أثار شكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفائز فى الانتخابات الأمريكية لولاية ثانية لزوجته "ميشيل" فى أول خطاب له أمام الشعب الأمريكي عقب فوزه، إعجاب الكثيرين، حيث لم ينس فضلها عليه ودعمها له فى حملته الانتخابية ووقوفها خلفه. وتسلط "بوابة الأهرام" الضوء على ميشيل أوباما تلك السيدة التى نبتت جذورها فى أسرة متواضعة، لتصبح أول سيدة أولى سوداء تدخل البيض الأبيض، ونجيب عن تساؤلات .. من هى، وكيف تلبس، وغيرتها على زوجها، وكيف دعمته ليفوز بولاية ثانية؟ وميشيل أوباما هى الدينامو المحرك خلف فوز زوجها باراك أوباما بفترة رئاسة أمريكية تالية، فهى تبلغ من العمر (48 عامًا) وأطلقت على نفسها لقب "الأم القائدة" وقامت خلال الخمس شهور الأخيرة ب 95 جولة انتخابية تحدثت فيها عن مزايا زوجها، وفاقت شعبيتها شعبية أوباما، فى استطلاع شعبي أجرته "واشنطن بوست" أكتوبر الماضي، بفارق 13 نقطة. وقالت ميشيل أمام حوالى ستة آلاف من أعضاء الحزب الديمقراطي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بيومين، فى خطاب دعمت فيه زوجها أوباما: "علينا أن نوحد صفوفنا، وأن نقف إلى جانب الرجل الذي يمكننا الوثوق به، لدفع هذه البلاد إلى الأمام"، وذلك وسط تصفيق الحاضرين وقوفا لمدة دقيقة ونصف الدقيقة. وأضافت فى خطابها الذى سلطت عليه أضواء العالم عن زوجها "لقد لمست عن قرب ماذا يعني أن يكون الشخص رئيسا"، مضيفة "كرئيس يتلقى كل أنواع النصح من كل الناس، لكن في نهاية المطاف حين يجب اتخاذ قرار، فإن كل ما يمكن أن يوجهك هو قيمك ورؤيتك وخبرات حياتك". وذكَّرت ميشيل زوجها أوباما، وهي ترتدي ثوبا زهريا مذهبا، بأصولهما المتواضعة، وبأنها ابنة موظف بلدية، وأن والدتها كانت سكرتيرة، في حين أن أوباما نشأ دون أب، مع أمه التي "كانت تعمل جاهدة لدفع ضرائبها". ورفعت في القاعة لافتات كثيرة جدا كتب عليها "نحن نحب ميشيل" وفي إطار المعركة لكسب قلوب الأميركيين، نشر البيت الأبيض صورة لأوباما وابنتيه وهم يتابعون خطاب ميشال أوباما على التلفزيون من المقر الرئاسي في واشنطن. ومن ناحية المظهر فميشيل تتسم بالبساطة وتعبر عن قلة ولعها بالملابس الفاخرة رغم أنها قادرة على شرائها –حسب تقارير صحفية- ذكرت أنها أغنى سيدة فى العالم لعام، 2010 ورصدت صحف ومجلات معنية بشؤون المرأة، قيام ميشيل أوباما بارتداء فستان واحد 5 مرات في مناسبات بعيدة كل البعد عن بعضها. وانتشرت صور لها وهى ترتدي الفستان ذا الأرضية السوداء والورود الملونة بألوان مختلفة منها الأخضر، في يناير عام 2009 للمرة الأولى، أثناء زيارتها لدار حضانة في واشنطن ضمن مشاركتها في حملة توعية بأهمية الرياضة والحركة.وظلت ترتديه فى أربع مناسبات أخري ، كان أكثرها أهمية مقابلة أجرتها أوباما، مع التليفزيون الأمريكي. وكسيدة شعرت ميشيل أوباما بالغيرة الشديدة من الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري على زوجها ولم تنس كونها أنثي، رغم أنها من أكبر الداعمين لزوجها، ويستشيرها فى أدق الأمور، وكان كتاب "الهاوي: باراك أوباما فى البيت الأبيض" للصحفى إدكلين هو الذى وصف فيه ضيق ميشيل من المكالمات الطويلة بين أوباما وأوبرا، طلبا لمشورتها فى أفضل الطرق لزيادة شعبيته وكيفية تعامله مع الإعلام. من المعروف أن أوبرا وينفري كانت من أكبر مساندى أوباما فى حملته الانتخابية الأولى للرئاسة في 2008. ميشيل أوباما التي عبرت لمقربين إليها عن رأيها، أكدت أن اقتراب أوبرا من زوجها يؤثر على صورته كرئيس، وقررت منع أوبرا بشكل غير رسمي من دخول البيت الأبيض أو محادثة زوجها. وتعتبر ميشيل أول سيدة أولى سوداء لأمريكا لا تمر دون ترك أثر، أولا من حيث قامتها فهي بطول 1.80 م أي بقامة زوجها تقريبا (1.85 م)، ومن حيث شخصيتها وجاذبيتها فهي ودودة لطيفة لا تفارقها الابتسامة تحب المزاح ولا تبخل بالمعانقة التي يحبها الأميركيون. وعقب فوز زوجها برئاسة أمريكا فى الفترة الأولى من حكمه منذ أربع سنوات، قررت المكوث فى منزلها مع إبنتيها، وعد الذهاب إلى البيت البيض، ولكنها سرعان ما اندمجت فى الحياة السياسية والأنشطة الاجتماعية، وانضمت إلى البيت الأبيض، فكانت داعما أساسيا ومحركا قويا فى الأحداث الاجتماعية. ومنذ بداية 2010 أصبحت ميشيل بطلة مكافحة البدانة لدى الأطفال ،فأكثرت من إطلالاتها التلفزيونية التي لم تتردد فيها عن القيام بحركات رياضية. وميشال المولودة في 17 يناير 1964، من عائلة روبنسون كان والداها من الموظفين الصغار في شيكاغو. لكنها شقت طريقها لتصبح محامية لامعة درست في جامعتي برينستون وهارفرد العريقتين قبل أن تتزوج قبل عشرين عاما. نشأت في عائلة متواضعة من أربعة أفراد، وكانت تعيش في الحي الأكثر فقرًا في شيكاغو في منزل من غرفتين واضطر والدها فريزر روبنسون الموظف في البلدية، أن يعمل طيلة حياته، رغم إصابته بمرض التصلب العصبي المتعدد. تعتبر ميشيل أغنى سيدة فى العالم لعام 2010، وعملت محامية، وشبهها البعض بجاكلين كينيد من حيث الشخصية والملبس والمظهر والاتجاه العام، لديها ابنتان ماليا وساشا.