الكيان الاستيطانى يتمدد ويخترق أجواء عربية لم يقترب منها من قبل .. وينزل أراضى ومعاقل مثالا للأصالة والقيم العربية ... الاثنين الماضى الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت القاهره نقلت الأنباء انطلاق أول طائرة إسرائيلية فى طريقها إلى أبوظبى ... وعلى مواقع اخبارية لم يستطع الكيان الاستيطانى اخفاء احتفائه بحدث يعلن تواصل مخططاته المحمومة للتمدد والاختراق تحت جميع المسميات المخادعة التى اعتدناها منذ زرعوهم فى أرضنا، وكما اعتدنا أيضا لم ولن نتعلم من أخطائنا، ولا من سلسلة انتهاكاته وجرائمه وتمدده فيما تبقى من أراض تسمح بإقامة دولة فلسطين، ويجد كل ما يفعله الدعم والتأييد من رعاتهم الامريكيين ويعلن وزير الخارجية الامريكية الذى زار المنطقة منذ أسابيع وفى استقواء وتحد ان تطبيع إسرائيل مع الإمارات أهم خطوة تجاه السلام فى الشرق الاوسط منذ 25 عاما!! وكأن السلام أصبح فى مقابل التطبيع وليس فى مقابل قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، ويعلن وزير الخارجية الامريكى أيضا ان بلاده تلتزم بالتفوق العسكرى الاسرائيلى فى المنطقة. تحية للأشقاء فى السعودية والبحرين الذين أعلنوا التزامهم ب مبادرة السلام العربية وتحية للأشقاء فى السودان رفضهم مقايضة الخروج من دائرة الارهاب خاصة بعد تغيير نظام الحكم فيه برفض قبولهم التطبيع مع أكبر كيان ارهابى وتحية لكل دولة تواصل رفض الانقياد للضغوط والمخططات الاستعمارية التى وضعت لجميع الدول العربية، والذين يؤكدون أننا أمة لن تموت ولن تتجمد دماء الاعتزاز والكرامة فى عروق ابنائها الحقيقيين والأمناء عليها وسلام على دولة الإمارات التى ننتظر منها ما لايستطيعه إلا الكبار بإعادة النظر فى قرارهم. أعود إلى مواصلة الكتابة فى أخطر ما تعيشه بلادنا الآن من ثورة لاسترداد ما اغتصب ودمر من أخصب اراضيها الزراعية والبناء فوقها وفوق أراض ملك للدولة ولأؤكد ايمانى انه لولا وجود مسئول لا يحترم القانون ولا يطبقه ما وجد الفاسد الذى يخرج عليه واذا أدرك المسئول أنه سيدفع ثمنا قاسيا قد يكلفه مستقبله كله ويطبق عليه قانون من اين لك هذا؟ ما شارك الفسدة وناهبو ومدمرو الاراضى وما سهل ويسر ارتكاب الجرائم وأن ما يدعو اليه الرئيس ورئيس الوزراء من إنهاء فوضى البناء وتكوين إدارات فى جميع المحافظات لمراقبة إدارة الأراضى وحمايتها من أجيال جديدة من الفسدة لن يتحقق ويحقق أهدافه إلا بعقوبات رادعة ومشددة وعاجلة وفى رأيى ان من أهم قرارات الإدارية العليا وسط الأحداث فصل مهندس تقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد عقار مخالف بالإسكندرية ومثله خمسة مهندسين بفرشوط ... إذا فعلها المسئولون منذ بداية هذه الجريمة الأخطر فى تاريخ الأمن القومى والحيوى والزراعى والصحى والغذائى ما أهدر ودمر وضيع على المصريين من ثروات أرضهم وزراعتهم والذى قدم عنه نقيب الزراعيين تقريرا صادما نشرته بعض الصحف الاثنين الماضي، وجاء فيه على لسان .