عقدت اليوم محاضرة عبر تقنية الفيديوكونفراس ضمن الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر لأئمة و علماء تايلاند والذي شارك فيها الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر. وأكد أن التطرف الفكري الذي تتبناه الجماعات المتطرفة نتج عن فهم خاطئ لنصوص الكتاب والسنة، فالإسلام لا يبيح القتل، فالنبي "صلي الله عليه وسلم" أول من أسس فكرة المواطنة، التي تتعارض مع فكر هذه الجماعات ويقصرونها علي أفراد الجماعة فقط دون غيرهم، رغم أنَّ المواطنة تعني احترام الحريات، وأَنَّ جميع أفراد المجتمع كلهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات. وأوضح أن الجماعات المتطرفة، تستهدف الشباب والنساء لهدم المجتمعات والأسر، فعلي الدعاة والأئمة أن يولوا اهتماما لتوعية شباب ونساء الأمة، حتي يمكنهم إحباط محاولات الجماعات المتطرفة لهدم المجتمعات والأسر. كما بين أن مفهوم الحاكمية عند الجماعات المتطرفة، يُعني أنَّ تحكيم البشر بعضهم لبعض كفر يوجب القتل، مستدلين بقوله تعالي "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" وقوله "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"، هذا فهم خاطئ فالمواطنون هم من يختارون رئيسهم أو الحاكم ، فالنبي "صلي الله عليه وسلم" اختير حاكما علي المدينة من قِبَل "الناس"، فبيعتا العقبة الأولي والثانية كانت بمثابة ممثلين عن أهل المدينة، وكذلك أبو بكر الصديق انتخب لتوليه الخلافة في بيعة السقيفة قال خطبته الشهيرة "أَيّهَا النّاسُ! فَإِنّي قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ, فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِي؛ وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِي. الصّدْقُ أَمَانَةٌ وَالكَذِبُ خِيَانَةٌ. وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيّ عِنْدِي حَتّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقّهُ إنْ شَاءَ اللهُ, وَالقَوِيّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتّى آخُذَ الحَقّ مِنْهُ إنْ شَاءَ اللهُ. لا يَدَعُ قَوْمٌ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ إلا ضَرَبَهُمْ اللّهُ بِالذّلّ. وَلا تَشِيعُ الفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلا عَمّهُمْ اللّهُ بِالبَلَاءِ. أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت اللّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَلا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ. قُومُوا إلَى صَلاتِكُمْ يَرْحَمُكُمْ الله“. فهذه الخطبة أشارت إلي دستور الخلافة، وركزت علي مبدأ الطاعة للخليفة مادام مطيعا لله ورسوله ويعمل بما تقتضيه مبادئ وأسس المواطنة .