وزيرة التعاون الدولى الدكتورة رانيا المشاط تعد نوعية مختلفة عمن عرفناهم من وزراء أو كبار مسئولين على مدى ال40 عاما الماضية، ليس فقط لأنها حاصلة على الدكتوراة من جامعة ميريلاند الأمريكية ومارست التدريس بها، ولا لانها تتمتع بخبرات دولية واسعة سواء كانت من خلال عملها فى صندوق النقد الدولي، او فى التعامل والتفاوض مع المؤسسات النقدية الدولية، ولكن لانها تتسم بقدرة هائلة على العطاء وروح وطنية مقاتلة من أجل تحقيق أهداف الدولة ال مصر ية التى أقسمت على حمايتها مع توليها المنصب. وتقديرى ان هذا السيدة ال مصر ية التى تتمتع بعقل وفكر عميق ورثته عن والدها استاذنا الدكتور عبدالمنعم المشاط، احد اهم كتاب « الأهرام »، لم تسع لا إلى منصب أول وزيرة مصر ية للسياحة، ولا إلى منصبها الحالي، ولكنها اعتبرت المنصبين تكليفا وطنيا لا يمكنها ان تتردد فى قبوله من اجل مصلحة هذا الوطن العريق. ويحسب للرئيس السيسى واجهزة الدولة جهدهما فى البحث والتنقيب عن الخبرات ال مصر ية التى تتمتع بعمق وثقافة وحس وطنى عال ولديها قدرات مميزة على الإنجاز مثل الدكتورة المشاط. وقد حظيت بلقاء المشاط خلال الندوة التى نظمتها « الأهرام » ولمست إلى اى مدى تتمتع هذه السيدة بقدرات وخبرات مميزة، والأهم بإرادة حديدية على تحقيق الاهداف التى ترى انها تخدم مصر . والواقع ان كثيرا من الوزراء الذين مروا علينا على مدى ال40 عاما الماضية كانوا كثيرى الكلام، قليلى الإنجاز، يرددون شعارات جوفاء ويشيرون إلى تجارب فريدة او رائدة فى وزاراتهم او مؤسساتهم غير موجودة على ارض الواقع، ولهذا فان رانيا المشاط عقلية مختلفة تتحدث إلى العالم بلغته وتتحاور معه بأساليبه ومفاهيمه وتصر على أن الحقيقة هى اقصر الطرق إلى تحقيق أهداف مصر ، وعلى سبيل المثال فإنها عندما ترغب فى جذب استثمارات من احدى الدول فهى تروج للفكرة بالحقائق والوقائع، لا بالكذب والخداع كما كان يحدث. واعرف من خلال عملى فى الشئون الآسيوية سنوات طويلة ان السفارة اليابانية وغيرها من السفارات تقدم منحا مالية وأحيانا عينية لبعض المؤسسات الخاصة، وانا اطلب من الوزيرة المشاط أن تتواصل مع السفارات وان تشارك الوزارة فى اختيار تلك المؤسسات او حتى ان يكون الدعم المالى او العينى من السفارة إلى التعاون الدولى التى توافق على منحه الى الجهة الطالبة بعد فحص وتمحيص جديتها وإطارها القانوني، وتتابع مع المؤسسات الحاصلة على المنح سبل إنفاقها بكل شفافية كما تفعل السفارة اليابانية ! نقلا عن صحيفة الأهرام