عبدالله عبد السلام أفق جديد روسيا، لغز ملفوف فى غموض داخل لغز، لكن المفتاح هو مصالحها القومية. هذه مقولة تشرشل عام 1939، عندما وقف عاجزا عن التنبؤ بما سيقدم عليه ستالين تجاه هتلر . العالم الآن يحاول أن يعرف ماذا سيفعل بوتين، الذى ألمح فى مقال مطول، لأهمية الحوار بين القوى العظمى كوسيلة لإدارة الخلافات والحد من الصراعات. لكن دوائر رسمية أمريكية لا تريد ترك اللغز الروسى مقفولا، فبادرت بالدعوة لاحتضان روسيا وإنهاء العزلة المفروضة عليها منذ غزوها القرم 2014. وجاءت دعوة ترامب لمشاركة بوتين بقمة السبع الكبرى بهذا السياق. علاقة ترامب وبوتين الجيدة ليس بسبب أن الرئيس الأمريكى يحب الأقوياء والديكتاتوريين، أو أن هناك ملفات حساسة عنه لدى المخابرات الروسية قبل أن يكون رئيسا، بل لأن هناك تيارا سياسيا بأمريكا يرى أن موسكو مهمة للغاية فى معركة واشنطن الوشيكة على الزعامة مع الصين . إذا أرادت أمريكا النصر، عليها استخدام كل الأسلحة، بما فيها تطويق الصين بدول معادية أو غير صديقة أو متعاونة. روسيا يمكن أن تفيد للغاية، وكما نجح نيكسون وكيسنجر عام 1972، فى إحداث شرخ فى المعسكر الشيوعى بالانفتاح على الصين ، فإن كريستيان ويتون الدبلوماسى الأمريكى المخضرم يدعو لتجاوز لحظة القرم للحوار مع موسكو بدلا محاصرتها بعقوبات على الشركات والمسئولين والأفراد. الصين ، حسب ويتون، المستفيد الأول من عزل الغرب لروسيا. روسيا ليست وحدها. هناك الهند المستعدة لاحتضان أمريكا لها بالنظر للتوتر المتواصل مع بكين، وأحدث حلقاته مقتل 20 جنديا هنديا باشتباك حدودى. بالفعل، أعطت واشنطن نيودلهى امتيازات كبيرة عسكرية واستراتيجية، كما باركت اتفاق الهند وأستراليا تبادل استخدام قواعدهما العسكرية.. كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا أيضا عناصر أساسية بحرب التطويق الأمريكية للتنين الصين ى. الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى جرت بينما أمريكا فى تصاعد. الآن هناك تراجع أمريكى على كل المستويات بينما صعود الصين قمة الجبل يتواصل. واشنطن تتعرض لأخطر تحد منذ أصبحت القوة الأولى بالعالم، ولن تفرط فى الزعامة، ولن تعدم وسيلة شرعية أو غير شرعية للحفاظ على مكانتها. نقلا عن صحيفة الأهرام