د. سيد خليفة أن ما خسرته مصر من أراض زراعية تجاوزت 1.2 مليون فدان تكفى لتحقيق الأمن الغذائى لأكثر من 25 مليون مواطن. ماذا تعنى جرائم الخيانة الوطنية ؟.. أليس الإضرار بمصالح الوطن وهل لا يمثل ضياع وتدمير أخصب الاراضى التى توفر الأمن الغذائى إلحاق أعظم الضرر بمكون أساسى من ركائز الوطن وكيف لم يتم حساب مسئول الزراعة الأكبر الذى أباح سرقة الاراضى بوضع اليد عليها والبناء فوقها والذى يمثل البداية الحقيقية للمأساة وما ترتب عليها وكيف سيتم الانتفاع بالاراضى المستردة وأرجو ان تبادر الحكومة بتقديم الإجابة حتى لا يتحول الامر الى إتهامات ومتاجرة وهل ما يدفع من أموال للتصالح يراعى ويتناسب مع التكاليف الخيالية لزراعة الصحراء التى اصبحت تمثل الامل والإنقاذ الآن. أرجو ان يتوافر لثورة استرداد الارض جميع ضمانات وضع نهايات حقيقية وأبدية لهذه الكارثة القومية، فى مقدمتها ما كان يجب أن يسارع اليه النواب من تشريعات تجرم وتحرم وتمنع استخدام المعارك الانتخابية لتقنين أوضاعها وإدخال الخدمات لها وأيضا وضع قوانين صارمة تمنع المسئولين فى المحافظات والمحليات من أى شكل من اشكال التصرف فى أملاك الدولة كأنها ملكيات خاصة!. إذا كان البناء على الاراضى الزراعية لا يقل خطورة عن سد النهضة، كما قال الرئيس فثالث أضلاع مثلث الأمان القومى والحيوى والغذائى والصحى هو توفير غذائنا من زرع أرضنا ولقمة عيشنا من أقماحنا .. ولسنوات طويلة فى نهايات القرن الماضى شهدت صفحات الأهرام ماقدمته وأقمت عليه الحجج والوثائق العلمية والابحاث التطبيقية لعلمائنا وكليات الزراعة بجامعاتنا من امكانيات لتحقيق الاكتفاء من القمح أو على الأقل الاقتراب من حدوده وأظهرت تصريحات نقيب الزراعيين د. سيد خليفة منذ أيام أن ما حدث من تدمير وبناء فوق أخصب اراضينا كان من بين نتائجه الكارثية انخفاض نسب إنتاج القمح ، وان مصر خسرت سنويا مليونين و250 ألف طن قمح والذى تسبب فى استيراد ما نحتاجه من محاصيل ومواد غذائية. . ما أكثر ما قاتلت بالقلم لأرفع عن أحفاد أول من علموا الدنيا الزراعة وكان القمح فى مقدمتها كما تحكى الجداريات فى المعابد وما وجد من حبوبه فى المقابر التى حرصوا أن تصاحب الميت فى رحلته الأبدية ... وعار أن يشار إلى أحفادهم باعتبارهم الأوائل فى قوائم استيراده . لقد اعتقدت بعد ثورة قامت للتخلص من تراكم فشل وعجز وانهيارات كثيرة ان الانتباه الى إنقاذ امننا الحيوى والقومى والصحى والغذائى والاكتفاء من محاصيلنا الاستراتيجية، وفى مقدمتها القمح سيكون هدفا استراتيجيا، وفوجئت بما نقل عن رئيس مجلس الوزراء خلال الايام القليلة الماضية اننا مازلنا اكبر دولة تستورد القمح ، وأن الحكومة ستقتحم هذا الملف بقوة. أؤكد لرئيس مجلس الوزراء أن لدى مصر فى مراكز أبحاثها وجامعاتها ولدى علمائنا وخبرائنا فى الزراعة ما يمكن أن يعجل بتحقيق هذا الهدف القومى، ورغم الظروف المتغيرة للأرض والمياه .. فقط اجعلوا الفسدة والمخربين بأمننا الحيوى والصحى والغذائى يلقون العقوبات التى تتناسب مع الخيانة، والإضرار بالوطن واجعلوا ثورة استرداد الأرض ترتبط بثورة الاكتفاء من القمح . نقلا عن صحيفة الأهرام