ساعات قليلة فصلت فوز الرئيس الراحل إدريس ديبي بالولاية السادسة وإعلان الجيش التشادي وفاته متأثرا بجروح أصيب بها على خط المواجهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، ولك بعد أن نجح «ديبي» في حكم تشاد لمدة 30 عامًا. ونجح الجيش في تصفية أكبر عدد من المتمردين، معلنا حظر التجول وتشكيل مجلس عسكري انتقالي. ونجح ديبي البالغ من العمر 68 عاما في الحصول على 79.3% من الأصوات في انتخابات جرت قبل أيام، وقاطعها كبار قادة المعارضة احتجاجًا على ما اعتبروه رغبة منه لتمديد حكمه المستمر منذ 30 عاما. لم يكن هذا هو التمرد المسلح الأول في تاريخ حكم «ديبي»، فلقد سبق وأن واجه أمرا مماثلًا في عام 1990، ونجح في السيطرة عليه. «ديبي»، هو رابع رئيس في تاريخ تشاد، حيث تولى الرئاسة، عام 1991، بعد طرد الرئيس السابق حسين حبري من الحكم. ولد «ديبي» في 1952، بمدينة فادا في جمهورية تشاد، حيث تنتمي أسرته إلى قبيلة «الزغاوة» المقيمة في تشاد والسودان، والتحق بالمدرسة الفرنسية في «فادا» ثم التحق بالثانوية الفرنسية العربية في آبش، وحصل على الثانوية العامة، ثم درس في كلية الضباط بالعاصمة أنجمينا، وأرسل إلى فرنسا حيث تخرج طيارًا سنة 1976، وحصل على شهادة المظليين ثم عاد إلى بلده عام 1976. تدرج «ديبي» في المناصب العسكرية، حيث عينه الرئيس التشادي السابق حسين حبري قائدًا عامًا للقوات التشادية لإخلاصه وولائه، ثم مستشارًا رئاسيًا للشئون العسكرية إلا أنه في عام 1989، إلي أن دب الخلاف بينهما بسبب زيادة نفوذ الحرس الرئاسي، فوجهت الاتهامات ل «ديبي» بالتجهيز لانقلاب عسكري، ففر إلى السودان وأسس حركة مسلحة «حركة الإنقاذ الوطني»، لمواجهة نظام «حبري»، وتمكن من الدخول إلى العاصمة التشادية أنجمينا في يوم 2 ديسمبر عام 1990، ما دفع «حبري» إلى اللجوء إلى السنغال، ومن ثم تسلم «ديبي» مقاليد الحكم في فبراير1991. وبعد توليه الحكم، حول الرئيس التشادي الرابع «حركة الإنقاذ» إلى حزب سياسي، ما مكنه من النجاح في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية عام 1996 بعد استفتاء شعبي على الدستور وبموافقة شعبية عارمة، ورشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة، مما أثار استياء المعارضة، ووصفت فترة رئاسته «بالاستقرار الأمني والتحسن الاقتصادي الملموس». حسب آراء بعض المواطنين حيث يتمتع بشعبية عارمة بين أوساط قبيلة الزغاوة. ويعد وصوله للحكم فترة انتقالية بين الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن إنجازاته استخراج البترول التشادي عام 2003 وكذلك في عهده انطلقت أول قناة فضائية للتلفزيون التشادي عام 2009. وفي 30 يناير 2016، انتخب رئيسا للاتحاد الافريقي لمدة عام واحد. وكان واحد من أقدم القادة في العالم. وتصدرت في عهده القوات التشادية في محاربة المجموعات الإرهابية في جنوب الصحراء الإفريقية، وعلى رأسهم "بوكو حرام"، إلا أن «ديبي» تعهد بالقضاء عليها، حيث أرسل قواته إلى نيجيريا المجاورة مطلع 2015 لتحرر فيها قرى احتلها الإرهابيين والإعداد لرد عسكري إقليمي ضدهم بسبب فشل الجيش النيجيري، ما جعله شخصية لا يمكن تجاهلها في إفريقيا.