سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    الاحتلال رفض 5 أسرى طالبت حماس بالإفراج عنهم والقائمة الكاملة ليست جاهزة    إجراء عقابي محتمل من ترامب ضد النرويج حال عدم منحه نوبل للسلام وصحيفة تكشف ما يحدث    «ابني مات بجرعة مخدرات».. كيف أقنع مبعوث ترامب «بن جفير» بإنهاء حرب غزة؟    بمشاركة دغموم.. الجزائر المحلي ينتصر على فلسطين بثلاثية وديا    تفاصيل جلسة لبيب مع فيريرا وجون إدوارد    وليد صلاح: عقدنا اجتماعا مع مانشيني.. وتوروب مناسب لكل معاييرنا    غرقت في ثوان، 13 صورة ترصد كسح مياه الأمطار من شوارع وميادين العجمي بالإسكندرية    بسبب محل.. التحقيق مع مسؤول بحي العمرانية لتلقيه رشوة من أحد الجزارين    طقس مائل للحرارة نهارًا ومعتدل ليلًا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الجو اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 في مصر    تحويلات مرورية لتنفيذ أعمال إنشائية خاصة بمشروع المونوريل بالجيزة    4 أعشاب سحرية تريح القولون وتعيد لجهازك الهضمي توازنه الطبيعي بشكل آمن    اليوم.. انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بالبحيرة لاختيار 4 أعضاء    استدعاء كريم العراقي لمعسكر منتخب مصر الثاني بالمغرب استعدادًا لكأس العرب    محمد العدل: 3 أشخاص كنت أتمنى تواجدهم في قائمة الخطيب    حبس ديلر المخدرات وزبائنه في المنيرة الغربية بتهمة حيازة مخدر البودر    اليوم، انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء    حماس: حصلنا على الضمانات.. والحرب انتهت بشكل كامل    رسميًا.. موعد بداية فصل الشتاء 2025 في مصر وانخفاض درجات الحرارة (تفاصيل)    متى يتم تحديد سعر البنزين فى مصر؟.. القرار المنتظر    تراجع حاد للذهب العالمي بسبب عمليات جني الأرباح    رئيس فولكس فاجن: حظر محركات الاحتراق في 2035 غير واقعي    السيسي يُحمّل الشعب «العَوَر».. ومراقبون: إعادة الهيكلة مشروع التفافٍ جديد لتبرير الفشل    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع يانيك فيريرا فى الزمالك بحضور جون إدوارد    وليد صلاح الدين: لا إصابة مزمنة لأشرف دارى وعودة قريبة لإمام عاشور فى الأهلي    وصول عدد مرشحى النظام الفردى لإنتخابات مجلس النواب الى 1733 شخصًا    أوقاف الفيوم تعقد 150 ندوة علمية في "مجالس الذاكرين" على مستوى المحافظة.. صور    سعر الذهب اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025.. الجنيه الذهب ب42480 جنيها    منتخب المغرب يهزم البحرين بصعوبة وديا (فيديو)    وزير الخارجية الإيطالى يشكر مصر والوسطاء على جهود التوصل لاتفاق سلام فى غزة    النيابة تصدر قرارًا ضد سائق وعامل بتهمة هتك عرض طالب وتصويره في الجيزة    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل طقس الجمعة 10 أكتوبر وأماكن سقوط الأمطار    أسامة السعيد ل إكسترا نيوز: اتفاق شرم الشيخ إنجاز تاريخي أجهض مخطط التهجير ومصر تتطلع لحل مستدام    اتحاد كتاب مصر ينعى الناقد والمؤرخ المسرحي عمرو دوارة    محافظ شمال سيناء: اتفاق وقف الحرب لحظة تاريخية ومستشفياتنا جاهزة منذ 7 أكتوبر    شيماء سيف: «أنا نمبر وان في النكد»    "كارمن" تعود إلى مسرح الطليعة بعد 103 ليلة من النجاح الجماهيري.. صور    كريم فهمي يكشف حقيقية اعتذاره عن مسلسل ياسمين عبد العزيز في رمضان 2026    كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب    موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    زاخاروفا: الجهود المصرية القطرية التركية لوقف حرب غزة تستحق الإشادة    عشان تحافظي عليها.. طريقة تنظيف المكواة من الرواسب    د. عادل مبروك يكتب: كيف ننقذ صحة المصريين؟    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميلة أميرة الرفاعي لحصولها على درجة الماجستير    بيفكروا قبل ما يطلعوا الجنيه من جيبهم.. 5 أبراج بتخاف على فلوسها    أميرة أديب ترد على الانتقادات: «جالي اكتئاب وفكرت أسيب الفن وأتستت»    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    فلسطين.. تجدد القصف الإسرائيلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    نقابة أطباء الأسنان بالدقهلية توضح ملابسات وفاة شاب داخل عيادة أسنان بالمنصورة    مباشر مباراة المغرب ضد كوريا الجنوبية الآن في كأس العالم للشباب 2025    نصائح للأمهات، طرق المذاكرة بهدوء لابنك العنيد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    الثلاثاء المقبل.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتباه .. إنه جيش مصر!
