انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب خطيرة تتسبب في موت مستخدميها، وكان آخر هذه الألعاب والتحديات تحدي "الوشاح الأزرق"؛ مما أثار حالة من الذعر بين الآباء والأمهات استخدام الأبناء تلك الألعاب وتأثرهم بها وتعرضهم للخطر. ما هي لعبة الوشاح الأزرق هي تحدٍ على تطبيق التيك توك كانت فكرة لسيدة إيطالية لديها عدد كبير من المتابعين على التطبيق، قامت بعمل تحدٍ عبارة عن تعتيم الغرفة، وحبس الأنفاس مع وربط العنق ويسجل المشارك مشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها. وقام عدد من المتابعين بعمل هذا التحدي، ولكن توفيت طفلة في إيطاليا تبلغ من العمر 10 سنوات في يناير الماضي بسبب هذا التحدي؛ مما جعل السلطات الإيطالية تلقي القبض على السيدة صاحبة فكرة هذا التحدي وغلق تطبيق التيك توك مؤقتًا. ولكن هذا التحدي انتشر بشكل كبير في العديد من دول العالم، وكانت آخر ضحاياها في مصر بعد أن تسببت في مقتل الشاب "أدهم" الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، ويسكن في منشية ناصر بمحافظة القاهرة، بعد أن قام بتعتيم الغرفة وربط عنقه وحبس أنفاسه وقام بتسجيل اللحظة التي أدت إلى وفاته ولم يستطع أهله إنقاذه. و حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خطورة هذا التحدي، واعتبر المشاركة فيه أمرًا "مخالفًا للدين والفطرة". وطالب أعضاء لجنة الاتصالات بمجلس النواب بحجب التطبيق وبمراقبة الألعاب الإلكترونية خوفًا من تكرار مأساة لعبة "الحوت الأزرق". خطورة الألعاب الإلكترونية على الأبناء وفي هذا الصدد، قال الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، ل"بوابة الأهرام" إن الفترة الماضية شهدت تحذيرات عديدة من الألعاب الإلكترونية تسببت في مقتل أطفال وشباب مثل لعبة الحوت الأزرق، ومريم، وبابجي، وآخرها كانت الوشاح الأزرق، مستكملًا أن هذه الألعاب لا تنتهي بمجرد غلق التطبيق لفترة مؤقتة، وإنما سوف يظهر لنا كل فترة ألعاب مماثلة؛ لعدم وجود رقابة كافية على المحتوى الذي يقدم هذه التطبيقات. وأكد الدكتور إبراهيم مجدي، أن العديد من الأسر لديها أجهزة كمبيوتر وتليفونات ذكية وإنترنت، وأغلب مستخدميه يقومون باستخدام الألعاب الإلكترونية، مشيرًا إلى أن أغلب الآباء والأمهات لديهم أمية تكنولوجيا؛ مما يوثر على التواصل بينهم وبين أبنائهم. وطالب استشاري الطب النفسي، بأن يتم متابعة الأبناء ومراقبة الهواتف المحمولة والتطبيقات التي يتم استخدامها وكل ما يشاهده الأطفال، ولابد أن يكون الآباء على علم بكل تفاصيل حياتهم، وعدم تركهم لهذا العالم دون مراقبة، مستكملًا أن الشباب في سن المراهقة والأطفال تحب النقاش والجدال؛ لذلك لابد أن يكون الأهل لديهم صبر على النقاش وشرح التفاصيل دون ملل. واستطرد الدكتور إبراهيم مجدي: يجب أن يتم استغلال طاقة الأطفال في الأنشطة المفيدة مثل ممارسة الرياضة، أو تعليم أي نوع من الفنون مثل، الرسم، الغناء، الموسيقي، وحثهم على القراءة؛ لأنها تنمي مدارك العقل، موضحًا أن تنمية مهارات الأبناء تساهم بشكل كبير في البعد عن مثل هذه الألعاب الخطيرة التي من الممكن أن تودي بحياتهم. وتابع استشاري الطب النفسي، أن المسئولية الأولى على الآباء لتقديم النصائح والدعم لأولادهم بصفة مستمرة، وبناء ثقة بينهم لإعطائهم مجالًا على البوح بما يشغل أذهانهم، وعدم تركهم للبحث عن مصادر أخرى للمعرفة، وحثهم على المشاركة الفعالة داخل الأسرة وتحميلهم بعض المسئوليات البسيطة، مشيرًا إلى عدم ترك الهواتف والأجهزة المحمولة بين أيديهم لفترات طويلة.