في الوقت الذي طالب فيه المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومني مصر بحماية الدبلوماسيين الأجانب، وإلا فقدت المساعدات العسكرية الأمريكية، تزايدت التكهنات في الساعات الأخيرة حول مستقبل العلاقات بين القاهرةوواشنطن، في ظل استمرار الاشتباكات التي يشهدها محيط السفارة الأمريكية، وتصريحات الرئيس الحالي باراك أوباما والمرشح الديمقراطي للرئاسة التي وصف فيها مصر بأنها دولة ليست عدوًا أو صديًقا. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن واشنطن تشعر بخيبة أمل إزاء موقف الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية وجماعة "الإخوان المسلمين"، نتيجة ما أسمته ب "رد فعلهم البطيء" على أحداث السفارة الأمريكية، مشيرة إلى أن العديد من المسئولين الأمريكيين كانوا ينتظرون من الإخوان "رد جميل" الولاياتالمتحدة والتي ضغطت على المجلس العسكري للتخلي عن السلطة، على حد تعبيرها. وطرحت المجلة تساؤلاً عن تأثير أحداث السفارة الأمريكيةبالقاهرة على مواصلة واشنطن دعمها للديمقراطية بمصر، ودعم جماعة "الإخوان المسلمين" اقتصادًيا للإخوان وخصوصًا أن الاقتصاد المصري يمر بأزمة وبحاجة قوية إلى دعم من الولاياتالمتحدة للنهوض، مشيرة إلى أن مرسي يواجه موجة احتجاجات اجتماعية للمطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية. ويرى الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن مصر لم تعد حليفا للولايات المتحدة، تكشف عن وجود مراجعة أمريكية للعلاقات مع القاهرة، متوقعًا أن تتخذ الإدارة الأمريكية عدة إجراءات كرد فعل على ما تعتبره واشنطن مساعى إخوانية لإرضاء ما أسماه ب "المتشددين" بمصر على حساب العلاقات بين القاهرةوواشنطن. وأوضح جاد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن رد الفعل قد يتمثل في الإبطاء بإمداد مصر بقرض صندوق النقد الدولي لعقاب الإخوان على دعم الجماعة للمظاهرات اليوم الجمعة، و"التساهل" مع الذين يحاولون اقتحام السفارة الأمريكية، وعدم حماية المصالح الأمريكية على الأراضي المصرية بشكل فعال. وأضاف: "مشكلة إدارة أوباما، أنها دعمت الإخوان وتجاهلت انتقادات اليمين الأمريكي، ومع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية يصبح على إدارة أوباما أن تثبت أنها قادرة على حماية المصالح الأمريكية"، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية ستدخل في موجة من الفتور حتى إعلان اسم الرئيس القادم للولايات المتحدة، على حد قوله. وتابع : "في حالة فوز أوباما فإن الإخوان قد يجدون فرصة لفتح صفحة جديدة مع الولاياتالمتحدة، بينما في حالة فوز منافسه الجمهوري ميت رومني فإن حالة الفتور بين القاهرةوواشنطن من المتوقع أن تستمر"، مستبعدًا أن تنجح محاولة الإخوان في احتواء الأزمة المتصاعدة مع الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن دعوة الجماعة اليوم للتظاهر احتجاجًا على الفيلم المسيء وعدم قدرتهم على السيطرة على المتظاهرين أمام السفارة ستدفع المسئولين الأمريكيين إلى تحميلها هي ومرسي المسئولية عن تصاعد محاولات اقتحام السفارة. وعن دور وزيرة الخارجية الأمريكية في احتواء الأزمة، أشار جاد إلى أن اليمين الأمريكي يعتبر كلينتون مهندسة العلاقات الأمريكية-المصرية، متوقعًا أن تكون كلينتون كبش الفداء الذي سيضطر أوباما للتضحية به ليظهر نفسه أمام المجتمع الأمريكي بأنه رئيس قوي. واستبعد الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة "الإخوان المسلمين"، أن تؤثر أحداث السفارة على الولاياتالمتحدة، مشيًرا إلى أن مصر لم تحمل الولاياتالمتحدة المسئولية عن إنتاج الفيلم وإنما تطالب الإدارة الأمريكية بتفعيل القوانين التي تمنع ازدراء الأديان. ولفت غزلان، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، إلى أن الجماعة تعارض اقتحام السفارة، مشيرا إلى أن واشنطن أكثر حرصًا على العلاقات مع القاهرة من حرص الأخيرة، موضحًا أن دعوة الجماعة للتظاهر اليوم جاءت للتعبير عن غضب المصريين مسلمين ومسيحيين. وشدد على أن الإساءة للأديان أمر مرفوض وكان يجب على الإدارة المريكية التدخل لمنع إنتاج هذا الفيلم حرصًا على العلاقات مع دول العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن الشعور بالغضب من الفيلم المسيء للرسول صلاة الله عليه وسلم، لا يقتصر على مسلمي مصر، منوها إلى أن الأمر مرتبط بكل دول العالم الإسلامي.