نشرت صحيفة "جازيتا" الروسية تقريرًا تطرق إلى تجنب جو بايدن باستمرار عقد مؤتمرات صحفية رسمية وجلسة مشتركة مع الكونجرس، وكسره تقليًدا عمره قرن من القادة الأمريكيين الذين يلقون الخطب خلال أول 33 يومًا من رئاستهم. الواقع أن مساعديه في الآونة الأخيرة منعوا بالفعل الرئيس الأمريكي من التواصل مع الصحفيين، ووفقا للخبراء يحاول بايدن حماية نفسه من الأسئلة غير المريحة وتجنب التحفظات سيئة السمعة من جانب الرئيس. ظل الرئيس الأمريكي جو بايدن في مكتبه رئيسا لمدة تقارب ال 52 يومًا، ولكن خلال هذا الوقت لم يعقد البيت الأبيض مؤتمرًا صحفيًا رسميًا واحدًا، وهو ما لم يحدث في تاريخ البلاد منذ أكثر من 100 عام. وعلى سبيل المثال تحدث سلف بايدن، الرئيس دونالد ترامب إلى الصحافة والشعب الأمريكي بعد اليوم ال 28 من رئاسته، حتى أن الرئيس السابق باراك أوباما نظم مؤتمرا صحفيا بعد 21 من توليه منصب الرئيس. ووفقًا لشبكة CNN فقد عقد أحدث خمسة عشر من أسلاف بايدن مؤامرات صحفية رسمية خلال أول 33 يومًا من رئاستهم ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن موعد رسمي لانعقاد المؤتمر الصحفي الأول للرئيس الأمريكي الجديد بايدن. في هذا الشأن يحرص البيت الأبيض على تقديم إجابات مراوغة للأسئلة الصحفيين، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن المؤتمر الصحفي لبايدن يجب أن يعقد قبل نهاية مارس، على الرغم من أن وسائل الإعلام الأمريكية توقعت في البداية خطاب للرئيس مرة أخرى في فبراير أو بعد التوقيع على حزمة تحفيز جديدة للاقتصاد الأمريكي في مواجهة جائحة فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، والذي حدث في 11 مارس. وأضاف التقرير، أن عدم وجود مؤتمر صحفي هو أمر مثيرة للجدل، حيث لم يتحدث بايدن بعد في جلسة مشتركة للكونجرس على عكس فعله أسلافه في بداية من فبراير بعد توليهم رسميا الحكم. الهروب خلال فترة رئاسته، تعرض بايدن لعدد من المواقف المثيرة للجدل المتعلقة بالصحفيين أو ببساطة الإجابة على أسئلتهم، فعلى سبيل المثال، في مطلع شهر مارس الحالي قام الرئيس بزيارة متجر لبيع أجهزة الكمبيوتر بواشنطن، حيث حاول ممثلو الصحافة طرح عدد من الأسئلة عليه حول أزمة الهجرة على الحدود مع المكسيك ومع ذلك ما إن لجأ الصحفيين لسؤال الرئيس حتى تدخل مساعدوه على الفور في الموقف، وطالبوهم بمغادرة المحل. موقف آخر في أوائل شهر مارس، توقف بث البيت الأبيض بشكل غير متوقع عن اجتماع الرئيس مع أعضاء الكونجرس الديمقراطيين في الوقت الذي كان من المفترض أن ينتقل فيه رئيس الدولة إلى الإجابة على الأسئلة. "أعطني استراحة" وإذا تحدثنا تحديدًا عن تفاعل الرئيس مع الصحافة، فإن بايدن رفض الإجابة على أسئلة الصحفيين في الأيام الأولى لدخوله البيت الأبيض فخلال توقيعه أولى المراسيم التي بثتها القنوات التليفزيونية الأمريكية قال ردًا على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام: "أعطني استراحة". بايدن ..."نسيان وارتباك" ويعتقد أليكسي نوموف الخبير في مجلس الشئون الدولية الروسي (RIAC) أن غياب المؤتمرات الصحفية لبايدن هو جزء من إستراتيجية البيت الأبيض. بينما تبني البعض نظرية النسيان التي يعاني منها بايدن وكونها السبب في عزوفه عن مواجهة الصحفيين وهي نفس النظرية التي تبناها سلفه ترامب عندما أرجع ظاهرة نسيان بايدن وارتباكه المتكرر أمام الإعلام والصحفيين ترجع إلي سنه –بلغ بايدن 78 عاما نوفمبر الماضي. فعلى سبيل المثال نسي بايدن اسم ومنصب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حيث ألقى كلمة أمام المجندات في صفوف الجيش الأمريكي قائلا: "أريد أن أشكر.. الجنرال السابق" ونسي الاسم. واقعة أخرى تصيدها له غريمه السابق ترامب عندما خلط بايدن بين اسم الأخير والرئيس الأسبق جورج دبليو بوش خلال فعالية لجمع التبرعات عبر الإنترنت حسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية. علاقة متوترة أرجع محللون ما يقوم به بايدن الآن من قطيعة مع الصحافة والصحفيين ترجع إلي ما سبق من علاقة غير طيبة بين سلفه ترامب والصحافة حيث كانت دائما وابدأ علاقة متوترة وهو ما دفع ترامب إلي توجهه لمنصة "تويتر" بعيدا عن الصحافة الإعلام. كان أول مؤتمر صحفي عقده ترامب عقب توليه السلطة كان في فبراير من العام 2017، والذي وجه فيه ترامب انتقادا حادا للصحافة والصحفيين عقب تغطية استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين واصفا ما تكتبه الصحافة ب"التقارير الزائفة".