فازت مصر بعضوية لجنة الأممالمتحدة لبناء السلام للفترة 2021/2022، بعد حصولها على أكبر عدد من الأصوات، بلغ 170 صوتاً، في الانتخابات التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، 14 ديسمبر الجاري، وشهدت منافسة قوية على خمسة مقاعد لعضوية اللجنة. أوضح السفير محمد إدريس، المندوب الدائم لمصر لدى الأممالمتحدة بنيويورك، أن إعادة انتخاب مصر لعضوية هذه اللجنة الأممية بأكبر عدد أصوات، يؤكد دور مصر الرائد في مجال بناء السلام، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على مواصلة إسهاماتها المتميزة في هذا المجال الحيوي. وأوضح أن مصر قامت بدور فاعل في إنشاء هيكل الأممالمتحدة لبناء السلام عام 2005، الذي تعد اللجنة إحدى مكوناته، وتمتعت منذ ذلك الحين بعضوية شبه دائمة في لجنة بناء السلام مما خلّف إرثاً ثرياً ورصيداً كبيراً وممتداً من الإسهام والدعم لصالح جهود بناء السلام في العالم، وخاصة في إفريقيا، بما في ذلك أثناء عضوية مصر بمجلس الأمن للفترة 2016/2017 وتوليها دور المنسق للعلاقة بين مجلس الأمن ولجنة بناء السلام حينذاك، ثم رئاسة مصر لمجموعة ال77 والصين في 2018، ورئاسة الاتحاد الإفريقي في 2019 بالتزامن مع تولي مصر منصب نائب رئيس لجنة بناء السلام بالأممالمتحدة. أضاف إدريس، أن إفريقيا ظلت دائماً على قمة أولويات العضوية المصرية بلجنة بناء السلام، لاسيما وأن القارة تشغل الشق الأكبر من جدول أعمال اللجنة. كما أشار إلى مُبادرة مصر – إبان رئاستها للاتحاد الإفريقي عام 2019 – بإطلاق عملية لإعادة إحياء وتفعيل "السياسة الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في أعقاب النزاعات"، لضمان مواكبتها للسياق الدولي الراهن، فضلاً عن اختيار الاتحاد الإفريقي للرئيس المصري رائداً لملف إعادة الإعمار والتنمية في القارة، واستضافة القاهرة لمركز الاتحاد الإفريقي المعني بهذا الملف. كما أوضح مندوب مصر الدائم كذلك أن مصر تترأس التجمع الإفريقي لبناء السلام بنيويورك، الذي تمكن من بلورة موقف إفريقي موحد إزاء عملية المراجعة الحكومية لهيكل الأممالمتحدة لبناء السلام التي يجري التفاوض حول مخرجاتها حالياً بالمنظمة، وتقود مصر دفع وتعزيز المصالح الإفريقية خلال هذه المفاوضات. أكد إدريس، عزم مصر مواصلة جهودها الحثيثة لتطوير هيكل بناء السلام بالأممالمتحدة، وتأمين الدعم اللازم للدول الخارجة من النزاعات والمتأثرة بها خاصة في القارة الإفريقية.