بسبب عدم التزامهم .. وزارة التموين تتوعد أصحاب المخابز السياحية المتلاعبة في أسعار الخبز السياحى والفينو    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. أسرة محمد صلاح ترفض التدخل لحل أزمته مع حسام حسن    اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في عدد من الجامعات الأمريكية    الزمالك يسعى لخطف بطاقة التأهل أمام دريمز بالكونفيدرالية    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    الفرح تحول لجنازة.. تشييع جثامين عروسين ومصور في قنا    حالة الطقس اليوم الأحد ودرجات الحرارة    الأزهر: دخول المواقع الإلكترونية المعنية بصناعة الجريمة مُحرَّم شرعاً    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    عيار 21 بكام.. انخفاض سعر الذهب الأحد 28 أبريل 2024    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    كينيا: مصرع 76 شخصًا وتشريد 17 ألف أسرة بسبب الفيضانات    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    موعد مباراة إنتر ميلان وتورينو اليوم في الدوري الإيطالي والقناة الناقلة    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    التصريح بدفن جثة شاب صدمه قطار أثناء عبوره المزلقان بقليوب    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمان لبناء العلاقات مع روسيا    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزيرة الثقافة ل«الأهرام العربي»: إنشاء أول قصر ثقافة رقمى فى العالم العربى| حوار


أعدته للنشر : حسناء الجريسى - تصوير : أحمد عارف
نجحنا فى عمل شعار موحد للموسيقى العربية
الوعى معركتنا والاستثمار فى الإنسان سلاحنا
قريبا .. منصة رقمية ومشروع موحد للنشر وشركة قابضة للصناعات الثقافية
عروضنا فى شوارع إيطاليا حققت نجاحا كبيرا
طبقة شباب الذكاء الاصطناعى هى الأخطر.. و32 مليون مشاهدة لقناة الوزارة على يوتيوب
اقتحمنا المحافظات.. لتحقيق العدالة الثقافية ومحاربة التشوه الفكرى
لأول مرة .. جوائز للمبدع الصغير ..ومدرسة للتكنولوجيا التطبيقية
بعد السيرة الهلالية والتحطيب والأراجوز وفنون النخيل.. نجحنا فى تسجيل النسيج اليدوى باليونسكو
البعض يهاجم «قصور الثقافة» ولا يعرف ما شهدته من تطوير
مبادرة لجمع مقتنيات الفنانين والأدباء والبداية بمتحف «أحمد زكى»
تمنيت أن أكون وزيرة للثقافة فى زمن نجيب محفوظ
مشروبى المفضل الشاى.. ولحظاتى الخاصة جدا مع أولادى
أتألم عندما أجد شابا لديه طموح ولا يجد من يساعده
لأن الأشياء والأحداث والقضايا، تبدأ وتنتهى من الثقافة، فمن المؤكد أن ظرفا استثنائيا تمر به مصر والمنطقة العربية والعالم كله «مثل جائحة كورونا»، يؤدى حتما إلى رؤى وصياغات وتطورات، تعيد هيكلة أو تعدل أوربما تغير جزئيا أو كليا ثقافة المجتمع كل حسب دوره ودائرته، وإذا كان «المثقفون» فى كل المجالات هم القطاع القائد المنوط بهم الأخذ بيد مجتمعاتهم، وسرعة المبادرة بشأن هذا التطور، دور، ورسالة، ومسئولية، وإذا كان كل تطور سيفرض بشكل أو بآخر - ضوابطه وقواعده وثقافته، فإن المدخل الأكثر أهمية وإلحاحا الآن، هو أن تساعد هذه الرؤية الثقافية الجديدة مجتمعنا المصرى بموضوعية وتجرد وشفافية، لكى يحدد احتياجاته الحقيقية. سواء فى التعاطى مع التحديات التى يفرضها الوضع الراهن مهما كانت وكيفما تنوعت وتعددت، أم فى مرحلة ما بعد الجائحة، حيث الواقع الجديد بتطوراته وتحدياته ومتطلباته ومتغيراته، ومن ثم تحديد الاحتياجات والأولويات على المستويين الإجرائى للراهن والإستراتيجى للمقبل، حيث من المؤكد سيصبح مشهده الثقافى - حتى بعد انتهاء الوباء - معتمدا فى كثير من الفاعليات والندوات والورش، والعروض الثقافية والإبداعية والفنية، والمؤتمرات والأمسيات والملتقيات على التقنية الرقمية، وتوظيف تكنولوجيا الواقع الافتراضى بمختلف