"إحنا عايشين في عزبة ولا في بلد، ولا أصدق الطريقة التى تحدث بها وزير الثقافة معنا عندما قال لنا إنتوا مش هتعملوا المهرجان" هكذا أبدت المخرجة هالة خليل استياءها من القرارات التى أصدرها وزير الثقافة أخيراً بشأن إقامة مهرجان القاهرة السينمائي. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى نظمته مؤسسة جمعية "مهرجان القاهرة" بلجنة الحريات في نقابة الصحفيين، ظهر اليوم الثلاثاء، لتوضيح ملابسات أزمة مهرجان القاهرة، مع الإشارة إلى الخطوات والإنجازات الفعلية التى قامت بها المؤسسة على مدار 14 شهرا من أجل تنظيم صورة مشرفة للدوة ال 35 للمهرجان والمزعم انطلاقها في ال 27 من نوفمبر المقبل. حضر المؤتمر كل من الناقد يوسف شريف رزق الله، رئيس مؤسسة "مهرجان القاهرة"، الناقد طارق الشناوى، المنتج محمد حفظى، المخرجة هالة خليل، والمخرج محمد على، الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. ولم تكن هالة خليل هى المنتقدة الوحيدة لقرارات وزير الثقافة، بل اشترك معها جميع أعضاء مؤسسة المهرجان، والذين وجهوا انتقادات عدة له على أعقاب ما أصدره من قرارات أخيرة بشأن عودة المهرجان إلى إدارته القديمة وتولي الدكتور عزت أبو عوف لرئاسته، حتى إن الأمر وصل إلى حد المطالبات بإقالة الوزير. وأضافت خليل خلال المؤتمر الصحفي قائلة: قبل الثورة لم يكن لدى إيمان بأن هناك شىء ما سيتغير في البلد، حتى أن فكرة الهجرة كانت تراودنى وذكرت ذلك في فيلمي "قص ولزق" ولكن بعد الثورة زاد إيمانى بأن هناك بارقة أمل، وخلال تلك الفترة لم يحدث أن تمت دعوتى للمشاركة في أى عمل قومى وتأخرت عنه، وعندما طلبنى الناقد يوسف شريف رزق الله للعمل معهم في المؤسسة، وافقت على الفور وظللنا نعمل على مدار 14 شهر كنا نريد من خلالها تقديم نموذج مشرف للدورة ال 35 للمهرجان، وكانت هناك حروب غير شريفة تحيط بنا، ولكننا اجتمعنا على عدم المشاركة في مثل هذه المهاترات الإعلامية، فكيف يأتى وزير الثقافة في لحظة ويلغي مجهوداتنا التى قمنا بها "هو إحنا عايشين في عزبة". واستكملت قائلة: حدث لى صدمة بعد قرارات الوزير، وقررت أن أعود إلى تفكيري في الهجرة ولكن هناك طاقات أمل جعلتنى أعدل عن موقفي ثانية كان من بينها تمسك مجموعة الشباب التى عملت معانا في لجنة مشاهدة الأفلام في الوقت الذى تخلى فيه عنا رئيس اللجنة ذاته وأعلن تضامنه مع الوزارة، إضافة إلى تضامن الصحافة والإعلام وبعض المؤسسات الثقافية معانا. أما الناقد يوسف شريف رزق الله فأكد أنه سبق وأعلن أنه على اتمام الاستعداد أن تشرف الوزارة على المهرجان على أن تتولى المؤسسة التى يرأسها جميع المهام الفنية كما أكد أنه في خطابهم مع الوزير أعلنوا حرصهم الكامل على إقامة المهرجان في موعده. أما المفاجأة الكبري في المؤتمر، جاءت على لسان السيناريست والمنتج محمد حفظى، والذى أكد أن كثير من التعاقدات الخاصة بالمهرجان قد ألغيت بسبب ما أثير في الصحف والإعلام ونقلته عنا وسائل الإعلام الأجنبية وقال: دعونى أؤكد لكم أننا نتمنى للإدارة الجديدة التوفيق، وأن يستطيعوا أن يقدموا شىء مثل الذى كنا نخطط له، وسأوضح لكم ما قامت بهه المؤسسة من إنجازات للمهرجان طول هذا العام، بداية تعاقدنا مع أكبر شركة دعاية وإعلان من أجل جلب الرعاة، لأن ميزانية الوزارة الحد الأقصى لها 5 مليون جنيه فقط وكنا نريد أن نصل بالمبلغ إلى 12 مليون جنيه، كما أننا كنا نفكر في عودة النجوم الشباب مرة أخرى للمهرجان بحيث يكون لهم تواجد رسمي في فعاليات المهرجان حيث إننا كنا نخطط لعمل مؤتمر يجمعهم لمناقشتهم حول الأسباب التى جعلتهم ينصرفون عن المهرجان. وأضاف حفظى: أهم ما كان سيميز الدورة الجديدة للمهرجان، هو جودة الأفلام المقدمة إضافة إلى أن يكون هناك قدر وفير من الإهتمام بدعاية المهرجان بحيث يعرف العالم أن لدينا حدث مهم يحدث على أرض الوطن كما خاطبنا الجهات السياحية حول إمكانية إقامة عرض أول لأحد الأفلام العالمية في منطقة "تراث" مثل الصوت والضوء بالأهراماتإ هذا بجانب الأندية والجامعات التى خاطبنها حتى يكون هناك تواجد للمهرجان وتفاعل مع قطاعات الشباب، كما اتفقنا مع أحدى الشركات الكبري الخاصة بتنظيم الحفلات وكذلك الاتفاق مع أكبر وكالتين متخصصيتين للنجوم العالميين، حتى أن أحد النجوم الكبار قد وافق على حضور المهرجان بالفعل ولكن للأسف معظم الإنجازات التى تحدثت عنها الآن قد ألغيت بسبب سوء السمعة الذى أحاطت بالمهرجان طوال الأيام الماضية. وأوضح حفظى أن سبب إلغاء المسابقة الديجيتال هو أن كل مهرجانات العالم قد ألغيت بها مثل هذه المسابقات لسبب هام هو أن كل الأفلام أصبحت الآن بتقنية الديجيتال "ده أنا حتى كنت بتكسف لما أسافر أى مهرجان وأقول أننا لسنا عندنا مسابقة ديجيتال". ومن جانبه أشار الناقد طارق الشناوى، أن وزير الثقافة "ضرب بقرارته عرض الحائط" وقال: كأننا لا نعيش في دولة مؤسسات، فلم يحدث في تاريخ مصر من قبل أن جاء وزير ثقافة ليحدث فرقة بين المثقفين، فهو شخص غير مدرك لقرارته. وقد ألقى المخرج مجدى أحمد على، رئيس المركز القومى للسينما السابق، الذى حضر في منتصف المؤتمر كلمة قال فيها: الدكتور عزت أبو عوف صديقي لكنه يعلم أنه رئيس شرفي للمهرجان فهو مجرد واجهة مشرفة، "ومشعارف بإمارة إيه سهير عبد القادر ترجع للمهرجان". وأضاف على: اقترح على المؤسسة أن تقوم بعمل مهرجانات بدعم من منظمات المجتمع المدنى "وأعتقد أن لما يكون عندنا مهرجانات صغيرة وتكبر كل شوية أحسن بكتير من هذه الصراعات". وفي ختام المؤتمر أكد أعضاء مؤسسة جمعية "مهرجان القاهرة"، أنهم سوف يفكرون في إقامة مشروع للسينما المستقلة، كما أنهم سيستمرون في محاربة فساد وزير الثقافة.