على الرغم من أن المرض صنف في بداية ظهوره على أنه مرض تنفسى، إلا أن فيروس كورونا يتسبب في مجموعة واسعة من الأعراض خارج الجهاز التنفسي، أفاد فريق من الباحثين في مختبر علم النفس العصبي السريري والتجريبي، كلية علم النفس، جامعة جنيف في سويسرا، أن فيروس كورونا قد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وخاصة الجهاز الحوفي المسئول عن الاستجابات السلوكية والعاطفية. تظهر الدراسة، التي نشرت في موقع medRxiv، وجود عواقب عصبية نفسية طويلة الأمد بعد كورونا ، بغض النظر عن شدة مرض الجهاز التنفسي. يشتبه خبراء الصحة في وجود عجز عصبي نفسي طويل الأمد بعد الإصابة ب كورونا، على سبيل المثال ، أظهرت الدراسات السابقة حول تفشي فيروس كورونا السابقتين، المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وجود أعراض نفسية عصبية مثل اضطرابات النوم ، والضعف العاطفي ، وضعف التركيز ، والاستدعاء المتكرر للصدمة، علاوة على ذلك، ففي أمراض أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الدماغ والتصلب المتعدد، أظهرت الدراسات وجود عجز طويل الأمد في الوظائف الإدراكية، بما في ذلك الاستجابات العاطفية والذاكرة. فوبيا الموت وفي هذا الصدد تقول الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الآثار النفسية والعصيبة المترسبة من جراء الإصابة بفيروس كورونا هي مرتبطة بمخاوف الموت، فهناك بعض الأشخاص لديهم "فوبيا الموت"، مما يترتب عليه حالة من الهلع والخوف تؤثر على المصاب و نظام حياته وتفكيره، ليصل إلى حالة من اليأس أو عدم الاستقرار وبالتالي ينعكس عليه في تعاملاته وأسرته وعمله. الاضطراب السلوكي وأشارت إلى، أن هناك نوعا من "الاضطراب السلوكي" للمصاب، حيث يظهر ذلك في تعاملاته التي يكون طابع التردد هو المتغلب عليها، ويكون شعور انعدام الرغبة واليأس وانتهاء الحياة هو المسيطر أثناء الإصابة وهذا ما يترتب عليه الآثار النفسية السلبية، مضيفة في هذه الحالة يحتاج المصاب إلى مساعدة نفسية من قبل المتخصصين ولكن قبل ذلك يجب على المصاب أن يكون واعيا لأهمية اللجوء إلى العلاج النفسي هو ومن حوله لأن هناك مشكلة تواجههنا وهو أن العلاج النفسي مرتبط بكونه -وصمة- لذلك لا يطلب المساعدة ويكتفي أن يعالج نفسه بنفسه، وهذا خطأ كبير لأن هذا قد يكون له تداعيات سلبية تؤثر عليه وعلى من حوله. ثقافة معرفة الطب النفسي وتابعت: أننا بحاجة ماسة إلى نشر ثقافة أهمية العلاج النفسي وتغيير مفهومه عند الكثير، فالعلاج النفسي مثله كمثل أي علاج آخر والتخصص في الطب النفسي مثله مثل أي تخصص طبي آخر، لذا لابد من نشر ثقافة اللجوء إلى المساعدة النفسية في حالة الاضطراب النفسي نتيجة الإصابة. الدعم المعنوي ومن جانبه، يوضح الدكتور وائل وفاء استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، أن أي مرض يصيب الإنسان يشعر معه بالضعف وعدم القدرة على القيام بالأعمال اليومية والروتينية، وبالتالي يصاب بالإحباط وانعدام الرغبة في كسب تعاطف المحيطين به والمهتمين بأمره، وهنا أصبح واجب على كل منا فهو فرض وليس فضلا أن نقدم "الدعم المعنوي" للدوائر المحيطة بنا.
المفتاح السحري ولفت، أن من أهم أساسيات الدعم أن نعلم المريض بأننا نحبه بكل أحواله، و أن هذا الضعف الذي يشعر به سينتهي سريعا، بل ونقدم له اقتراحات ووسائل مختلفة للترويح عنهم، ومنها "الاهتمام" هو -المفتاح السحري- لعلاج كافة الأمراض، مشيرًا إلى أهمية "الاهتمام" تظهر جلية باستخدامنا في طرق العلاج، وخاصة في الأمراض المزمنة كالسرطان مثلا فالمريض يحتاج بشدة إلى "الدعم المعنوي" وأن يشعر أن هناك طاقة أمل متجددة في كل يوم وإذا أردنا القول ينبغي أن نستخدم مقولة أن "الحب هو مفتاح الحياة".