وسائطها ووسائلها ،التحدى الآخر، وربما الأهم هو مرحلة ما بعد العولمة التى نمر بمقدماتها الآن فى مصر وعالمنا العربى، حيث سيادة الذكاء الاصطناعى بقيمه وثقافته، ولعل من أخطرها «تذويب» شخصية ومن ثم هوية الفرد المواطن، وكذلك المجتمع، هذا الوجه الثقافى الشرير الذى يحول إنسان تلك المرحلة إلى «واحد» بذاته، متخليا عن انتماءاته إلا لذاته، ولبعض معطيات بعينها من نتاج هذه السيادة، وهو ما يأتى غالبا على حساب ولاءاته المجتمعية الأخرى، هذا النوع القاسى من التحديات والتداعيات التى تواجه الإنسان المصرى والعربى ومجتمعه معا، لا يمكن مواجهته إلا عبر «ثقافة»، قادرة على التعاطى بنجاح وإيجابية مع ما تفرضه من تداعيات وتحديات ومسئوليات جسيمة وخطيرة لن تترك شيئا، ولن تشفق على أحد تغافل أو تقاعس عن مواجهة تحدياته، وبطرح «الثقافة» أسئلة صحيحة سوف يحصل هذا المجتمع على إجابات صحيحة، أو على الأقل يقطع خطوات فى الاتجاه الصحيح، وهذا يتطلب بدوره دفع الكفاءات الخلاقة المبتكرة نحو دائرة التأثير، وخلق مناخ ثقافى عادل ومتكافئ يساعد على النجاح وتحقيق القيمة المضافة، وهو ما يفرض أيضا ضرورة إحداث تغيير فى نوعية بعض المدخلات الأساسية لتطوير رأس المال الفكرى والموارد البشرية اللازمة لتحقيق أهداف الرؤية الثقافية الجديدة، التى تحتاج بلا جدال إلى قيادة ثقافية استثنائية مثل د. إيناس عبد الدايم، فهى ليست فقط وزيرة متميزة وصاحبة فكر متطور.. لكنها أيضا مثقفة ثورية من طراز رفيع، وكما كان تصديها لقوى الظلام شرارة انطلاق ثورة المثقفين الكبرى ضد الجماعة الإرهابية، ها هى تقود ثورة ثقافية أهم وأكبر لمواجهة التحديات والتداعيات الاستثنائية الجسيمة، وتحقيق العدالة الثقافية، واستعادة دور مصر الريادى، معتمدة فى ذلك على رؤى وخطط وإستراتيجيات رائدة وجريئة قوامها الاستثمارفى البشر، باعتباره قضيتها الأولى وسلاح نجاحها الأهم، لهذا كله وعن هذا كله وغيره، تلتقى «الأهرام العربى» وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم.. فى دائرة حوار شاملة مع وزيرة بدرجة فنانة.
مع حلول عام جديد كان لزاما علينا أن نقترب من وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، لنتعرف على حجم الإنجازات التى حققتها خلال هذا العام برغم الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد، لكن تظل القوى الناعمة مؤثرا قويا فى لم شمل الشعوب، فى الحقيقة قدمت «الثقافة» خلال هذا العام العديد من المشروعات والمبادرات التى يشار لها بالبنان، تم تطوير عدد كبير من قصور الثقافة وافتتاحها، منها قصر ثقافة وادى النطرون ومدينة السادات كانا مهملين لسنوات، وكذلك المسارح آخرها افتتاح مسرح الليسيه حرية بالإسكندرية، وكذلك متحف الفن الحديث، وقريبا نشاهد افتتاح معهد السينما المجهز على أعلى مستوى، من المشروعات التى أطلقتها الوزارة مشروع الشركة القابضة للصناعات الثقافية، والشركة الإبداعية، وقريبا نشاهد أول منصة رقمية للنشر وأخرى لتسويق المنتج الثقافى، كما اتفقت الوزيرة مع وزير الاتصالات على إنشاء قصر ثقافة رقمى فى سابقة تعد الأولى من نوعها، افتتاح عدد كبير من معارض الكتب فى المحافظات فى ظل ظروف استثنائية وكانت بمثابة تحد، أيضا مشروع ذاكرة المدينة ويندرج تحته مشروع عاش هنا وحكاية شارع، وتحسين الصورة البصرية الذى تتابعه الوزيرة عن كثب، تطوير مسابقة الصوت الذهبى لتشمل جميع محافظات مصر، افتتاح فصول باليه فى المحافظات لأول مرة، تحقيق العدالة الثقافية وانطلاق قوافل ثقافة ووديان، تطوير الصعيد ثقافيا، كما نجحت الوزارة فى تسجيل الأراجوز والنسيج اليدوى والنخيل والتحطيب ضمن صون التراث باليونسكو، الحديث عن إنجازات وزارة الثقافة يحتاج مجلدات، لذلك كان حوار «الأهرام العربى» ضرورة ملحة فى هذا التوقيت فهيا بنا نتعرف على التفاصيل خلال هذه الندوة.
