في سباق البحث عن علاج لوباء كورونا اللعين يأتى العلاج ب بلازما الدم من المتعافين ليفتح بارقة أمل أمام المصابين خصوصا مع عحز مراكز الأبحاث فى التوصل إلى لقاح أوعلاج ناجز لهذا الفيروس الذى لا يزال يضرب الكرة الأرضية مخلفا وراءه ملايين المصابين ومئات الآلاف من المتوفين. وفى مصر وجدت وزارة الصحة فى بلازما الدم سلاحا تواجه به هذا الفيروس ورغم محدودية الاستخدام إلا أن النتائج مبشرة بعد ثبوت تعافى عدد كبير من المصابين بعد حقنهم بجرعات بلازما المتعافين إلا أن مع التوسع فى استخدام وتزايد الحاجة للبلازما من المتعافين لإنقاذ حياة المصابين الجدد نشأت تجارة خفية ل بلازما الدم وأصبح هناك ما يطلق عليه سوق البلازما حتى ان سعر كيس البلازما وصل إلى 25 الف جنيه الأمر ليتحول الأمر إلى ما يمكن أن نطلق عليه فيروس جديد يطارد مصابى كورونا مما دفع الأزهر بتحريم هذه التحارة فى بيان قبل أيام فيما حذرت وزارة الصحة من الإتجار فى البلازما وانتقد الدكتور عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة قيام بعض التعافين ببيع البلازما فى تصريحات له قبل أيام. "بوابة الأهرام" تفتح ملف بلازما الدم كعلاج وتجارة وآفاق الاعتماد على البلازما فى العلاج وآليات الحصول على البلازما وإمكان إلزام المصابين بالتوقيع على إقرار بالتبرع بالبلازما بعد التعافى إذا توافرت فيهم شروط التبرع وذلك لقطع الطريق أمام المتاجرين وتنظيم هذه العملية". فوائد البلازما وتحتوي البلازما وهي الجزء السائل من الدم على أجسام مضادة لفيروسات كورونا يكون جسم المريض قد كونها والأجسام المضادة هي بروتينات يصنعها الجهاز المناعي يمكنها استهداف الفيروس وتحييده. سرعة الشفاء وتستغرق عملية بناء الأجسام المضادة في البلازما حوالي شهر من تاريخ الإصابة بالفيروس لذلك سيعمل توفيرها علي سرعة تعافي مريض كورونا بدلا من الانتظار حتى تتكون البلازما في جسمه. شروط للصلاحية وبحسب الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان فإن الوزارة تستعد لإطلاق حملة قومية للتبرع بالبلازما مناشدة المتعافين من "كورونا" بضرورة الاستجابة لهذه الحملة حتى يتمكن المصابين بالفيروس من تماثل الشفاء ولكن للأزمات وجوه أخرى ففي الوقت الذي كشفت الوزارة عن الأمل في الشفاء من "كورونا" سرعان ما توجه البعض نحو عرض البلازما للبيع ليضع أحدهم 20 ألف جنيه ثمنًا لها بحسب ما تداوله رواد "السوشيال ميديا" ليجد هؤلاء من أصحاب النفوس المريضة الذين يتاجرون في الأزمات فرصة للتربح علي حساب أرواح المرضى ذلك السلوك الذي يعرض حياة المرضى للخطر فبحسب الدكتور إيهاب سراج الدين مدير خدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة لا يجوز لجميع المتعافين من "كورونا" التبرع بالبلازما حيث يستلزم ذلك دليلا علي وجود مسحة إيجابية وأيضًا وجود 2 مسحة سلبية إضافة إلي مرور من 14 إلي 28 يوما علي الشخص المتعافي من تاريخ ثاني المسحات السلبية هذا بالإضافة إلي ضرورة التأكد من عدم وجود أي أعراض للفيروس واختفاء أعراض الإصابة به تمامًا. مخاطر ونظرًا لأن فصل البلازما يتعرض لعملية معقدة من التحاليل فإن الحصول عليها من خلال الأفراد يعرض حياتهم للخطر لأنه لا يخضع لمعايير ولا ضوابط وبالتالي