نشر في بوابة الأهرام يوم 08 - 05 - 2020

سيناء التى سمعت كلام الله ونعمت بنور الله وسار على أرضها أنبياء الله.. هى أرض مقدسة بكل المعايير.. وهبها الله إلى مصر والمصريين لحكمة لا يعلمها إلا الله.. ليصبح الدفاع عنها وحمايتها.. أمرًا مقدسًا ومن الثوابت الوطنية وفرض عين على مصر والمصريين.. لأن عطاء الرب.. يستحيل أن يفرط فيه العبد..
وقدر سيناء من قبل الزمن بزمان.. أن تكون مطمعًا لأمم رحلت وأخرى باقية.. بحروب ومعارك يصعب حصرها وقعت على أرضها.. ومنذ حل الصهاينة على حدودها قبل 72 سنة.. وقعت أربع حروب والخامسة قائمة!. حرب 1948 وحرب 1956 وحرب 1967 وحرب 1973 أما الخامسة التى مازالت قائمة.. فهى أحدث تطبيقات نظرية الأجيال الجديدة للحروب.. التى قدمها الغرب واخترع لها ما صار شائعًا ومعروفًا ومتعارفًا عليه.. «قال إيه».. المعارضة المسلحة.. وما هى إلا جماعات مسلحة مرتزقة محترفة من دول مختلفة.. متخصصة فى سفك الدماء ومدعومة ومحمية من أكبر دول فى العالم.. ومتوافر لها أحدث سلاح وأهم معلومات وميزانية مفتوحة تتحملها الدولة الصغيرة الغنية المخصصة لرعاية الجماعات الإرهابية فى العالم!.
الحرب الخامسة التى يخوضها جيش مصر العظيم فى سيناء.. العدو فيها سراب اسمه الجماعات التكفيرية!. مجموعات مرتزقة تحارب بالوكالة عن دول كبيرة هى التى اخترعتها وهى التى تحميها وهى التى تخطط لها وترعاها بالمال والسلاح!.
الدول الكبيرة أعمتها قوتها وغيَّبتها غطرستها عن معرفة معدن الشعب المصرى.. الذى تزيده المحن والصعاب صلابة وقوة وجلدًا وصبرًا وعزيمة..
نسوا أن الجيش الذى أرسى قواعد المجد على أرض سيناء فى حرب أكتوبر 1973.. هو الجيش نفسه الموجود حاليًا فى سيناء يقتلع جذور التكفيريين.. وهو الجيش نفسه الذى سيبقى بإذن الله فى الغد وكل غد فى رباط إلى يوم الدين.. لأن جنوده خير أجناد الأرض.. كما وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام.
سيناء التى زرعوا فى أرضها كل بؤر الإرهاب.. ثقتها تامة أنه إلى زوال.. لأنها سبق لها أن عاشت ست سنوات احتلال.. رأت فيها الجيش الذى لا يقهر يملأ الدنيا صخبًا وزهوًا وثقة بلا حدود.. ولو كان الجيش الذى لا يقهر صمد فى حرب أكتوبر 1973.. لبقى وصمد الإرهاب أمام جيش مصر الآن!.
سيناء.. أرضنا وشرفنا وعرضنا.. حمايتها والحفاظ على هويتها المصرية.. واجب مقدس.. لا نقاش فيه ولا جدال حوله.. لأنه من الثوابت الوطنية التى ليس فيها وجهات نظر.. وأى حديث فى اتجاه آخر مثل الذى فوجئنا به من أسبوعين.. خيانة للثوابت الوطنية المصرية وخيانة للجيش الوحيد النظامى المتبقى فى الأمة.. وخيانة لبطولات وأبطال وخيانة لشهدائنا العظماء.. من سنين وحتى أيام قليلة مضت.. ضحوا بأرواحهم على أرض سيناء فداء للوطن!.
على أى حال.. لا الأطماع فى سيناء ستنتهى.. ولا دعوات التفريط فيها ستتوقف!. قدرها أن تكون مطمعًا.. وقدرنا أن نحميها ب جيش مصر .. وهو لها.. وسيناء نفسها أول من يشهد له.. فى الشجاعة والبطولة وملاحم الفداء من زمان وحتى الآن.. وتعالوا نقلب فى دفتر أحوال المحروسة الملىء بالأحداث والأرقام والأيام الخالدة والمواقف التى لا تُنسى...