ونحن نستقبل عاما جديدا، وبعد إنجازات كثيرة حققتها وزارة الثقافة أطلقت خلالها عددا من المبادرات المهتمة بقضية الوعى بعضها يتعلق بالشباب، وآخر بالأطفال أصحاب المواهب، وثالث بذوى الاحتياجات الخاصة، فما الذى تحمله حقيبة وزيرة الثقافة، فيما يتعلق بمعركة الوعى وتأثيرها سواء على الداخل أم الخارج؟
فى الحقيقة معركة الوعى لا تقتصر فقط على جهود وزارة الثقافة، بل يشارك فيها المجتمع ككل، بما يشمله من منظمات ومؤسسات ووزارات، نحن ندرك جيدا أهمية هذا، وباعتبارى بنت وزارة الثقافة فأنا مستوعبة ذلك، ومنذ أن توليت حقيبة الوزارة، ونسعى لتحقيق الوعى، هنا أشير إلى أن من سبقونى من الوزراء بذلوا جهدا كبيرا فى هذا الإطار، وكان هناك عدد كبير من المشروعات المهمة برغم أن بعضها لم يكتمل، وكل مرحلة لها متطلبات تختلف عن المرحلة التى تسبقها.
وزيرة الثقافة فى نقاش مع الكاتب الصحفي جمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي
و»الوعى» مصطلح ومفهوم شامل لأشياء كثيرة، لا يمكن اختزاله فى جمل أو كلمات، فالوعى لفئة شباب، يختلف عن الرسالة التوعوية المقدمة للنشء، وكذلك يختلف عن خطاب الفئات الأخرى، لذلك نحن نعمل طيلة الوقت على هذا المصطلح ومبدئى فى الحياة التفعيل، لذلك منذ اللحظة الأولى من تولى الوزارة، بدأت على الفور بتفعيل كل المشروعات، ووضعنا إستراتيجية واضحة للعمل، خصوصا والوزارة تشتمل على 13 قطاعا، ولا يعقل أن يعمل قطاع بشكل مختلف أو منعزل عن القطاعات الأخرى، لذلك وحدنا البرامج التى عملنا عليها، وبدأنا ننفذ الإستراتيجية التى أقرتها، وكان أولها تطوير المؤسسات الثقافية، تعزيز القيم الإيجابية فى المجتمع، تحقيق العدالة الثقافية، تنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وطبعا هذه الجزئية مهمة ونعمل عليها طيلة الوقت، إعادة الريادة الثقافية بتفعيل قوى مصر الناعمة، ودعم الصناعات الثقافية، وطبعا هذه الإستراتيجية كل القطاعات فى الوزارة تعمل بها.
بالنسبة لتطوير المؤسسات الثقافية، فالوزارة لديها كم هائل من المؤسسات والهيئات الثقافية غير العادية ما بين مسارح ومتاحف ومكتبات، طبعا أول تحد واجهته عندما جئت الوزارة كان إغلاق مواقع عديدة، وكنت مدركة جزءا منه من قبل تولى مهام منصبى باعتبارى كنت ضمن رؤساء قطاعات الوزارة، وكنا نجتمع مع الوزراء السابقين على طاولة واحدة، كنت أتابع ما يحدث داخل القطاعات الأخرى، طبعا المشكلة كانت فى أن متاحف و»قصور ثقافة»مغلقة ما بين قصور لم تكتمل، وأخرى لم تنشأ أساسا وأخرى مغلقة بسبب الحماية المدنية، وهنا التساؤل كيف نعمل وأغلب المسارح وقصور الثقافة مغلقة؟! المسرح القومى، مسرح الليسيه حرية بالإسكندرية وغيره وغيره الكثير طبعا، باعتبارى سيدة عملية على الفور عملت خريطة للعمل، واجتمعت بكل رؤساء القطاعات، منهم رئيس هيئة قصور الثقافة، وقررنا عمل خريطة لهذه المشاكل، وكان أولها أن أغلب قصور الثقافة كانت الأنشطة فيها معلقة بسبب النواحى المالية، على الفور عالجت هذه المشاكل، وطلبت من أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة، أن يطلعنا على مشاكل المواقع التى لا تتعدى 40% بحيث نعمل عليها أولا وننجزها وبالتالى يسهل علينا التعامل مع الباقى وبهذا عملنا بشكل منظم، حيث بدأنا بالمهم فالأهم ، وطبعا نفس الحكاية نفذناها مع قطاع المتاحف، وافتتحنا عددا كبيرا منها، كما نسقنا مع وزارة التخطيط ووزارة المالية، باقى جهود قطاعاتنا، وقد اجتمعت بكل رؤساء القطاعات، وطلبت من كل واحد منهم أن يعرض ما لديه من فائض، جمعناه كله وقسمناه، وأعطيت النسبة الأكبر لهيئة قصور الثقافة فلدينا عدد كبير من المواقع 750 موقعا، طبعا كل هذا بالتعاون مع وزارة التخطيط والمالية، لأننا لا نستطيع النقل من مكان لآخر بدونهم، بدأنا نعمل بشكل جيد، وبدأت المسارح تشتغل وبالفعل استوعبت طاقات كبيرة، ولا تتصوروا كم السعادة التى كنت عليها حين شاهدت المسارح تعمل، والشباب على خشباتها يبدعون، وفى هذا الشأن الأسبوع الماضى افتتحنا سينما ومسرح السادات، وكنت سعيدة بكم الشباب المقبل عليهم، لأن هدفنا طيلة الوقت الاشتغال على البشر وليس الحجر.
