الأب السلبى هو الأب الذى لا يريد أن يزعج نفسه ولا يتدخل فى شئون أولاده او مشاكلهم وهو الأب غير المشارك فى مسئولياتهم ويلقيها بالكامل على زوجته، وحتى عندما يثير اهتمامه شيء او يعترض على أى سلوك فهو لا يتدخل كى يريح رأسه او ليتفادى الدخول فى صراع مع زوجته حول أسلوب التربية الأمثل وهو الاب المتساهل مع ابنائه وغير المشتبك عاطفيا معهم على نحو فعال ومن ثم فهو موجود وغير موجود او هو الغائب الحاضر. وكما يؤكد موقع فاميلى لايف المتخصص فى الدراسات التربوية والعائلية فهذا النوع من الاباء يؤثر فى حياة الاطفال ويحول دون اكتمال شخصياتهم على نحو جيد خاصة وان الام تضطر فى هذه الحالة للعب دور المهيمنة والمسيطرة ولانها عادة ما تكون غاضبة ورافضة لسلبية زوجها المتناهية تصبح ذات تأثير سلبى هى ايضا على الابناء وتصب جام غضبها عليهم وتصبح اكثر عصبية وتميل الى تقديم الحماية الزائدة لهم رغبة منها فى تعويض النقص فى شخصية الاب. وتشير الدراسات النفسية الى عدة تأثيرات يعانى منها ابناء مثل هذه الاسر التى تعيش نمط «الاب السلبى والام المسيطرة» الى انهم يعانون من قلة الثقة فى النفس وعدم القدرة على وضع حدود فى علاقاتهم بالاخرين او لانفسهم واكثر عرضة لنوبات الغضب والهياج ويطورون انماط ارتباط عاطفية غير سوية بالاضافة الى ميل اكبر للمعاناة من الاحباط كما انهم قد يتبنون نفس النمط من الشخصية فيكونون اباء وازواجا سلبيين فى المستقبل خاصة مع الابناء الذكور فالاب هو من يدخل الابناء عالم الذكورة ويعرفه على الصورة الصحية للتعامل وهو ايضا البطل الاول وصورة الرجل الاول فى عيون البنت ولذلك فالحاجة الى تفاعله وتواجده الكامل ليست ترفا ولا اختيارية وكما يوضح د.عادل المدنى استاذ علم نفس جامعة الازهر بأن شخصية الاب السلبى تظهر منذ فترة التعارف الاول حيث يرفض الرجل المشاركة فى الالتزامات التى تخصه ولكن هناك أسباب اخرى قد تظهر بعد الزواج والانجاب منها رغبة الزوجة فى تحمل كل المسئوليات التى تخص البيت بدون الرجوع الى الزوج سواء فى التربية او الاحتياجات الاسرية وهنا يفضل الزوج الراحة وعدم المشاركة . واما اذا كان السبب هو انشغال الزوج فى العمل لفترات طويلة فيجب على الزوجة أن تعمل جدولا يتناسب مع ظروف الاب لقضاء ايام الاجازة معهم واسناد بعض المهام البسيطة اليه كقراءة القصص او ممارسة بعض الالعاب البسيطة مع مراعاة عدم اللجوء الى اسلوب الاوامر وعند انجاز الاب هذه المهام يقابل ذلك من الزوجة والابناء بالمديح والتشجيع والمحبة والاحترام والمودة . ويشير د.عادل إلى أنه لا يمكن انكار اهمية دور الابوين فى تربية ابنائهم ومتابعة شئونهم والتواصل معهم واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى لتحقيق ذلك للمحافظة على اتزانهما النفسى وتنمية قدراتهما النفسية وتفاعلهم مع الآخرين وعلى مستوى تحصيلهم الدراسى ،وينصح الام أن يكون لديها الكفاءة وبذل اقصى امكانياتها لتشجيع الاب للقيام بدوره لانه لاحظ أن شخصية أبناء الاب السلبى قد يؤثر عليهم فى المستقبل من خلال حدوث خلل نفسى لديهم على اشكال متنوعة منها ان يكون الابناء ذا شخصية سلبية او شخصية قوية او شخصية تبادل الادوار- بمعنى ان تكون البنت ذات طباع ذكورى والعكس .