أعجبني رد نجمة كبيرة عندما سألتها عن حقيقة رفضها الظهور كضيفة على برنامج حواري عربي، قالت "لا أضمن مباغتة المذيعة بسؤال قد يضعني في حرج شديد".. قلت لها المبلغ الذي عرض عليك كما علمت كبير، ولو عرض على غيرك لقبلت، قالت وكم سأدفع لأصحح خطأ يمكن أن أقع فيه، أو يفهمني المشاهد خطأ، أو أتسبب في جرح مشاعر شخص سبق أن ارتبطت به وحدث انفصال، تزوج هو بأخرى وأنجب منها أطفالا. ما قالته النجمة الكبيرة يحتاج أن نفكر فيه كثيرًا ونحن نلهث إلى الظهور في برامج حوارية نعلم مسبقًا أن أصحاب المحطات التي ستعرض عليها يدفعون للضيوف مقابل هذا الحرج الذي سيدفع إليه الضيف رغمًا عن أنفه، فهو مضطر أن يرد، وإن سكت، سيفسر السكوت إما بالرضا أو بالرفض، وفي كلتا الحالتين إجابة. منذ أيام استضيفت ممثلة في أحد برامج قنوات اليوتيوب، وقالت ما يخدش الحياء، ويسيىء إلى فنانين سبق أن تعاملت معهم، وهي تعلم أن ما تقوله سيثير جدلًا واسعًا، وقد حدث أن امتلأت صفحات السوشيال ميديا بما يمكن وصفه "مهاترات" كردود أفعال لما قالته الممثلة عن القبلات، والعلاقات، ونحمد الله أن الحلقة التي سجلت وأذيعت تم حذفها من القناة نهائيًا. عدد كبير من البرامج التي تقدم خصوصًا تلك التي تعد للعرض في شهر رمضان، وكأن الشهر الكريم تحول - عند بعض هذه القنوات - إلى سوق لتجارة الفضائح التليفزيونية، هذه البرامج تعد خصيصًا للإيقاع بالضيف، والكشف عن عورات حياته الشخصية، وتعرية مشواره الفني بكل أخطائه أمام المشاهدين، وهو وإن قال إنه لم يكن يعلم، فهو هنا يخدع جمهوره، فأنت تدرك طبيعة البرنامج، وطبيعة مقدم أو مقدمة البرنامج، هي تعيش على هذه الطريقة، إذ إنها فشلت في أن تصبح مقدمة لبرنامج حواري جيد أو جاد، فسلكت مسلك النبش في حياة النجوم. البرامج الحوارية، أو حتى "التوك شو" قد يكون الظهور فيها مصيدة للضيف، أو قد يكون مقدم البرنامج مكروهًا، وغير مرضي عنه من قطاع كبير من المشاهدين، هنا تأتي جميع النتائج عكسية، فيخسر الكثير من جمهوره، رغم حسن نواياه، لذلك كل نجوم العالم المشاهير يقومون - من خلال مديري أعمالهم - بمعرفة كل شيء عن البرنامج التي يدعون إليها قبل الظهور فيها، ويقيسون مدى انتشاره، وتأثيره في قطاعات مختلفة، ويراجعون في كثير من الأحيان الأسئلة. فعلى سبيل المثال إحدى النجمات الشهيرات في مصر والعالم العربي، وافقت على الظهور في برامج ما كان لها - بعد مشوار سينمائي طويل - أن تظهر بها، لكنها ظهرت بسبب المقابل المادي، لم تختر هي نوعية هذه البرامج، فليس هناك ما يمنع من ظهور نجم في برنامج نظير مليون جنيه، ويسجل 4 حلقات، دون أن تحاول مقدمة البرنامج أن تفقده الكثير من وقاره، أو صورته عند جمهوره. لكن هذه النجمة ندمت ندمًا شديدًا على ظهورها في برنامج مؤخرًا، وأوقفت التسجيل مرات عديدة لتحذف بعض ما قيل، وأظنها لن تكررها مرة أخرى، لأن علاقة النجم أو الضيف بالجمهور تقف في كثير من الأحيان على المحك، خصوصًا وإنه لم يبن علاقة ود مع جمهوره، فيغفر له ذلاته، أو يدافع عنه.. فالنجم عندما يكون محبوبًا يقف الجمهور مدافعًا عنه، بل يبحث له عن مبررات، فيقول إنه تعب، وإنه يحتاج إلى المال، وإنه قدم الكثير، ومن ثم النجم الشاطر الذكي هو من يختار متى ومع من يظهر في البرامج التليفزيونية!