كيف نجحت الوزارة فى إنجاز الملف الخامس باليونسكو، وتسجيل النسيج اليدوى بالصعيد على قوائم التراث الثقافى العالمى؟
طبعا النسيج اليدوى تراث ثقافى، يحافظ على الطابع المميز للشخصية المصرية، وقد نجحت مصر فى تسجيل النسيج اليدوى بالصعيد على قوائم الحماية العاجلة للتراث بمنظمة اليونسكو، وذلك عبر جهود وزارتى الثقافة والخارجية، وهو الملف الذى تم تسجيله بعد السيرة الهلالية والتحطيب والأراجوز والممارسات المرتبطة بالنخيل، وذلك ضمن اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية. التى انعقدت بتقنية الاتصال المرئى، وهنا لابد أن نشير إلى القيمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التى يضمها هذا الملف، باعتباره جزءا من التراث الجامع المساهم فى الحفاظ على الطابع المميز للشخصية المصرية ومحفزا للاستمرارية فى استلهام جذور الموروث الحضارى للمجتمع، وهنا نتوجه بالشكر للدكتور أحمد مرسى رئيس الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية على إعداده الجيد لهذا الملف.
ترأست اجتماع مجمع الموسيقى العربية عبر الفيديو كونفرانس، وقلت إن مجلات المجمع، بصدد تحويلها إلى مجلات إلكترونية، فهل هذا التحول سيكون منهجا عاما ينطبق على كل قطاعات الوزارة خصوصا أن الوزارة بصدد عمل منصة رقمية ومشروع للنشر الموحد؟
نعمل حاليا على توحيد النشر بكل قطاعات الوزارة، والمنصة الرقمية تعمل عليها الهيئة العامة للكتاب بقوة، وقريبا جدا سوف يتم الإعلان عنها، وسوف نعلن قريبا عنها بعد الانتهاء من تفاصيلها التكنيكية، وتأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب حتى نهاية يونيو، ساعدنا على إنجاز هذه المنصة، حيث يتم افتتاحها فى نفس التوقيت، بحيث يتم تجهيزها بشكل مسبوق خصوصا، أن العالم كله بدأ يتجه لهذه الوجهة. طبعا مشروع النشر الموحد بالنسبة لى حلم، قابلنا فيه مشاكل غير طبيعية، فمثلا أثناء افتتاح معارض الكتب الكثيرة سواء فى المحافظات أم الخارج، كنت أشاهد عنوان كتاب نشرته هيئة الكتاب نفس العنوان تنشره باقى القطاعات الأخرى، منعت هذا، خصوصا عندنا جهتان منوط بهما النشر، وهما هيئة الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة، طبعا المركز القومى للترجمة له طبيعة مختلفة فى الشغل، فهو يهتم بالترجمات وله نوعية كتب مختلفة، وكان التساؤل ماذا عن باقى القطاعات؟! خصوصا أن لديهما ما يصدر لكن لماذا يقومون بفعل الطباعة؟! منعت هذا الكلام حتى لا تتكرر العناوين بحيث كل قطاع يكون منوطا بتخصصه، لأنى أرى أن هذا التكرار هدر للمال. أما بالنسبة لمجمع الموسيقى العربية، كانت هناك موضوعات عديدة ناقشناها خلال الاجتماع، منها حماية التراث الموسيقى، فأنا أتولى رئاسة مجمع الموسيقى منذ سنوات حتى من قبل تولى الوزارة، كانت هناك مشاكل تواجه مجمع الموسيقى، وهنا لا بد أن أوضح أنه يوم 28 مارس 1938 أعلن أول مؤتمر للموسيقى العربية، التاريخ هذا موثق وأخذنا قرارا فيه أن يكون هذا التاريخ يوما نحتفى به بالموسيقى العربية فى كل الدول العربية، وعليها أن تلتزم به، طبعا لأننا جعلناه يوما ثابتا فى كل الدول العربية، أصبحنا نقيم فيه عددا من الأنشطة الفنية فى بعض الدول العربية مثل لبنان وغيره، الاجتماع الأخير تحدثنا فيه عن ضرورة التأكيد لتثبيت هذا اليوم، طبعا البعض تحدث عن أن كل دولة تعمل «لوجو» خاصا بها، لكنى اقترحت عليهم عمل لوجو موحد عليه كل البرامج.
