كشفت صحيفة "نيوز" الباكستانية اليوم عن أن السلطات الأمنية اقتفت أثر زعيم جماعة جندالله عبدالرؤف ريجى، عن طريق جهازه اللاسلكى عندما كان يجرى مكالمة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية من مخبئه فى منطقة الحدود الباكستانيةالإيرانية بإقليم بلوشستان. وأشارت الصحيفة، حسب مسئولين أمنيين مطلعين فى إسلام آباد ،إلى احتمال تسليم ريجى - الذى يتصدر قائمة المطلوب اعتقالهم - إلى إيران قريبا بعد انتهاء أجهزة الأمن والمخابرات الباكستانية من استجوابه. وأكدت أن وكالات الأمن الباكستانية بذلت جهودا محمومة لتعقب ريجى لا سيما بعد مقتل 40 شخصا فى تفجير انتحارى فى مدينة جبهار الإيرانية فى 15 ديسمبر الجارى، مشيرة إلى أن مكالمة زعيم جند الله مع صحيفة "الشرق الأوسط" أعطت للسلطات الباكستانية فكرة واضحة عن مكانه على الجانب الباكستانى من الحدود الإيرانية فتحركت سريعا واعتقلته خلال 24 ساعة. وحسب الصحيفة، فإن اعتقال ريجى تم مصادفة فى اليوم الذى التقى فيه الرئيسان الباكستانى آصف علي زردارى والإيرانى محمود أحمدى نجاد فى إسطنبول على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادى، حيث أكد زردارى لنجاد أن باكستان ستقدم كل المساعدات والتعاون بشأن حادث جبهار، وستواصل التعاون مع إيران للتعامل مع تهديد الإرهاب. ولفتت النظر إلى أن الحكومة الإيرانية أعدمت فى 20 ديسمبر الجارى 11 عضوا من جماعة جند الله ممن سبقت إدانتهم فى تفجيرات وقعت فى إيران، وأدت إلى مقتل 15 من رجال الشرطة و12 عضوا بارزا بالحرس الثورى الإيرانى. وفى اليوم التالى لتنفيذ حكم الإعدام، أجرى ريجى "غاضبا" مكالمة هاتفية مع صحيفة الشرق الأوسط وهدد طهران بأن جماعة جندالله تنوى إعدام موظف فى موقع نووى إيراني كانت قد اختطفته قبل أكثر من شهرين، نافية انتماء ال11 شخصا الذين أعدمتهم طهران إليها. وقال ريجى: "سننفذ حكم الإعدام بهذا الشخص إذا لم تستجب السلطات الإيرانية لمطالبنا بالإفراج عن حوالى 200 شخص من ناشطى الجماعة". يذكر أن ريجى تولى قيادة جماعة جند الله خلفا لشقيقه الأكبر عبدالملك الذى ألقى القبض عليه فى فبراير 2010، بمساعدة المخابرات الباكستانية ثم أعدمته إيران فى يونيو 2010.