منذ انتقال مصطفي محمد من الزمالك للدوري التركي ولا حديث سوى عن تألقه مع ناديه جالطة سراي وتأقلمه السريع وأرقامه القياسية، وهو ما يذكرنا تقريباً بتجارب عديدة للاعبين مصريين كانت بداياتهم الاحترافية جيدة .. ولكن معظمهم سرعان ما تراجع للوراء، وبعيداً عن المستوي الذي يقدمه "الأناكوندا"، فإن هناك أسئلة عديدة تحيط بمستقبله سنحاول التوقف عندها في التقرير التالي . تألق من أول يوم مصطفي كان أحد أهم نجوم المنتخب الأوليمبى تحت قيادة شوقى غريب الذى فاز ببطولة أفريقيا تحت 23 سنة وينتظر مشاركته في أولمبياد طوكيو هذا العام ، وقد بدأ مشواره الكروى فى صفوف ناشئي الزمالك قبل أن ينضم إلى صفوف الداخلية فى 2016 ثم طنطا عام 2017 قبل أن يلعب فى صفوف طلائع الجيش، ومع عودته للزمالك ساعده علي الفوز بلقب كأس مصر ثم لقب الكونفيدرالية الإفريقية بجانب لقبي السوبر المصري والإفريقي ، وبعد تألقه مع الزمالك انتقل علي سبيل الإعارة لجالطة سراي لموسم ونصف مقابل مليوني دولار، مع أحقية البيع بدفع 4 ملايين دولار، لتصل قيمة الصفقة إلى 6 ملايين دولار، وخلال أول 4 مباريات له سجل 4 أهداف وقدم مستوي رائعاً جعل ناديه يخطط لتفعيل عقد شرائه قبل ديسمبر القادم بسداد باقي المبلغ المتفق عليه وسيوقع مصطفى عقدًا جديدًا مع جالطة سراي، وسيتم وضع شرط جزائي به يبلغ 25 مليون يورو لتأمين بقاء اللاعب مع الفريق ، ويأتي ذلك وسط أنباء بأن جالطة سراي لا يخطط للاحتفاظ بمصطفي لوقت طويل، فكما قال قال عبد الرحيم البيرق، نائب رئيس نادي جالطة سراي ، فإن التعاقد مع مصطفى محمد هو استثمار للمستقبل وسيدر دخلاً ضخماً لصالح فريقه في المستقبل القريب ، خاصة أنه يحق للفريق التركي شراء عقد مصطفى محمد نهائياً بحد أقصى يوم 31 ديسمبرالمقبل مقابل 4 ملايين دولار أخرى وهناك أخبارعن متابعة عدد من الأندية الأوروبية لمصطفي منذ فترة وجوده بالزمالك ، وحسب الصحف التركية فإن نادي كريستال بالاس الإنجليزي أرسل بالفعل كشافيه لمتابعة مصطفى قبل الدخول في مفاوضات رسمية لضمه الموسم القادم ، لكن يظل السؤال : وماذا عن موقف الزمالك؟! فحسب العقد فإن تفعيل بند الشراء لابد وأن يكون بموافقته، وبالتالي لو شعر مسئولوه بأن مصطفي يمكنه أن يدر دخلاً أكبر من ال4 ملايين دولار التي سيدفعها النادي التركي .. فهل يرفضون وينتظرون نهاية إعارته في الموسم القادم ثم يقومون بتسويقه؟! أين يلعب مصطفي محمد؟! في البداية ولكي نفهم قيمة المكان الذي يتواجد فيه مصطفي محمد حالياً، نشير الى ان جلطة سراي هو أحد أكبر الأندية التركية وفاز بالدوري 21 مرة وبالكأس 17 مرة وكأس السوبر 15 مرة وكأس الإتحاد الأوروبي مرة واحدة ، وهو أكثر الفرق التركية مشاركة في دوري أبطال أوروبا بواقع 11 مشاركة ، ومن أشهر النجوم الذين مروا علي هذا النادي حميد ألتنتوب والذي سبق له اللعب لبايرن ميونيخ وريال مدريد، وهاكان شوكور والذي انتقل لإنتر ميلان ، بجانب أسطورة رومانيا جورج هاجي والبرازيليين تافاريل وإيلانو وفيليبي ميلو والتشيكي ميلان باروش والإيفورايين دروجبا وأيبوي وغيرهم ، وحالياً يضم الفريق نجوماً كباراً .. ويكفي القول بأن مصطفي محمد يلعب أساسياً علي المهاجم الكولومبي الشهير فالكاو لاعب ريفر بلات وبورتو وأتلتيكو مدريد وموناكو وتشيلسي ومانشستر يونايتد ، وأيضاً كابتن الفريق التركي أردا توران لاعب برشلونة السابق وحارس منتخب أوروجواي موسليرا والإيفواري ميشيل سيري والمغربي يونس بلهندة والهولندي رايان بابل والجزائري سفيان فيجولي وغيرهم ، أما مدربه الذي طلبه بالاسم وضمه للقائمة الأساسية بعد يوم واحد من وصوله للفريق فهو فاتح تريم أو الملقب ب "الامبراطور" والذي تم اختياره في دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم في 80 دولة في يناير 