ما إستراتيجية الوزارة فى الفترة المقبلة، فيما يتعلق بالاقتصاد الإبداعى، خصوصا بعدالإعلان عن تكوين شركة للصناعات الثقافية؟
لدينا بالفعل شركة قابضة للصناعات الثقافية، وهو ملف كبير جدا لكن الحمد لله تحركنا فيه بشكل جيد، وأخذنا خطوات جادة، ونحن بصدد الإعلان عن الشكل النهائى للشركة، ولابد أن نشير إلى أنه خلال الثلاث سنوات الماضية قوانين الشركات القابضة تم تغييرها أكثر من مرة، لذلك كان لزاما علينا أن نلتزم بالشكل النهائى التى تصدر به، وينتج عن هذه الشركة، شركة قابضة للسينما، وأخرى للحرف التراثية، ونحن نعمل وفق مراحل، بحيث نخطو خطوة ننجح فيها، ثم نخطو الخطوة الأخرى بحيث نسير فى اتجاه منظم، خصوصا كانت هناك مشاكل تواجه شركة السينما فى الوقت الذى كانت فيه وزارة الثقافة والآثار كيانا واحدا، وكانت السينما تابعة لقطاع الآثار، طبعا الموضوع فيه مصاعب عديدة، لكن الحمد لله تغلبنا على الكثير من الصعوبات، اليوم ينقصنا التمويل وبالتالى نعتمد على الأصول التى تمتلكها هذه الشركة وجزء من هذه الأصول تمتلكها الوزارة، وما يصدر الآن من قرارات يهتم بالأولويات.
هناك أشياء لا يمكن أن ننفصل فيها عن المجتمع والمتغيرات التى تحدث فيه، لدى الدولة أولويات، ويكفينا فخرا أن نشاهد مصر تعمل وتتحدى الكثير من الصعوبات، وتبنى فى وقت ينتشر فيه وباء كورونا، بعض الدول تعاود الإغلاق ثانية، الرئيس السيسى يتخذ قرارات سياسية قوية جدا، وطبعا هذه القرارات ساعدت على عدم توقف بعض المشروعات، فمثلا مبادرة «صنايعية مصر» الخاصة بالحرف التراثية جزء كبير منها استثمارى، أنا شخصيا كمواطنة مصرية قبل أن أكون مسئولة، رؤيتى أن الثقافة كاستثمار فكرى أكثر ومردودها يكون على أمد طويل، المبانى والإنشاءات بالتأكيد يتم الانتهاء منها، لكن الأهم عندى بناء العقل السليم الذى تبنى من أجله هذه المبانى، وحتى نبنى «العقول» هذا يتطلب منا جهدا ووقتا، خصوصا أن هناك فترة حدث فيها تشوه فى المجتمعات، وجزء من إعمال العقل الفكرى الذى نسعى له جعلنا نقتحم محافظات مثل أسيوط والفيوم، لننشر فيها الثقافة كجزء من خططنا لتحقيق العدالة الثقافية، دخلنا معاقل الصعيد وتعاملنا مع الشباب، معنى أنك تتعامل مع شاب يعنى التعامل مع 60 بيتا، اقتحمنا وافتتحنا فصول مواهب فى طنطا وأخرى للباليه، برغم أن البعض اعتبرها مخاطرة منى فإنه يعتبر أفضل فصل يعمل بشكل جيد، ويشهد إقبالا غير مسبوق، للأسف هناك أناس يهاجمون قصور الثقافة، ولا يدركون حجم المجهود الذى يبذل بها، أوضح افتتحنا مواقع فى قصور الثقافة من مستوى الأوبرا ، افتتحنا عددا كبيرا من المواقع الثقافية على طريقة المهندس حسن فتحى.
ما جهود الوزارة فيما يتعلق بملف الذكاء الاصطناعى الذى عجلت به مرحلة ما بعد كورونا؟ لماذا لم يتم عمل حاضنات للذكاء الاصطناعى للشباب فى مواقع قصور الثقافة تستوعب طاقتهم؟
كل موقع من «قصور الثقافة» به نادى تكنولوجيا، وكل نوادى التكنولوجيا عندنا تعمل بشكل كبيرجدا، تعلمون أنه بموافقة السيد الرئيس ورئاسة مجلس الوزراء تمت الموافقة على إصدار جائزة المبدع الصغير، وإنشاء منظومة حقوق الملكية الفكرية، وقد عقدت اجتماعا أخيرا لكى نحدد التخصصات المختلفة للجائزة، لأنها ستكون مثل جائزة الدولة التشجيعية، وطبعا قسمنا المراحل العمرية، وجزءا كبيرا من الذكاء الاصطناعى، لأننا نضع فى الاعتبار الأجيال الجديدة التى تتعامل اليوم بفكرمختلف تماما، لابد أن نواكبهم، طبعا عندكم فى المجتمع فئات كثيرة، وهناك طبقة تعمل بالذكاء الاصطناعى ولابد من وضعها فى الحسبان لأنها طبقة فى رأيى تشكل خطورة، شباب هذه الطبقة الأكثر تأثرا، لأنه منفتح على العالم من خلال التكنولوجيا بشكل غير عادى، وهنا لابد أن نلفت النظر إلى أننا كوزارة ثقافة منذ إعلان أزمة كورونا بدأنا نتحرك على الفور، وعملنا قناة للوزارة على اليوتيوب وحققت اليوم 32 مليون مشاهدة، وفكرتها بدأت بعد عودتنا من مهرجان» دندرة»بالصعيد، وكان مهرجانا رائعا وحقق نجاحا غير مسبوق، رجعنا صدر قرار توقف كل الأنشطة، بعد أسبوع من توقف الأنشطة، اجتمعت بكل رؤساء القطاعات، وقلت لهم لا يعقل أن تتوقف وزارة ثقافة، ولدينا تراث وبرامج كثيرة، فالوزارة غنية جدا بمحتوى ثقافى غير عادى، طلبت من كل واحد من رؤساء القطاعات أن يخرج بكل ما هو جديد لديه، وكل ما يتيح ثقافة وفنًا هادفًا للجمهور، شكلنا لجنة وقررنا نطلع بالجاهز، طبعا بدأت القناة بتقديم عروض الأوبرا والمتاحف والصالونات الثقافية، والمتاحف هنا دخلنا كل البيوت وخاطبنا فئات وشبابا من الخارج، وعرضنا مسرحيات وصالونات ثقافية عملنا برنامجا قويا جدا، حقق نجاحا كبيرا ووصل لفئات كثيرة من المجتمع، وعرضنا تراث مصر، والحمد لله كل العروض المسرحية اليوم نقوم بتصويرها بشكل محترف ونحتفظ بها حفاظا على تراثنا، واليوم تشهد نسبة كبيرة عروضنا المسرحية، وأنا حريصة على حضور كل العروض، ليس بصفتى مسئولة، لكن لكى أشاهد العرض، وأشجع الشباب على الاستمرار فى منتجهم، وفى هذاالسياق اتفقنا مع وزير الاتصالات على إنشاء أول قصر ثقافة رقمى.
