وتنقلت مع زوجها بين المستشفيات حتى اكتشف الدكتور محمد أبو الفتوح حساب إصابتها بسرطان المعدة، قررت الاعتزال بعد انتهاء التزاماتها الفنية لتبقى أطول وقت مع ابنها، وأخفت خبر مرضها عن الجميع إلا أنه تسرب إلى الصحافة، صارعت المرض 3 سنوات كاملة، حتى أتت الأخبار من مستشفى بألمانيا بإمكانية إجراء جراحة واستئصال الورم، ونشرت جريدة الأهرام تصريح رئاسة الجمهورية بعلاجها على نفقة الدولة، ارتفعت معناويتها، إلا أنه أصابها نزيف شديد قبل سفرها بخمس أيام دخلت على إثره الرعاية المركزة، وتوفيت في 23 أبريل 1966.