تمر اليوم الأربعاء 3 فبراير الذكرى ال 46 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، أيقونة الغناء المصري والعربي، التي غادرت عالمنا عام 1975، إلا أنها مازالت حاضره بصوتها وعبر العديد من اللوحات والتماثيل التي صممها لها العديد من التشكيليين. ورغم مرور ما يقرب من نصف قرن على رحيل أم كلثوم، إلا أن كثير من الفنانين التشكيليين مازالوا حتى يومنا هذا يتبارون في التعاطي مع تلك الإيقونة عبر مجالات الفن التشكيلي المختلفة سواء في مجال الرسم أو التصوير مروراً بالنحت والكاريكاتير. شكلت أم كلثوم قيمة فنية غنية في التعبير، ومن ثم لم يكن من الغريب أن نجد كماً كبيراً من الأعمال الفنية التي تناولتها منذ توهج نجمها وحتى اليوم من قبل بعض الفنانين سواء الذين عاصروها أو من قبل من لم يعاصروها. فمجرد وجود عمل فني لهذه الأيقونة سرعان ما يسترعى انتباه المتلقي وربما المقتني. ولعل من أبرز التشكيليين الذين قاموا برسم أم كلثوم في جميع معارضه التشكيلية هو الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير جورج البهجوري، حتى أنه خصص لها معرضين كاملين، وبخلاف هذين المعرضين، يحرص على رسم بضع لوحات لها في معارضه الفنية. ومنذ بضع سنوات أقام البهجورى معرضاً بعنوان "مصر التي في خاطري" رسم خلاله عدة لوحات لكوكب الشرق وبسؤالي له عن سر رسم هذا الكم الكبير من اللوحات لكوكب الشرق في المعرض قال: "لم أرسم أم كلثوم بل رسمت الوطن، مصر التي في خاطري، أخذت كوبليه للشاعر أحمد رامي، مصر في خاطر كل فرد، جمله تعبر عن الجميع، وقد أكدت أم كلثوم هذه الجملة بالموسيقى والغناء أما أنا فأكدتها بلوحات المعرض من خلال هذه الحكاية". وأضاف: "قدمت كذلك فيلماً تسجيليًا عن أم كلثوم وهى تغنى نفس الأغنية. الصوت يتحول إلى لوحة، يوجد أم كلثوم رقم 2 لأن رقم واحد هي مصر، الوطن الذي فقدناه، وقد عبرت سيدة الغناء عن الحنين للوطن والأنين، كنت أريد أن أطلق على هذا المعرض "أنين الوطن" كي أعبر عن الوجع الموجود بداخلنا، ولكنى قدمتها وهى تصرخ، فكل لوحة تحكى هذا سواء بالألوان أومن خلال وجه أم كلثوم. ويشرح البهجوري آلية رسمه لأم كلثوم ويقول: أول شئ أقوم برسمه هو فتحة الفم لأني أريد رسم الصوت وليس أم كلثوم كتعبير أولى وإنما كتعبير ثان، البعد الأول هو الصوت الذي يحضر في الإذن من خلال اللوحة المرسومة.