اليوم هو الجمعة 15 رمضان.. فى مثل هذا اليوم من 47 سنة.. كانت حرب أكتوبر المجيدة قد دخلت يومها السادس.. و جيش مصر داخل سيناء بعمق من 15 إلى 20 كيلو وبمواجهة 170 كيلومترًا.. وحصيلة الأيام الستة حرب لا تحصى.. لكننى أتوقف عند خط بارليف والذى جرى له تحديدًا!. لأجل أن نعرف حجم الإعجاز لابد أن نعرف طبيعة المكان!. خط بارليف أجمع خبراء العسكرية فى العالم على أنه أقوى خط دفاعى فى تاريخ الحروب!. هو 31 نقطة قوية من لسان بورتوفيق جنوبًا حتى بورفؤاد شمالًا!. هى نقط قوية لأن مساحة كل نقطة منها 4 آلاف متر وعلى ثلاثة طوابق تحت الأرض.. ومصممة فوق الأرض لتحتمل كل أنواع القنابل والصواريخ ومجهزة بترسانة أسلحة من المدافع الثقيلة إلى الرشاشات الخفيفة.. ومجهزة لمقاومة أى حصار لأسابيع بما تحوى من شئون إدارية وذخائر.. من الآخر.. يستحيل الاقتراب من أى نقطة قوية.. وليس المرور منها!.
«تصدقوا بالله».. الذى فعله جيش مصر .. إعجاز!. يوم 6 و7 أكتوبر أسقط 15 نقطة ويومى 8 و9 أكتوبر أسقط 14 نقطة أخرى.. أى أن 29 نقطة من أصل 31 هى كل خط بارليف.. استولينا.. عليها فى أربعة أيام قتال!. النقطة القوية ال30 وهى لسان بورتوفيق استولينا عليها يوم 13 أكتوبر وتبقت نقطة غير مؤثرة عند بورفؤاد.. يعنى أقوى خط دفاعى عرفه العالم.. استولينا عليه.. فى سبعة أيام!.
والله العظيم الاستيلاء على خط بارليف فى سبعة أيام هو حرب وحدها داخل حرب أكتوبر.. وملاحم الفداء والشجاعة التى تمت فى كل نقطة قوية سقطت.. تقدم لنا قصة أحد أعظم أفلام الحروب فى العالم!.
لأجل أن تعرفوا حضراتكم معدن المقاتل المصرى.. تعالوا نتعرف على وقت إسقاط أول نقطتين من أقوى خط دفاعى فى تاريخ الحروب.. والله الذى حدث أسطورة!. أول نقطتين تم سقوطهما واستسلامهما بعد 85 دقيقة فقط من بداية الحرب!. نقطة الكيلو 146 فى نطاق الجيش الثالث ونقطة الكيلو 19 فى نطاق الجيش الثانى!. على فكرة أول موجة عبور كانت فى الثانية و18 دقيقة من 1600 قارب على امتداد القناة.. وتبعتها 11 موجة أخرى على التوالى.. وهذه القوات شكلت النسق الأول ل جيش مصر .. والمهمات التى ستقوم بها كثيرة.. منها إسقاط نقاط بارليف التى ستؤثر على عمليات إنشاء الكبارى وفتح ثغرات فى الساتر الترابى.. والنقطة الأهم هنا هى الوقت القياسى المستحيل.. الذى تم فيه إسقاط هذه الحصون العسكرية.. وهى إعجاز لم ينتبه إليه أحد!. القوات التى أسقطت النقطتين.. أى وقت استغرقوه فى عبور القناة وفى صعود الساتر الترابى والنزول منه.. وأى وقت أمضوه حتى وصلوا إلى خط بارليف.. وأى وقت فى الاشتباك مع قوات العدو إلى أن استسلموا!. والله.. واقعة سقوط النقطتين.. شجاعة منقطعة النظير لا يملكها إلا المصريون!. كفاءة قتالية يستحيل مقارنتها.. وهى للعلم إشارة صادقة إلى الجهد الرهيب الذى بذلته القوات المسلحة فى ست سنوات إعدادا واستعدادا لحرب أكتوبر.. التى فوجئنا فيها.. بأنها أسهل كثيرًا من التدريبات والمشروعات والمناورات خلال سنوات الاستعداد لحرب الكرامة.. أى جرأة وشجاعة لدى المقاتل المصرى.. وأى خزى وعار واستسلام ظهر عليه جنود العدو؟. كم رقمًا قياسيًا.. حققه جيش مصر فى حرب أكتوبر عمومًا وفى إسقاط خط بارليف تحديدًا؟.