وزيرة الثقافة خلال ندوة الأهرام العربي
ماذا عن مسابقة الصوت الذهبى التى تبنتها الوزارة، وتم تطويرها لتجوب كل محافظات مصر؟
فى الحقيقة المسابقة أنشأها محسن فاروق رحمة الله عليه، وكانت تتبع صندوق التنمية الثقافية، حققت نجاحا كبيرا فى بداياتها،كنت أتابعها منذ اللحظة الأولى لانطلاقها، عندما توليت الوزارة اجتمعت مع رئيس صندوق التنمية الثقافية د. فتحى عبد الوهاب ورئيس دار الأوبرا د. مجدى صابر ورئيس قصور الثقافة د. أحمد عواض، وطلبت من الصندوق أن يطور المسابقة، وطلبت من القطاعات الثلاثة أن يكون هناك تعاون مشترك بينها، ووسعنا المسابقة، وأصبحت فى كل المحافظات، وخصصنا لها جوائز لتشجيع الشباب، وكل أصحاب المواهب، خصوصا أنهم يبذلون مجهودا ونرغب فى تحفيزهم، من ضمن الإضافات التى قدمناها لهذه المسابقة، بعد حصوله على الجائزة يصبح الشاب عضوا عندنا فى الأوبرا فى فرقة الموسيقى العربية، دون ذلك كنا لم نصل للمستوى الذى وصلنا له اليوم من الإنجازات، وليس من المنطقى أن نظل نأخذ من وزارة المالية ونعول عليها فى كل شىء، كان لابد من تطوير أنفسنا وقطاعاتنا، وتوحيد صفوف كل القطاعات بحيث نعمل معا ويكمل كل منا الآخر.
لماذا لم تقم الوزارة بتفعيل المراكز الثقافية خارج مصر؟
المراكز الثقافية تتبع الجامعات، وما يتبعنا فى الخارج هو أكاديمية الفنون بروما، وهى بالنسبة لنا تعتبر بوابة الثقافة المصرية لأوروبا، ولدينا المكتبة التابعة لهيئة الكتاب فى بيروت وكانت مغلقة لسنوات، قمنا بتطويرها وافتتحناها العام الماضى، فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية فى الخارج، لابد أن أوضح أننا قدمنا كما كبيرا من الفاعليات الثقافية العام الماضى، وتحديدا قبل أزمة كورونا قدما عروضا فى شوارع إيطاليا حققت نجاحا كبيرا، وجاءتنا ردود أفعال عظيمة من الجانب الإيطالى، وقد ساعدنا فى إقامة هذه الفاعليات هناك مواطن إيطالى هو»بادنتى»وجده صاحب المستشفى القبطى الموجود برمسيس، هذا الرجل عاشق لتراب مصر، جاء لى الوزارة وعرض علىّ أن نقوم بعمل احتفالية فى إيطاليا، وطلب فرقة التنورة، قلت له، ماذا تريد بالضبط؟! قال نريد عمل أنشطة ثقافية فى إيطاليا تبرز صورة مصر هناك؟ قلت له صورة مصر شغلى أنا، وعلى الفور أخرجنا الباليه المصرى، ليسرد تاريخ مصر، وأنا بنفسى عزفت فى أكاديمية روما أمام وزراء وسفراء كثر. حاليا تعمل الأكاديمية، خصوصا بعد أزمة كورونا على المصريين الموجودين فى إيطاليا، ما يخص المراكز الثقافية عملهم يتم من خلالنا، وباعتبارى مثلت مصر فى الخارج كثيرا من خلال قطاع العلاقات الثقافية، كان من قبل يتم التعامل مع الفرقة التى عليها الدور، ألغينا هذا الأمر، ووضعت إستراتيجية وحددت الهدف من دورنا الثقافى هناك. والرسالة التى نسعى ونهدف كلنا كدولة لتوصيلها للعالم، مصر غنية جدا ثقافيا، نحن حاليا نقوم بمبادرة مهمة جدا، وهى جمع مقتنيات الفنانين والأدباء جمعنا عددًا كبيرًا من مقتنيات الفنان أحمد زكى رحمة الله عليه، مكتبة الفنان حسن كامى والتى كادت تضيع، عملنا المستحيل للحفاظ عليها وضمها لوزارة الثقافة، وهنا لابد أن أؤكد أنه ليس لدينا ميزانيات لهذه الأعمال، لكننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها، نبحث حاليا عن الأماكن التى نضع فيها هذه المقتينات وبدأنا نتجه لجهات أخرى تساعدنا لعمل متحف أحمد زكى.
