أحمد عبدالتواب هذا طموح كبير وُضِعَت له خطط عملية، بأن تستوعب 14 مدينة لا تزال فى طور الإنشاء نحو 30 مليون مواطن عند اكتمالها، منهم نحو 6 ملايين فى العاصمة الإدارية وحدها. ولك أن تتخيل كيف يكون الوضع مستقبلاً دون هذه المدن، أى عندما تضغط هذه الملايين على المدن والقرى القديمة المكتظة أصلاً، ليظل المصريون فى المستقبل فى حالة اليأس والإحباط، مثلما هى الأجيال الحالية، لأن من سبقوا لم يكونوا على قدر المسئولية بإدراك كارثة الزيادة السكانية التى يجب أن تتوافر لها مدن وقرى جديدة، إضافة إلى التطلع الإنسانى، المفهوم والمُقدَّر، بأن يعيش الناس فى ظروف أحسن وبيئة أرقى. لاحِظ أن المدن التى أنشئت فى عهدى السادات ومبارك لم تكن مستقلة بذاتها فى توفير احتياجات سكانها، مما جعلهم يعتمدون على خارجها، أى أن يظلوا يترددون على المدن القريبة ليلبوا احتياجاتهم، وهو ما أجهض تحقيق الهدف الأول من إنشائها بتقليل الاكتظاظ فى المدن القديمة خاصة القاهرة، كما أنه جمَّد أحلام المصريين عبر زمن ممتد، وجعلها تتواضع عند أن تتوافر الأساسيات من مياه وكهرباء وصرف صحى ورفع للقمامة..إلخ! وهذه، وغيرها كثير، من الأخطاء التى يتلافاها تخطيط المدن الجديدة، الذى يضمن لساكنيها كل احتياجاتهم، بمستويات تعجز المدن القديمة عن الوفاء بها، مع توفير فرص عمل فى المجالات الأكثر تطورا فى العالم، إضافة إلى الاهتمام بمواصلات داخلية راقية تربط أحياء المدينة، وكذلك أحدث وسائل الانتقال بين المدينة وخارجها، مع شبكة طرق على أحدث مستوى، ونظم متقدمة لإزالة المخلفات وإعادة تدويرها، وكذلك تحقيق حلم قديم للمصريين بأن تكون لهم أماكن للتريض والتمشية..إلخ. ولاحِظ أيضا أن بعض من يعترضون على التوجه لإنشاء المدن الجديدة ويقولون ضمن أسبابهم إنها خارج الأولويات، هم أنفسهم ممن كرَّسوا حياتهم فى الكتابة والمحاضرة عن الإيجابيات العظيمة للتقدم العمرانى فى الارتقاء بالبشر وفى دفع الهمة للعمل والإبداع وفى إحداث التوازن النفسى الخلاق لدى المواطنين، وأنه دونه لن تضمن تنشئة أطفال أصحاء بدنياً ونفسياً يكونون وعداً بمستقبل أفضل.