2001 ضمن أفضل 8 مدربين كرة قدم في العالم، وحصل على المرتبة السابعة كأفضل مدير كرة قدم في العالم من مجلة وورد سوكر عام 2008 وهو كان لاعبا سابقا بنادي جلطة سراي بين عامي 1974-1985 ولعب لمنتخب تركيا نحو 13عاماً ، وكمدرب تولي تدريب منتخب بلاده وأندية محلية مثل أنقرة جوجو وجلطة سراي وقاده للفوز بالدوري 4 مرات والكأس 4 مرات وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 ، كما تولي تدريب فيورنتينا وميلان الإيطاليين وأشرف علي مجموعة متميزة من نجوم الكرة وقتها، وما سبق يؤكد أنه رب ضارة نافعة .. لأن المشاكل التي عطلت صفقة انتقاله لفريق سانت اتيان الفرنسي لربما تكون أفادته، فصحيح أن سانت إيتيان من الأندية الكبيرة في فرنسا لكن الفريق يحتل المركز ال15ووضعه صعب ، بينما جلطة سراي يتصدر الدوري التركي ، كما أن مشاركة الفريق الفرنسي في البطولات الأوروبية خلال الموسم المقبل تعتبر شبه مستحيلة بينما في جالطة سراي فالفرصة كبيرة لكي يلعب مصطفي في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم المقبل ، وأيضاً الفريق التركي لديه جماهير حماسية لم تستقبل مصطفي بشكل جيد فقط .. ولكنها قامت بتأليف أغاني له وتعتبره نجماً وتطارده في كل مكان ، ومصطفي يدرك كل ما سبق جيداً بدليل تصريحاته بأنه سعيد للغاية بالتواجد وسط في جالطة سراي ، ولم يشعر بأي اختلاف عن الزمالك ويعتبر نفسه في بيته الثاني ، خاصة مع عشق جماهير جالطة سراي لناديها وحبهم له ، وقال " لمست منهم نفس الحب الذي وجدته في الزمالك، هذا أكثر ما شجعني على الانتقال، وسعيد لأنني وجدت جمهور الفريق يحب ناديه مثلما تحب جماهير الزمالك ناديها". سر غضب الأناكوندا ورغم تألق مصطفي في الأيام الماضية لكنه فجأة خرج غاضباً علي تويتر بسبب المهاترات التي يكررها أحمد بلال مهاجم الأهلي السابق ، فرغم أنه أشاد مؤخراً بمستوي محمد لكنه دائماً ومن أجل تصدر "التريند" يسمع لأي مذيع يستضيفه بأن يذكره برأيه القديم بأن مصطفي محمد "لاعب عادي" ، كما أن البعض يحاول التغطية علي تألق مصطفي باستدعاء تصريحات قديمة لحسام البدري مدرب المنتخب والتي اعتبر فيها أن مصطفي ينقصه الكثير لكي يصبح مهاجماً دولياً !. سكة صلاح .. أم التراجع ؟! السؤال الذي يتبادر لأذهان كثيرين في الفترة الأخيرة هو : هل سيصبح مصطفي محمد نسخة جديدة من محمد صلاح في عالم الاحتراف ؟! أم ربما يكرر نفس مسيرة عمرو زكي الذي حقق نجاحاً رائعاً في بداية مشواره الاحترافي .. ثم تراجع للوراء حتي اختفي تماماً ؟! وهناك مثال آخر ليس بعيداً عن مصطفي وهو زميله في المنتخب الأوليمبي رمضان صبحي الذي احترف صغيراً بالدوري الإنجليزي ولكنه فجأة عاد للأهلي .. بل وتركه راحلاً إلي بيراميدز مفضلاً تأمين مستقبله المادي عن مواصلة مشواره بالخارج كما أن الدوري التركي الذي بدأ منه مصطفي كان محطة لعدد كبير من اللاعبين المصريين .. لكن بخلاف أحمد حسن لم يحقق معظمهم أي نجاح ، ويقول أحمد حسام ميدو مهاجم أياكس الهولندي ومرسيليا الفرنسي وتوتنهام الإنجليزي السابق "من المهم جداً أن يتابع مصطفي عمله بجدية وأن يقتل نفسه في كل يوم ولا يكتفي بما لديه ، ولديه كل الإمكانات ليحترف في أفضل أندية العالم ، المهاجم الرقم 9 الكلاسيكي الذي يلعب برأسه كمحطة مثل مصطفى أصبح نادراً، وهو يلعب تحت الثلج في أجواء ليس معتادا عليها ويسجّل في آخر دقيقة، لقد أجبر منتقديه على تغييررأيهم به" أما شوقي غريب مدربه في المنتخب الأولمبي فيقول: "مصطفى يعرف تماما ماذا يريد من مسيرته وأراد دوماً اللعب في أوروبا وهو يلعب راهناً مع فريق كبير في تركيا تحت إشراف أحد أكثر المدربين خبرة في أوروبا، وأتوقع أن ينضم لأحد أبرز الأندية الأوروبية قريباً ويذكّرني بمحمد صلاح عندما بدأ في اللعب مع بازل السويسري".