أحمد عبدالتواب هذه أول مؤشرات جادة تشهدها مصر لبدء علاج مشكلة الازدحام التى تدهورت إلى حدّ الاكتظاظ فى كل المدن والقري، فقد أعلن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن تسليم أول دفعة من الوحدات السكنية بالعاصمة الإدارية الجديدة لحاجزيها سوف يبدأ غداً (الأحد). بما يعنى أنه قد لاح أخيراً حل عملى لهذه المشكلة، التى تعقدت عبر عقود وأحالت الحياة اليومية للمصريين إلى جملة من الأزمات المتراكمة. والمؤكد أنه لم يكن من الممكن أن نصل إلى هذه النتيجة إلا بعمل شاق طوال السنوات الأخيرة، وفق تخطيط علمى تجاوز الأحلام المتواضعة عن مجتمع يخلو من الزحام، إلى بناء مدينة للسكنى وللأعمال، على أعلى مستوى يعرفه العالم، بأحدث وأفضل مرافق، يُحسَب فيها لأول مرة حساب المشاة وراكبى الدراجات وراغبى التريض، وأكبر حدائق تنافس الأكثر شهرة فى العالم، فى سعتها وفى تنوع زرعها، مع توجهات جديدة على مصر، تتجلى فى تخطيط لتوفير كل الاحتياجات بما فيها أكبر شبكة طرق وكبار وأنفاق، للحركة داخل المدينة وللربط بخارجها، عن طريق خطوط المواصلات العامة، أوتوبيسات ومترو وقطار ومونوريل..إلخ. ويدفع بقوة فى نفس الاتجاه هذا الجيل من مشروعات المدن الجديدة بطول البلاد وعرضها، التى تشهد انجازات يومية. وكل هذا يوفر نموذجاً يُحتَذَى فى وادينا القديم. وبالمقارَنة، فقد افتقدت المشروعات السابقة طوال عهدى السادات ومبارك، إلى التخطيط الشامل، فكانت مجرد توسعات أقصى أحلام قاطنيها أن يتواصلوا مع جوارهم القريب لتلبية احتياجاتهم، مما جعلها نتوءات على المجتمعات القديمة، وعاش سكانها أزمات تبدأ بعدم توافر الخبز والدواء والمستشفيات، ولا تنتهى بافتقاد الطرق والمواصلات..إلخ. ماذا يقول الإعلام المعادى الآن مع بدء تسليم الوحدات للسكني؟! بعد حملاته الشرسة لبثّ اليأس من جدوى هذه المشروعات، بدءاً من السخرية بأنها (فنكوش)، إلى التشكيك فى القدرة على تمويل المشروعات، وفى كفاءة المصريين على القيام بعمل بهذا الطموح، إلى إشاعة الأكاذيب عن أن الجمهور غير منجذب لهذه المشروعات، وأن الوحدات لا تجد من يشتريها أو يؤجرها!