بمناسبة الأرقام القياسية فى حرب أكتوبر.. يقينى أن جيش مصر يحتاج موسوعة أرقام قياسية «لوحده» فى هذه الحرب!.
أبدأ بالضربة الجوية التى كانت فى الثانية ظهرًا.. وموعد الحرب فاجأ العدو.. لأن المتعارف عليه.. إما الحرب مع أول ضوء أو آخر ضوء.. لكن حرب الساعة «اتنين الضهر» جديدة!. اخترناه للخداع من جهة.. والأهم أن تكون الشمس فى هذا التوقيت بدأت تميل تجاه الغرب.. وهذا معناه أن الشمس.. أصبحت فى ظهرنا ومعنا وفى «وِشُّهُم» وضدهم!. تؤثر على الطيران والمدفعية والمدرعات وحتى المشاة!. الضربة الجوية التى تمت ب220 طائرة.. استهدفت ثلاث قواعد جوية للعدو فى سيناء وعشرة مواقع صواريخ هوك وثلاثة مراكز قيادة ومحطات رادار ومرابض مدفعية بعيدة المدى.. الضربة الجوية دمرت 90 فى المائة من الأهداف وعليه تم إلغاء الضربة الجوية الثانية التى كان مقررًا لها الرابعة بعد الظهر.. خسائرنا فى الطائرات 2%.. واحتمالات الخسائر التى كانت متوقعة.. كانت 25% أى 50 طائرة لا قدر الله.
ونذهب إلى المدفعية الموجود لها 2000 مدفع على الجبهة.. تم رفع شباك التمويه من عليها بل وتعميرها.. لحظة عبور ال220 طائرة للقناة!. تمهيد المدفعية الذى تم.. هو أكبر حشد نيرانى شهده الشرق الأوسط فى تاريخه.. وأكبر استهلاك للذخيرة!. ال2000 مدفع فتحوا أبواب جهنم على العدو لمدة 53 دقيقة.. ضربوا فيها ثلاثة آلاف طن ذخيرة خلال 53 دقيقة!. ال3000 طن ذخيرة دخلوا إلى الجبهة فى 1000 لورى.. لم ترهم طائرات التجسس الأمريكية.. لأن كل الأسلحة والذخائر التى دخلت الجبهة.. دخلت ليلًا على النور الميدانى للوريات.. الذى يستحيل رصده وفى الوقت نفسه تتطلب جهدًا وصبرًا وبراعة من قواتنا المسلحة!.
وطالما نتكلم عن الأرقام.. الساتر الترابى الذى أقمناه فى الغرب فى مناطق محددة على امتداد الجبهة.. أقمنا عليه 400 مربض للدبابات وعربات صواريخ مضادة للدبابات والمدافع الذاتية.. وما إن بدأ التمهيد النيرانى للمدفعية.. ال400 مربض فى أقل من 20 دقيقة.. تم احتلالها بالدبابات وعربات الصواريخ والمدافع.. لكن كل ده ليه؟.. لأنه فى الشرق ساتر ترابى من السويس حتى بورفؤاد.. وكل 100 متر فيه.. يوجد مربض لدبابات العدو المقرر صعودها إلى قمة الساتر الترابى فيما لو تحرك الجيش المصرى لكن ولا دبابة عدو صعدت.. لأن الموجات الأولى التى عبرت القناة.. مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات.. ولأن دباباتنا وعربات صواريخنا.. كانوا فى لحظة راكبين القناة فى الغرب وكاشفين سيناء.. وأى دبابة للعدو تتحرك «تِولَع» فى ساعتها!.
بالمناسبة.. أول أسير «عكشناه» من العدو.. ضابط مهندس تم استدعاؤه لإصلاح أجهزة الإشعال المجهزة لإطلاق النابالم المشتعل إلى سطح القناة.. لحرق أى قوارب تحاول العبور.. وهذه الأجهزة تم إتلافها بعشرات الإغارات ليلًا عليها.. ويبدو أن العدو أراد مراجعة النظام الدفاعى بالكامل.. بعد أن وصلته ليلة 6 أكتوبر معلومة أن مصر سوف تحارب.. فاستدعوا المهندس الذى «جاء لأجله» وراح يراجع التوصيلات أمام نقطة الدفرسوار.. وفى لحظة أبطالنا لقطوه وعبروا القناة به إلى الغرب!.
جبهة القتال على امتداد ال170 كيلو يوم 6 أكتوبر.. أعظم مشهد فى التاريخ!..
