اتصلت به أطمئن عليه جاءنى صوته من بعيد أنا بخير وكل الشائعات كاذبة.. قلت له إن الملايين من أصحاب المعاشات والعمال يدعون لك.. كنت دائما أقدر كثيراً مشواره كرمز من رموز اليسار المصرى الشرفاء.. البدرى فرغلى ليس صاحب شعارات براقة مثل الكثيرين من رموز النخبة المصرية..لم يكمل تعليمه وسجن فى كل العصور سجنه عبد الناصر وسجنه السادات وكان معارضاً شرساً فى عهد مبارك كانت معركته الكبيرة مع أصحاب المعاشات وظل يحارب من أجلها حتى استطاع أن يرد أموال المعاشات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ..وكانت قد تسربت مابين ميزانية الدولة وبنك الاستثمار وهى أهم القضايا التى منحها عمره. وقف البدرى فرغلى ضد صفقات الخصخصة وبيع القطاع العام وتصدى للحكومة حين باعت بأسعار زهيدة مساحات كبيرة من الأراضى مع مصانع الحديد وطردت آلاف العمال تحت نظام المعاش المبكر عاش البدرى فى بلده بورسعيد وتحول إلى رمز من رموزها وقد صال وجال فى مجلس الشعب مدافعاً عن حقوق العمال عاش إنساناً بسيطاً فى حياته ولم يسع إلى أن يكون صاحب مال أو سلطان كان يعترف بأنه لم يكن يعرف شيئا عن الاشتراكية وحين دخل السجن التحق برموز اليسار المصرى وصار واحداً منهم. كان اشتراكياٍ واقعاً وفكراً ومواقف.. كان عاملا بسيطا فى بورسعيد وعاش مهموماً بقضايا وطنه واستطاع أن يشكل خلفياته الثقافية والفكرية رغم أنه لم يتجاوز الشهادة الابتدائية فى مراحل التعليم كان من رموز اليسار الذين حملت لهم تقديراً عميقا فؤاد مرسى وإسماعيل صبرى عبد الله وخالد محيى الدين وحسين عبد الرازق ورفعت السعيد وجودة عبد الخالق كل واحد منهم كان صاحب مدرسة فكرية وسياسية وكنت احترم أفكارهم حتى لو اختلفت معهم.. إن البدرى فرغلى عاش سنداً ل أصحاب المعاشات ولعمال مصر الذين طالما دافع عن حقوقهم لقد علم نفسه دون أن يحمل شهادة وخاض معارك كثيرة وكان قدوة للشرفاء فى كل زمان. أطال الله عمرك وأبقاك رمزاً من رموز الوطنية المصرية مدافعاً عن حقوق العمال ورافضاً أى اعتداءات على حرمة المال العام ومنقذاً ل أصحاب المعاشات وقد دافعت عنهم سنوات طويلة. نقلا عن صحيفة الأهرام