أعلن د. أشرف إسماعيل، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، بدء وضع إسترتيجية الجودة والسلامة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدا أن الاهتمام بالفرد هو جوهر الجودة. جاء ذلك خلال مؤتمر «نحو إستراتيجية الجودة والسلامة لمنظومة التأمين الصحي الشامل: رؤى وآفاق»، الذي نظمته اليوم الأحد، الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع لجنة الصحة بغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر للسنة الثانية على التوالي، وذلك بالمقر الرئيسي للهيئة، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، من بينهم، ستيفان روماتيه سفير فرنسا في مصر، والدكتور بهاء الدين زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتورة نعيمة القيصر ممثلة منظمة الصحة العالمية والمهندس حسام صادق المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل. وأضاف رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو وضع تصور مشترك لأسس الإستراتيجية الوطنية للجودة والسلامة للتأمين الصحى الشامل وهو المشروع الذى تبنته القيادة السياسية ووضعته في قمة أولويات الدولة وجعلته هدفاً أصيلاً لإستراتيجية مصر للتنمية المستدامة رؤية 2030، والذى يترجم الحق الذى نص الدستور عليه بحصول جميع المصريين على تأمين صحى شامل طبقا لأعلى مستويات الجودة والسلامة العالمية. وحول أهم الخطوات التي اتخذتها مصر في هذا الإطار أوضح، أن مصر قامت بخطوات هامة فى هذا الإطار بوضع الكود المصرى والبناء للمؤسسات الصحية واستطاعت وزارة الصحة أن تحقق نجاحا كبيرا فى تجديد البنية الأساسية وبناء ورفع كفاءة المستشفيات والوحدات التابعة لها فى محافظات بورسعيد والأقصر الإسماعيلية، ما انعكس بصورة إيجابية على منافذ تطبيق الخدمة التأمينية فى هذه المحافظات. وأضاف أن هذه الثقافة فى بناء المستشفيات هى التى يجب أن يتم نشرها فى جميع المنشآت الصحية بشكل متوازي مع البناء عمليات التجهيز وإدخال التكنولوجيا الطبية هذه المبانى مما يتطلب تخطيط إستراتيجي لتحقيقه كذلك إنشاء هيئة الشراء الموحد المنوط بها توفير كل الأجهزة والمستلزمات للمنشآت الصحية فى مصر تقوم بدور أساسى ومحورى لتوفير الأدوية عالية الجودة والكفاءة والفعالية طبقا لاحتياجات السوق المصرى وأولوياته وأيضا الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد فى مواجهة الجوائح مثل جائحة فيروس كورونا التى تجتاح العالم حاليا وتستدعى استعداد كامل للمواجهة أساسه توفير المعدات والمستلزمات والأدوية. وفيما يتعلق بأهمية الجودة والسلامة أشار إسماعيل، إلى أن كل منا قد ينظر إلى الجودة بطريقة مختلفة ونركز على بعضها حسب تخصصاتنا وتوجهاتنا ولكن فى النهاية لابد أن تتكامل كل هذه الأبعاد حتى تتحقق الجودة مؤكدا أنها مسئولية مشتركة بين الجامعات والمؤسسات التعليمية والاستثمار في الكوادر العلمية الموجودة واستعادة الكوادر المصرية الموجودة بالخارج وكل منا عليه دور أساسى فى تحقيقها. وأضاف «لا يمكن أن يتم تحقيق السلامة إلا من خلال التكامل بين العامل البشرى المدرب العالى الكفاءة والمؤهل علمياً للقيام بدوره من ناحية.. ومن ناحية أخرى النظم، وهي تشمل نظم المعلومات التى تعتبر أساس مستقبل تقديم الخدمة وكذلك نظم تقديم الخدمة والنظم المالية والإدارية المتطورة ونظم الشراء والتعاقد ونظم الصيانة والمتابعة ونظم الأمن والسلامة ونظم الموارد البشرية ونظم تمويل الخدمة لضمان الاستدامة ونظم مشاركة المجتمع وإشراكه فى المسئولية». وبدوره، أكد السفير الفرنسي، ستيفان رومانيه أهمية التعاون الفرنسي المصري ضمن منظومة التأمين الصحي بشكل عام وإستراتيجية الجودة بشكل خاص، لاسيما أن فرنسا كانت أول بلد في العالم يضع منظومة صحية بعد الحرب العالمية، وأن نظم حوكمتها الصحية حصلت على الدرجات الأولى وفقاً لعدة مؤشرات من منظمة الصحة العالمية، وبذلك فإن التعاون الفرنسي المصري المبارك من الرئاسة العليا، ينفذ في قطاعي الجودة والسلامة الصحية، ضمن تعاون وطيد في بناء الكفاءات والأنظمة. من جانبها أوضحت والدكتورة نعيمة القيصر ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر أن أزمة الكوفيد-19 أثبتت أن كل النظم الصحية بحاجة إلى خطط لإدارة الطوارئ وتقوية المناعة فكل النظم الصحية والاقتصادية تأثرت بالأزمة، ما أدى إلى فقد الكثير من الأرواح مشيرة إلى أن ما بين 5.7 و8.4 مليون حالة وفاة كل عام ترتبط بسوء جودة الرعاية المقدمة بما يمثل 15% من إجمالي الوفيات العالمية.. لذا يجب أن تتكاتف كل النظم بما فيهم الإعلام والقطاع الخااص والعلم والممارسات العلمية لضمان حياة آمنة للجميع لأن فالجودة لم تعد مجرد رفاهية بل ضرورة. وقال المهندس حسام صادق، المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل، إن فلسفة نظام التأمين الصحي الشامل تتمحور حول منظور الرعاية الصحية الشمولية بدون وضع أي حدود للإنفاق، وأن تتمتع هيئة التأمين الصحي الشامل بالقدرة علي الثبات المالي للمنظومة واستدامة العنصر المالي مما يمثل تحديا كبير تمت مواجهته بالتطبيق التدريجي الزمني والجغرافي للمنظومة مما يطور الأداء. وأشار الدكتور بهاء الدين زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، إلى دور الهيئة المصرية للشراء الموحد؛ حيث لا يقتصر على توفير احتياجات الجهات الحكومية فقط، بل تعظيم موارد الدولة المخصصة للرعاية الطبية بما منحه لها القانون من اختصاصات وعلاقة ذلك باستدامة جودة الرعاية الصحية. وناقش المؤتمر الدور المحوري لجودة الرعاية الصحية بما تقدمه بأبعادها المختلفة من منهجية تضمن تقديم خدمات رعاية صحية آمنة ومتميزة مع الاستغلال الأمثل للموارد بما يضمن استمراريتها بل والتحسين المستمر لعملياتها ومخرجاتها بما يحقق رضا المنتفعين والعاملين والمجتمع ككل؛ من خلال منظور متكامل للرعاية الصحية يكون المريض هو محورها الرئيسي وتكون الممارسة الإكلينيكية المبنية على الدليل أداتها الرئيسية.