يجد المريض نفسه أمام سموما قاتله يشتريها بعد التفاوض علي سعرها من المريض المتعافي "تجار البلازما" ويدخلها إلي جسمه وهو ما أكده الدكتور أمجد الحداد رئيس فسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح محذرًا في حديثه ل"بوابة الأهرام" من الحصول عليها بواسطة الأفراد. تجارة قاتلة ويستنكر خبراء علم الاجتماع هذا السلوك "بيع البلازما" ويرون أن الإنسان من المفترض عندما ينعم عليه الله بالشفاء أن يساعد غيره من المرضى علي التعافي خاصة أنه يملك الوسيلة لهذا التعافي فيقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ل"بوابة الأهرام" يجب أن تكون هناك إجراءات احترازية لمنع تطور سلوك "بيع البلازما" إلي تجارة يسقط ضحيتها آلاف المرضى". عقوبات رادعة إذا كانت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أعلنت أن بيع بلازما الدم للمتعافين من فيروس كورونا حرام شرعًا فإن الأمر يتطلب وجود عقوبات قانونية رادعة لمن يخالف ذلك فهل ستدفع البلازما مجلس النواب إلي سن تشريع لمواجهة "اتجار البعض بها" ؟! مقترح لحل الأزمة وتقترح "بوابة الأهرام" وجود إقرار يقوم مريض "كورونا" بالتوقيع عليه منذ دخوله المستشفى على أن يتضمن الإقرار موافقته على التبرع بالبلازما في حال تعافيه وثبوت أنها تصلح لأن يتعافي بها غيره من المرضى ويعمم هذا الإقرار بجميع المستشفيات "الحكومي والخاص" وكذلك معامل التحاليل لضمان الحصول علي البلازما من المتعافين الذين لم يدخلوا المستشفيات واكتفوا بالعزل المنزلي ليضمن بذلك هذا الإجراء توفير البلازما لأكبر عدد ممكن من مصابي "كورونا" وكذلك نقلها إليهم بطريقة آمنة علي حياتهم حيث تتم عملية النقل تحت إشراف وزارة الصحة وفريق طبي متخصص. إقرار تبرع داخل المستشفيات ومعامل التحاليل ويضمن هذا المقترح توفير البلازما للمرضى وهو ما يحميهم من الاستغلال من قبَل البعض الذين ارتضوا لأنفسهم الاتجار بوسيلة نجاة يمكنهم تقديمها للغير وإنقاذ حياتهم كما يضمن منع انتشار الأمراض بين الناس أو قتلهم لأنفسهم بسبب الحصول علي البلازما من خلال الافراد بطريقة عشوائية لا يخضع فيها المتعافي والمريض الذي يريد التعافي لإشراف طبي متخصص. وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب: ياريت ورغم إشادة الدكتور أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب بهذا المقترح ووصفه ب "المنقذ" لحياة الآلاف من مرضى "كورونا" حيث يضمن توفير البلازما لعلاجهم: "ياريت يحصل كده" إلا أنه بدا متخوفًا من أن يساء فهم الإجراء ويفسره البعض علي أنه مساومه مقابل علاجهم وهنا تتساءل "بوابة الأهرام" .. مريض "كورونا" الذي يناجي ربه ليل نهار طالبًا منه الشفاء من الفيروس القاتل هذا المريض عندما يمنحه الله فرصة للحياة ويصبح قادرًا علي توفيرها لغيره هل سيرفض ؟! .. وفي حال ذلك هل ستفرض عليه عقوبات خاصة أن الفتوى أكدت أن المتخاذل عن التبرع فهو آثم وأن التبرع هنا واجب شرعي ووطني وإنساني. أكثر من 1000 اصابة في اليوم بالنظر لأرقام وزارة الصحة والسكان حول أعداد المصابين ب فيروس كورونا المستجد فإن الإصابات تكسر حاجز الألف حالة في اليوم الواحد كما سجلت مصر حتى الآن أكثر من 26 ألف إصابة كما سجلت 1271 حالة وفاة.