رفعت وزارة الأوقاف حالة التأهب استعدادا لعقد المؤتمر الدولي العام ال31 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، السبت المقبل 13 مارس الجاري، والمقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت عنوان "حوار الأديان والثقافات" وبمشاركة 35 دولة من دول العالم. يأتي المؤتمر العام ال31 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الدائمة للحوار الهادف وإحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاغتراب، بحسب قول الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والذي أكد أنه لا غنى للبشرية عن حوار بناء يقوم على أرضية إنسانية خالصة، تراعي الحفاظ على أمن الجميع وتعمل على تحقيق السلام الإنساني، وتحترم خصوصية الآخرين الدينية والثقافية وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم المستقرة. ويعتبر وزير الأوقاف، في تصريحات صحفية، أن المؤتمر غير عادي نظرا للظروف التي يمر بها العالم من انتشار لفيروس كورونا المستجد "كوفيد_19"، موضحا أن مصر وكعادتها استطاعت وبجدارة أن تتجاوز هذه الظروف. وتابع جمعة، أن مصر دولة رائدة في قضية الحوار، وتتجاوز المحلية إلى العالمية، موضحًا أن الحوار يتطلب الاهتمام البالغ باللغات المختلفة، وهو ما دعا إلى الاهتمام بترجمة إصدارات الأوقاف إلى اللغات الأجنبية وبإيفاد أئمة اللغات إلى الدول الأجنبية لنشر صحيح الدين. وأشار إلى أن الحوار الحقيقي يحتاج إلى طول نفس ورباطة جأش وقوة وإنصاف الآخر فإنصاف الآخر هو منهج القرآن الكريم"، مشيرا إلى أن قضية التدين الحقيقي صمام أمان أي مجتمع وهي أحد أهم عوامل بناء الدولة الحقيقية، فالدين سبيل استقرار لا هدم وسعادة لا شقاء. تتلخص أعمال المؤتمر الدولي العام ال31 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، هذا العام، في ستة محاورهي: المحور الأول: مفهوم الحوار وغاياته. المحور الثاني: عقلانية الحوار وعلاقتها بقضايا التجديد. المحور الثالث: الحوار والمشترك الإنساني. المحور الرابع: الحوار واحترام خصوصية الآخر. المحور الخامس: أثر الحوار البناء في مكافحة الإرهاب وصنع السلام الإنساني. المحور السادس: عوامل نجاح الحوار. وتتضمن قائمة أبرز ضيوف المؤتمر، بحسب ما أعلنته وزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية، وزير الشئون الدينية والأوقاف بالسوادن نصر الدين مفرح، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن محمد أحمد مسلم الخلايلة، ورئيس البرلمان العربي بالبحرين عادل بن عبد الرحمن العسومي، وأمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة قطب مصطفى سانو، ووزير الشئون الدينية والتسامح بين الأديان بباكستان نور الحق قادري، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات محمد مطر سالم الكعبي. وفي تصريحات صحفية، عقب وصوله قال الدكتور عبد الحميد متولى رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية بدولة البرازيل: إن الحوار الهادف هو الطريق الأمثل لحل المشكلات من خلال المؤتمرات، يُكَوِّن منهج حياة يحقق التعايش السلمى والسلام العالمى. وأشاد متولى، بدور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مشيرًا إلى أنه حقق توازنًا فكريًّا وتقدمًا ملموسًا فى مجال الدعوة وتجديد الخطاب الدينى، ونشر الفكر الوسطى ومكافحة التطرف والإرهاب بما يناسب متطلبات العصر الحديث. فيما أكد الشيخ الهادى موسى سالم شيخ محافظة دار السلام بتنزانيا، على أهمية المؤتمر الدولى العام ال 31 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمنعقد فى القاهرة خلال الفترة من 13 إلى 14 مارس الجارى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يدعو إلى خلق حوار بناء بين الناس كافة. وثمن الشيخ الهادى موسى سالم شيخ محافظة دار السلام بتنزانيا، دور المؤتمر فى خلق نوع من تعارف الثقافات، مستشهدا بقول الحق سبحانه وتعالي : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" مؤكدًا أن الاختلاف له ضوابط ولغة معتبرة يجب أن نتعلمها. و يشارك البرلمان العربي بوفد يرأسه عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان، والذي أكد بدوره على أهمية هذا المؤتمر، الذي يأتي استجابة للدعوة التي أطلقها وتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن تدشين حوار دولي يرسخ لسياسة الحوار الإنساني. وأضاف رئيس البرلمان العربي، في تصريحات صحفية، أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت تحتاج فيه الإنسانية إلى ترسيخ مفهوم الحوار وبناء قيم التسامح واحترام المجتمعات وثقافتها المختلفة وعدم التعدي على خصوصيتها تحت أي مسمى، معرباً عن ثقته التامة في أن المحاور الثرية التي تشملها جلسات هذا المؤتمر ستجعل منه نقطة تحول مهمة في التأكيد على قيمة الحوار بين الأديان والثقافات، والبناء على القواسم الإنسانية المشتركة لتعزيز لغة الحوار وتطويره بشكل دائم. وأناب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وزير الأوقاف محمد مختار جمعة لافتتاح المؤتمر، فيما أناب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف لحضور الافتتاح.