أكد محمد الفقي، رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشوري، في اجتماع اللجنة اليوم الأحد، ضرورة فضح الدول التى لا تتعاون في إعادة الأموال المهربة لرموز النظام السابق إعلاميا وشعبيا وإظهار حقيقتها أمام شعوبها وأمام الشعب المصري. أضاف أنه قال للوفد الإنجليزي خلال سفره والوفد المصري المشكل للعمل على استرداد هذه الأموال: " أنتم تعملون على غسيل الصورة السياسية لبلادكم وتحسين الصورة السلبية التي تعملون عليها من خلال تلكؤكم في مساعدتنا على استرداد هذه الأموال وأنتم لا تريدون التعاون معنا بسبب علاقاتكم القوية مع رموز هذا النظام الفاسد الذي كان يحكم بلادنا". وأكد أن هذه الدول سمحت بدخول أموال مصر المنهوبة إليها رغم معرفتهم من نهبها من أجل مصلحة اقتصادهم، لافتا إلى أن الوفد الإنجليزي سمع اتهاماته إليهم ولم يرد بكلمة واحدة ليعد اعترافا صريحا منهم بهذه الاتهامات والجرائم. ولفت الفقي إلى الصعوبات التي واجهت لجنة استرداد الأموال المنهوبة خاصة مع تعقد التشريعات التي أصدرها النظام السابق لحماية نفسه والسماح بتهريب هذه الأموال، متهما بعض الرموز السياسية التي تواصل "ردحها للتيار الإسلامي" بأنها كانت سببا في إصدار هذه التشريعات التي ساعدت رموز النظام السابق على تهريب هذه الأموال. و طالب الفقي بالتحقيق مع قيادة الفترة الانتقالية التي جاءت بعد الثورة وعملت على إطالة هذه الفترة بالرغم من نجاح الثورة المصرية فى غضون 18 يوما لا أكثر إلا أنها استمرت في قيادة الفترة الانتقالية طوال 18 شهرا بزعم التفزيع من التيار الإسلامي والمتاجرة بأن مصلحة مصر يجب أن تكون فوق مصلحة بعض الأحزاب التي تسعى للحكم. وطالب الفقي باتخاذ خطوات فاعلة عن طريق التحقيق مع قيادات الفترة الانتقالية التي ساعدت على تهريب هذه الأموال بغض الطرف عنها، لدرجة أن المئات من المليارات كانت تهرب عبر طائرات خاصة وفي حاويات كبيرة للخارج ولم يُتخذ أي إجراء للتصدي لهذه الأعمال المنظمة في تهريب أموال البلاد للخارج، فضلا عن رعاية رموز الفساد بالحفاظ على التشريعات الفاسدة التي ساعدت على حمايتهم، في الوقت الذي عملت فيه بعض الدول الغربية وعدد قليل من الدول العربية على استقبال هذه الأموال، فضلا عن السماح بنهب القروض التي كانت تأتي إلى مصر وتهريبها لهذه الدول وكأن هذه الدول التي كانت تقرض مصر كانت تعمل من أجل استردادها مرة أخرى بالرغم من أن هذه القروض واجب دولي وقانوني وأخلاقي تجاه مصر وليست منة من أحد. وأكد الفقي أن التعاون الدولي في هذه القضية واجب أخلاقي وقانوني لرد الأموال المنهوبة إلى مصر، مطالبا هذه الدول بتقديم المعلومات الكاملة التي تساعد على استرداد الأموال المهربة وتسليم قيادات النظام الفاسد الذين هربوا للخارج، موضحا في الوقت ذاته لأهمية العمل على استرداد الأصول والأموال الموجودة في الداخل مثل ممتلكات رجل الأعمال المعروف حسين سالم. وكشف أن هناك مستندات لا تحتمل الشك في إدانة هؤلاء الفاسدين ومن ثم يجب أن يكون هناك خطوات فاعلة لاسترداد هذه الأموال ومحاسبتهم خاصة التي تم تجميدها في بعض الدول، مبديا أسفه بأن يتم مخاطبة بعض الدول العربية الشقيقة في رد هذه الأموال والتي فوجئ بتلكؤ قياداتها في رد هذه الأموال بمزاعم وأهمية. وأكد أن هناك آليات محددة لرد هذه الأموال هي التعاون الدولي واسترداد الأصول وإجراءات المحاكمة والضغط على هذه الدول التي ترعى الفساد وفضحها شعبيا من أجل تقديم العون الحقيقي لمصر في استرداد أموالها، موضحا أن التنظيم العصابي الذي كان يحكم مصر يستخدمون هذه الأموال في توكيل أكبر مكاتب المحاماة في العالم واستخدام كل السبل المشروعة وغير المشروعة لرعاية أموالهم الحرام ممثلا بلجوء حسين سالم للمحكمة الدستورية في أسبانيا لعدم رد الأموال التي نهبها. وشدد الفقي على ضرورة تعاون دول الربيع العربي في تشكيل لجنة دولية تعمل على استرداد أموال هذه الدول ومقاطعة الدول التي تتعنت في عدم رد هذه الأموال وتعطيل مصالحها في مصر ودول الربيع من أجل الضغط عليها طالما أنها تتعنت أمام مصالح الشعوب المنهوبة. تابع:" لن نسمح بالتهاون في حق الشعب المصري ولن نسمح لأنفسنا بالفشل في رد هذه الأموال التي أخذت من أرزاق الشعب المصري ومقدراته وعلى حساب حياته وكرامته ولن نسمح للسارق أن يهرب بسرقته مطالبا بأخذ إجراءات فاعلة من أجل محاسبة هؤلاء وحصر ممتلكاتهم وعمل تحقيق فاعل لكل من له علاقة بهم من أجل الكشف عن خيوط هذه الأموال وتتبع طرق تهريبها للعمل على استردادها مرة أخرى".