بدأ ديبي (مواليد 1952) حياته السياسية فور عودته من فرنسا، وقد ربط مصيره بحسين حبري الذي كان يعمل للوصول إلى السلطة، وقد تمكن من تحقيق هدف حسين حبري بطرد الرئيس السابق جوكوني عويضي، واعتلاء حسين حبري لحكم تشاد (1982- 1990). وتقديرًا لدعمه، عينه حسين حبري مستشارًا خاصًا لرئيس الجمهورية مكلفًا بالشؤون العسكرية والدفاع والأمن، ومفوضًا للقوات المسلحة في المكتب التنفيذي للجنة المركزية للاتحاد الوطني للاستقلال والثورة. في عام 1985 بدأت شهرته تتسع بقدر نجاحاته في المعارك التي خاضها ضد القوات الموالية لليبيا، حتى أصبح اسمه يطغى على حسين حبري، فقام بإرساله إلى باريس لدراسات عسكرية. في أبريل 1989، ساد التوتر العلاقات بين حسين حبري وبعض معاونيه العسكريين المقربين بما في ذلك إدريس ديبي، واتهم إدريس ديبي وعدد من كبار قيادات قبيلة "الزاغاوا" بمحاولة الإطاحة بالحكومة، وشعر إدريس ديبي بخطر تصفيتهم من قبل حسين حبري، فقرروا مغادرة البلاد، حيث تمكن ديبي من الوصول إلى السودان، وأنشأ قواعد لجيش خاص به هناك، حيث بدأ في تأسيس "الحركة الوطنية للإنقاذ" التي كان يسيطر عليها قبيلة "الزاغاوا". وفي مارس 1990 عاد إدريس ديبي وأعضاء الحركة الوطنية إلى تشاد، ونظرًا لزحف الحركة الوطنية، كثفت حكومة حسين حبري من عملياتها الانتقامية ضد المعارضين. وبعد فترة قصيرة من الصراع المسلح، وفي مثل هذا اليوم من عام 1990 وصلت الجبهة الوطنية الشعبية إلى سدة الحكم، وأطاحت بالرئيس حسين حبري وأجبرته على الفرار، وانتقل ديبي من العمل العسكري إلي العمل السياسي وعين رئيسًا لمجلس الدولة. وفي 28 فبراير 1991 عين ديبي رئيسًا للجمهورية بعد المصادقة على الميثاق الوطني، وألزم نفسه علنًا بمجرد وصوله للسلطة بأن يضع حدًا لانتهاك حقوق الإنسان، وإدخال نظام التعددية الحزبية على الحكومة، والعودة إلى الديمقراطية. ولأول مرة منذ سنوات عديدة، سُمح بتأسيس نقابات للعمال ومنظمات مستقلة، بالإضافة إلى الأحزاب حيث تم تأسيس 41 حزبًا سياسيًا، وبعد تنصيبه حصل على جائزة أوروبية لدعاة دولة القانون والديمقراطية. في 8 أغسطس 2001 أعيد انتخابه لولاية جديدة بعد نجاحه في الفترة الرئاسية الأولى، وفي مايو 2004 اهتزت سلطة الرئيس ديبي - الذي قيل أنه مصاب بمرض خطير- تحت وطأة أول انقلاب عسكري، وبدءًا من ديسمبر 2005 تسارع فرار الضباط وانشقاق المقربين منه مما عزز صفوف حركة التمرد التي تزداد خطورة، واتهم ديبي السودان بدعمها، وقد نجا ديبي من محاولة انقلابية ثانية في أبريل 2006. وفي 3 مايو 2006 أعيد انتخابه رئيسًا لفترة ثالثة وذلك بعد تعديل دستوري مثير للجدل عام 2005. جمهورية تشاد هي أحد دول وسط القارة الأفريقية وتعتبر همزة الوصل بين الدول الواقعة في شمال أفريقيا وآسيا ودول الجنوب والغرب الأفريقي كما أنها كانت من أهم المناطق الإسلامية في أفريقيا حيث إن موقعها الاستراتيجي بين الدول العربية والإفريقية قد جعلها ملتقى لكثير من الحضارات الإسلامية والأفريقية بصفه عامة، حيث تقع في وسط القارة الأفريقية ويحدها من الشرق السودان، ومن الشمال ليبيا، ومن الغرب النيجر والكاميرون ونيجيريا، ومن الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى، تعتبر تشاد دولة داخلية لا تطل على بحر أو محيط خارجي، ويخترق تشاد نهران موسميان هما لوغون وشاري يلتقيان في العاصمة انجمينا، ويصبان في بحيرة تشاد، الواقعة شمال غرب العاصمة انجمينا، وتبلغ مساحتها حوالى 1.3 مليون كيلو متر مربع. وقد دخل الإسلام إلى تشاد شمالًا عن طريق تجار التبو وشرقًا عن طريق تجار من الوداي وأهل السودان وذلك خلال قرن الثالث عشرة ميلادية وكان الدعاة قد جعلوها نقطة انطلاق لكثير من قوافل نشر الدعوة الإسلامية، نسبة المسلمين اليوم في تشاد 54% من مجموع السكان والبالغ حوالي 12 مليون نسمة ونسبة المسيحيين 34% والبقية من معتقدات محلية ووثنية.