أحمد عبدالتواب كلمة عابرة برغم الحماقات الإخوان ية لاعتصاماتهم فى رابعة والنهضة بعد الإطاحة بحكمهم، حيث لم يكن هنالك هدف واضح لمصلحتهم يمكن أن يؤدى صخب الاعتصام إلى تحقيقه. وبرغم عدم اكتراثهم آنذاك، حتى بالمشاكل الناجمة عن الاعتصام فى تعذيب المواطنين فى المرور وغيره، والذى ما كان يمكن إلا أن يؤدى إلى مزيد من كراهية الشعب ورفضه لهم. وبرغم تحقق الفشل المتوقع فى أن يكون لكل هذا أى أثر إيجابى لهم، إلا أن البعض يجد لهم بعض التبريرات، لأنهم كانوا فى حالة من الاضطراب الشديد، وكانوا متلهفين على استعادة أكبر إنجاز لهم طوال تاريخهم، فى امتلاك السلطة مرة أخري، التى تسببوا بأنفسهم فى استفزاز الشعب, وكل التيارات الأخري، بكل السبل، فخرج الجميع مصرين على الإطاحة بحكمهم مستعينين بالقوات المسلحة. أما ما لا يُفهَم منهم إطلاقاً، ولا يُتوَقَع منه أى نفع لهم، فهو حملاتهم الإعلامية من الفضائيات المعادية لمصر والمستمرة منذ طردهم من الحكم، والتى تستضيفها وتمولها دول أشهرت العداء لمصر، خاصة أن هذه الحملات تعتمد الكذب والتلفيق مما يسهل كشفه، وتعمل بوضوح على ترويج أهداف الدول الحاضنة والممولة. يبدو أن الإخوان لم يستوعبوا أن الحكم ضاع منهم وهم قابضون عليه، وكان لهم صلاحية اتخاذ القرارات لتنفذها أجهزة الدولة. كما أنهم لم يدركوا الاختلاف الحالي، فى أن هذه الأجهزة نفسها، بعد أن كانت تأتمر بأمرهم، صارت مكلفة بمكافحتهم، لكونهم صاروا مطلوبين أو متهمين فى قضايا تختصّ بأمن الدولة، فصارت هذه الأجهزة تدأب على رصدهم وتعقبهم وإلقاء القبض عليهم، وتسليمهم إلى القضاء وإيداعهم السجون..إلخ. أداء الإخوان الآن يقول إنهم صاروا أبعد ما يكون عن المنافسة على السلطة، ويبدو أنهم قنعوا بأن يتخلوا عن المنافسة، ماداموا يبرئون أنفسهم من أى خطأ، ويعزون فشلهم لمؤامرة ضدهم، كما أنهم ارتضوا على أنفسهم أن ألا يتجاوز إعلامهم التجريح، حتى بالكذب والتلفيق، وإظهار الشماتة فى المشاكل التى تمر بها مصر، حتى تلك التى تعانيها الجماهير، والموروثة منذ عقود، والتى عجز حكمهم عن حلها..إلخ. نقلا عن صحيفة الأهرام