ماذا عن جهود الوزارة فى تقديم العروض المسرحية إلكترونيا ومتى جاءتك هذه الفكرة؟
لدينا تراث كبير وكم هائل من المسرحيات، فى فترة كورونا عندما أنشانا القناة، وجدت عندنا عروضا غاية فى الروعة ، رصدنا ميزانية خاصة، وقررنا الاحتفاظ بالعروض، ونسعى إلى تقديم عروض هائلة فى قناة الوزارة بعد تطويرها.
ما خطة الوزارة تجاه مسرح العرائس، خصوصا أن عدد المشتغلين حاليا أغلبهم على المعاش، وهل تسعى الوزارة لضخ دماء جديدة؟
أعتبر مشروع مسرح العرائس من أهم المشاريع، التقيت الفنان محمد نور وتحدث لى عن العقبات الروتينية التى لا أحبذها، مشروع مسرح العرائس مهم جدا، لأننا سنتقدم به فى لجنة اليونسكو، وهو فن للأسف نخشى عليه أن ينقرض، أنا من الجيل الذى عاش على هذا الفن، وأدعو الفنان محمد نور إلى أن يقدم لنا هذا المشروع فورا.
وماذا عن المسرح العائم؟
حاولنا أن نقيمه فى حديقة مدينة نصر، لكن واجهتنا مشكلة، طبعا هناك أفكار جديدة لكن للأسف فيه مؤجلات، وحاليا فى ظل ظروف كورونا، الأوضاع أصبحت صعبة، خصوصا فى المشروعات القائمة على تجمع الجماهير، وبكل تأكيد أتمنى تنفيذه، وأنا أهتم بدخول المجتمع المدنى معنا. وهو مشروع مهم يحتاج إمكانات معينة وفور تحسن الظروف سننفذه فورا.
ما دور الوزارة فى المدينة الثقافية الجديدة بالعاصمة الإدارية؟
الوزارة تقوم بدور مهم جدا من خلال قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضارى وهما متفاعلان بشكل كبير، أيضا هناك مكتبة د. زين عبد الهادى المسئول عنها، نحن موجودون ومتفاعلون لتأسيس كل الأمور اللوجيستية فيما يتعلق بالإطار الخاص بالوزارة.
فعلتم بروتوكول التعاون مع وزارة التربية والتعليم، فيما يتعلق بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية التى أنشئت ضمن مبانى أكاديمية الفنون ماذا عنها؟
أعتبر هذه المدرسة من أعظم المشاريع، خصوصا أن هناك العديد من المهن الخاصة بقطاع الفن والتمثيل بدأت تختفي، لم يكن لدينا فنى صوت أو فنى إضاءة أو حتى جزم البالية، والتى تكلفنا مبالغ كثيرة عندما نستوردها من الخارج، كل ما يخص شبكة المسرح وقطاع السينما، فهذه المدرسة ستفتح مجالات غير عادية، وبالفعل تم افتتاح المدرسة بصحبة وزير التعليم ومحافظ الجيزة، وعندما تحدثت مع البنات اللائى التحقن بالمدرسة، وهى تقبل الشباب بعد مرحلة الإعدادية إحدى الفتيات قالت لى: نفسى أكون استايلست وأخرى تمنت أن تصبح ميكب أرتست، كنت أستمع لهن وأعجبت بهن جدا، أولى اهتمامات وزارة الثقافة تندرج فى إطار بناء الإنسان بالعلم والفكر والاهتمام بالنشء الجديد، الذى يمثل ثروة قومية للوطن وبيئة خصبة لغرس القيم الإيجابية والمبادئ السامية، الوزارة تبذل جهودا كبيرة لاكتشاف الموهوبين والمبدعين وصقل قدرات الواعدين، تنفيذا لأهم محاور إستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 كضمانة لتحقيق الازدهار.
بالنسبة لقناة الوزارة على اليوتيوب وبعد العدد الهائل من نسب المشاهدة التى حققتها حوالى 32 مليون مشاهدة هل الوزارة تتربح من هذه القناة؟
لا طبعا، كل هدفى فى مرحلة كورونا أن أقدم منتجًا ثقافيًا جيدًا للشعب وأدخل عليهم الفرحة، اكتسبت جمهورا جديدا وهم المصريون فى الخارج وكانت ردود الفعل القادمة إلينا غير متوقعة.
