عبدالمحسن سلامة اعتدنا من الأستاذ مكرم محمد أحمد أنه مقاتل شرس، لا يستسلم بسهولة، ويقاوم حتى اللحظة الأخيرة، ولايزال يُمسك بقلمه كأنه صحفى شاب. الأستاذ مكرم يقاتل المرض الآن، ومعنوياته مرتفعة، وإن شاء الله سوف يخرج منتصرًا عليه، ليعود مرة أخرى منارة للتفكير، وشعلة مضيئة للصحافة المصرية والعربية. الأستاذ مكرم محمد أحمد أحد رواد الصحافة المصرية ، ومن رواد الجيل الثانى بعد الأستاذ محمد حسنين هيكل ، رحمه الله، وهو أحد تلامذته النابهين، والذى سطع نجمه، واسمه، خلال فترة عمله معه. حكى لى الأستاذ مكرم أنه حينما تعرض للفصل من عمله بمؤسسة «الأهرام»، هو ومجموعة من الزملاء الصحفيين، بقرار من الرئيس الأسبق أنور السادات ، رحمه الله، اتصل به الأستاذ هيكل، وطمأنه أنه فى أمان تام، وأن راتبه سوف يصله لحين انتهاء المشكلة، بل إنه أصر على أن يتحدث مع زوجة الأستاذ مكرم مداعبا إياها «لا تصدقى أن مكرم اتفصل.. والراتب سوف يأتى فى موعده». الأستاذ مكرم محمد أحمد حكى لى تلك الواقعة بمناسبة قرارات العزل، التى كانت حكومة عصام شرف تُعدها لبعض الصحفيين، بضغط من دعاة الفوضى والظلامية آنذاك، وتصديت لها وقت أن كنت وكيلا أول لنقابة الصحفيين، بعد أن تقدم الأستاذ مكرم باستقالته، رافضًا ما يحدث من تصرفات خاطئة فى تلك الفترة. تصديت أنا وزملائى بالإجماع لهذا المخطط الشيطانى، وساعدنا فى ذلك الدكتور عليالسلمي ، نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، والذى كان يتولى إدارة ملف الصحافة والإعلام . ورغم أن الأستاذ مكرم كان مستقيلا كنقيب، لكنه كان متابعا للأزمة، حتى عادت الأمور إلى ما كانت عليه، واستطعنا إجهاض المخطط الشيطانى الشرير. ربما يتفق أو يختلف البعض مع الأستاذ مكرم محمد أحمد ، فهذه طبيعة العمل العام، وليس هناك إجماع على أحد، لكن يبقى الأستاذ مكرم قيمة صحفية ونقابية عظيمة، ومدرسة صحفية ينهل من نبعها الكثيرون من مشاهير وعظماء مهنة صاحبة الجلالة. * نقلًا عن صحيفة الأهرام