رغم إعلان الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، عن إنجاز حوالى 40% من ملف النظافة فى برنامج المائة يوم لرئيس الجمهورية على نطاق المحافظة، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، بدليل تفاقم تلال القمامة بمختلف أحياء العاصمة، بالإضافة لتفاقم أزمة المرور. كانت حملة"وطن نظيف" التى دعا إليها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى على مستوى القاهرة الكبرى، قد بدأت تقريبا منتصف يوليو الماضى، ونجحت بالفعل فى رفع ما يزيد عن ال 200 ألف طن من القمامة ومخلفات الهدم والبناء ببعض أحياء القاهرة، وعلى رأسها حى عين شمس ودار السلام والبساتين والنزهة. كما استمرت الحملات خلال الشهرين الماضيين، بتركيز شديد على رفع الاشغالات والباعة الجائلين من الميادين والشوارع الرئيسية، وعلى رأسها التحرير وطلعت حرب والعتبة والموسكى والأزبكية والسيدة زينب ، فى حين بقيت الاشغالات فى ميادين وشوارع أخرى لا تقل أهمية عما سبق، حيث افترش الباعة الجائلين أرصفة ميدانى روكسى والجامع بحى مصر الجديدة. كما أغلقوا أرصفة شارع حيوى كجسر السويس شرق القاهرة، وازدادت على جانبيه تلال القمامة فى مشهد أقل ما يوصف به أنه" فوضوى" لا يليق بعاصمة كبرى كالقاهرة. فى سياق متصل، كان هذا الشارع من ضمن شوارع المحافظة التى لا تخلو يوميا من الشلل المرورى، فقد شهد إضراب سائقى السرفيس والنقل العام وأزمات نقص السولار المتكررة. وقد أخفقت أجهزة المحافظة، فى امتصاص كل هذه الأزمات، واكتفى المحافظ والمسؤولون بالحلول المسكنة، والتى لم يرض أى طرف من أطراف هذه الأزمات بها، بدليل عودتهم من حين لأخر للإضراب عن العمل والاعتصام. كما أهملت هذه الأجهزة أيضا خلال المائة يوم، سكان العشوائيات، والتى يصل عددها بالقاهرة إلى 112 عشوائية، وتعرضت منطقة كبرى منها كالدويقة خلال المائة يوم لأزمات متكررة، منها سقوط سور ضخم على بعض سكان شارع "الأماين" دون أدنى تحرك من المسؤولين، بالإضافة إلى تردد أنباء عن وجود تحرك صخرى بإحدى مناطق جبل المقطم خلال الشهر الماضى، وهو الشهر الذى تمر فيه الذكرى الرابعة لكارثة الدويقة. وقد اكتفى المحافظ أسامة كمال، بوعده المعتصمين من أهالى هذه العشوائيات بإعادة النظر فى أحوالهم، وعما إذا كانوا يستحقون وحدات سكنية من عدمها. من جانب أخر، أكد أحمد حسن، أحد المواطنين، ل"بوابة الأهرام" أنه لم يلمس أى تغيير خلال المائة يوم فى أزمة هامة كالمرور، فجميع الشوارع والمحاور والميادين لا تخلو يوميا على حد قوله من الاختناقات المرورية، وزادت حدتها مع بدء العام الدراسى وكثرة الإضرابات ونقص البنزين. أما محمود محيى، فيرى أن حملة"وطن نظيف" ركزت فقط على الأحياء الراقية، فى حين أغفلت نظيرتها الشعبية والعشوائية، وخير دليل على ذلك حى السلام شرق القاهرة، والتى لم تعد عربات القمامة تدخل فى بعض مناطقه منذ ثورة يناير، ويتكرر المشهد أيضا فى أحياء كالمطرية ومنشأة ناصر. أضاف عمر عفيفى، أحد المواطنين قائلا، ترتبط أيضا بمشكلة النظافة الصرف الصحى، ورغم تهالك شبكاته فى العديد من أحياء القاهرة إلا أن برنامج المائة يوم قد أغفل هذه المشكلة، بدليل غرق بعض الشوارع فيها. ورغم كل هذه الإخفاقات، نجحت أجهزة المحافظة لحد كبير فى السيطرة على أزمتى أنابيب البوتاجاز والخبز، ولم تشهد خلال المائة يوم تقريبا أى أزمات فيهما مثل باقى المحافظات.