ماذا عن مشروع تحسين الصورة البصرية التى تتابعيه عن كثب؟
عملنا على أكثر من مشروع ضمن مشروع أكبر وهو « ذاكرة المدينة» وقد أثنى عليه رئيس مجلس الوزراء، طبعا قدمنا مشروعا كبيرا وضخما لميادين مصر كلها بكل المحافظات، نحن نعمل وفقا لخطة منظمة، وهناك لجنة مختصة فى مجلس الوزراء، أنا والمهندس محمد أبو سعده أعضاء فيها، ومبادرة القاهرة قسمناها إلى مرحلتين مرحلة وسط القاهرة، وقريبا ننتهى منها، وبعدها ننتقل لمنطقة الأزبكية، وهذا يرجع للأهمية الكبرى التى تحظى بها منطقة وسط البلد، باعتبارها جزءا أصيلا من ذاكرة الأمة وأحد رموز الهوية المصرية، أما بالنسبة لمشروع تحسين الصورة البصرية الجارى تنفيذه يراعى فيه الطابع المعمارى والسياق التاريخى للمنطقة، ويسعى للحفاظ على الثروة المميزة من المبانى. وإعادة رونقها لاسترداد لقب أحد أجمل مدن العالم، باعتبارها مقصدا عالميا متطورا رفيع المستوى للأنشطة والتاريخ والثقافة.
بعد كل هذا الإنتاج الضخم للوزارة، لماذا لا يتم تسويق منتجكم الثقافى؟
حاليا نقوم بعمل منصة رقمية لتسويق كل منتج ثقافى موجود، من كتب وعروض مسرحية وأوبرا وباليه.دائما أقول: نحن أغنياء جدا وما لدينا من تراث لا تجده فى أى دولة من دول العالم.
علمنا أنه قريبا يتم افتتاح معهد السينما، وهو مبنى مجهز على أعلى مستوى ماذا عنه؟
معهد السينما مبنى ضخم مجهز على مستوى عال جدا، يشتمل على كل التقنيات الحديثة فى صناعة السينما، هو معهد ومعمل ومدينة سينما يمثل نقلة نوعيه لقطاع السينما، وللأمانة منطقة العمرانية كلها انتقلت نقلة جديدة، لأن المنافذ التى عملناها فى سور أكاديمية الفنون أصبحت غير عادية، طبعا فى الفترة الأخيرة اشتغلنا بشكل كبير، خصوصا كنا نعلم مكان الخلل فلماذا التأخير إذن ؟! وهو معهد ليس له مثيل فى الوطن العربى كله.
وزيرة الثقافة خلال ندوة الأهرام العربي
متى تبعد الوزيرة عن أجواء المسئولية؟
الحقيقة طيلة الوقت أعيش فى أجواء الوزارة، وليس هذا بجديد علىَّ لأن حياتى متصلة بالفنانين أغلب الوقت، بحكم أننى عملت رئيس دار الأوبرا لسنوات، لكن لحظاتى الخاصة جدا تكون مع أولادى، وأعتبر نفسى محظوظة لأن أولادى جميعهم يعيشون معى فى بيت واحد، وفسحتى داخل البيت عندما أشاهد أبنائى وأحفادى.
فى أى عصر كنت تتمنين أن تكونى وزيرة للثقافة؟
كنت أتمنى أن أكون وزيرة الثقافة فى زمن نجيب محفوظ.
ما دور الثقافة الفرنسية فى تكوينك؟
عشت فى فرنسا لسنوات، لكن الثقافة المصرية هى التى تسيطر على وجدانى.
لمن تبوحين بأسرارك وقت الضيق؟
لابنتى.
ما الصوت الذى تحن الوزيرة لسماعه من وقت لآخر؟
أم كلثوم وأغنيتا «حيرت قلبى معاك» والأطلال».
من صاحب القلم الذى تقرئين له مع قهوتك فى الصباح؟
لا أشرب القهوة أفضل الشاى طيلة حياتى، وأقرأ لكل الكتاب.
كيف ترين جيل الشباب؟
أحترمهم وأقدر إبداعهم، وهناك مراحل وفترات يمر بها المجتمع تؤثر على فكرهم ومنتجهم، ولابد أن نحترم عقولهم، فمثلا من المفاجآت لنا موسوعة «وصف مصر» لجمال حمدان عندما قدمتها الهيئة فى معرض الكتاب وكان عليها تخفيض فى متناول الجميع، فوجئنا بكم الإقبال عليها من الشباب.
مانقطة ضعف ونقطة قوة الوزيرة؟
قالت من بين ضحكتها: هى واحدة فى الاثنين أتألم عندما أجد شابا طموحا ولا يجد من يساعده، صحيح دمعتى ليست قريبة، لكن العواطف الإنسانية بالنسبة لى مؤثرة، ساعات تكون نقطة ضعفى هى نقطة قوتى، لأنها أحيانا تتطلب أن أتخذ قرارات سليمة جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.