أطول لحظات وأصعب لحظات.. مجهود ست سنوات خرافى فى التدريب.. مرهون بالساعات المتبقية على ساعة الصفر!. القلق كله من أن يكتشف العدو ما سيحدث بعد ساعات!. بفضل الله كل ما تم التخطيط له يتم كما أردنا!. الخوف كله أن يحدث أمر غير متوقع خلال الساعات المتبقية!. الجنود تم إبلاغهم فى الثانية عشرة ظهرًا بموعد الحرب الذى هو بعد ساعتين!. الروح المعنوية فى السماء.. الوقت المتبقى على الحرب.. ننتظره من سنين!. الجبهة على امتداد ال 170 كيلومترًا بالغة الهدوء والسكون!. فى جوف الأرض فى الخنادق الرجال ينتظرون وعلى سطح الأرض تحت شباك التمويه.. المدافع تكاد تنطق لأجل أن تنطلق داناتها!. ضباط موجة العبور الأولى يراجعون مع جنودهم لحظة التحرك التى هى مع أول دانة مدفع!. الصمت والسكون والحذر القائم من أول النهار.. انتهى لأن ساعة الصفر حانت.. مع اختراق 220 طائرة قادمة من كل المطارات حاجز الصوت فوق القناة على ارتفاع أمتار من سطح الأرض.. متجهة إلى قلب سيناء.. معلنة بداية حرب أكتوبر المجيدة!.
مشهد يستحيل وصفه.. فخر وعزة وكرامة.. كان نفسنا يتم تصويره.. ليراه كل المصريين.. ويبقى زادًا وإلهامًا للأجيال!. الفريق الشاذلى رحمة الله عليه.. انتصر إلى السِّرِّيَة التامة.. على حساب تسجيل أحد أعظم اللحظات المجيدة فى تاريخ مصر.. وكان قراره حياة نصف مليون مقاتل أهم من كل اللحظات التاريخية!.
يوم واحد فى شهر واحد على أرض واحدة.. بفارق 48 سنة بينهما ومع ذلك.. نفس الملامح ونفس البطولة ونفس الفداء ونفس الشجاعة.. وليس هذا غريبًا.. لأنهم من نفس الجينات التى لا مثيل لها فى الدنيا.. جينات خير أجناد الأرض!.
فى 1 يوليو 1967 أى بعد ثلاثة أسابيع من هزيمة 5 يونيو 1967 أراد العدو أن يحتل بورفؤاد المدينة الوحيدة فى سيناء التى لم يقربوها!. وقتها كل التركيز قائم على حماية مدن القناة.. وتم الدفع بالكتيبة 43 صاعقة إلى بورسعيد.. ولستر ربنا دفعوا بفصيلة من الكتيبة إلى رأس العش فى شرق القناة.. ورأس العش موقع حاكم للمدق الواصل إلى بورفؤاد فى سيناء!. العدو يعرف من طيران استطلاعه بوجود جنود مصريين فى رأس العش.. وفى يوم 1 يوليو قرر غزو بورفؤاد بطابور مدرع.. دبابات ومجنزرات ومدافع وحاملات جنود.. لأجل احتلال بورفؤاد التى سيعلن فيها مؤتمر صحفى عالمى لأجل أن «يغيظوا» الرئيس عبدالناصر!. واثقون هم أنهم سينسفون كل ما يعترض طريقهم.. منتهى الغرور!. وصلوا إلى رأس العش وظنهم أن الجنود المصريين سيفرون أمامهم!. دارت معركة من آخر ضوء إلى قرابة الفجر!. الطابور المدرع لم يتقدم مترًا واحدًا وكيف يتقدم وعلى الأرض رجال عقيدتهم النصر أو الشهادة!. انسحبوا فى النهاية حاملين قتلاهم ومصابيهم تاركين عتادهم الذى تدمر.. وبقيت بورفؤاد حرة!. فى هذا اليوم.. عرف الصهاينة أن لحمنا مُرّ.. وتأكدنا نحن أن حكاية الجيش الذى لا يقهر وَهْمٌ وكذب وأثبتنا للدنيا كلها ذلك فى حرب أكتوبر!. وخرجوا من سيناء.. لكنهم لم ينسوا للحظة سيناء..
وفى غفلة منا عن سيناء.. زرعوا بذور التطرف والتكفير فى سيناء.. وجاء حكم الإخوان ليزيد الطين بَلَّة.. بدعمه العلنى ما يحدث فى سيناء.. التى كانوا يجهزون لإعلان ولاية إسلامية فيها فى يوليو 2013.. ونسفت ثورة 30 يونيو المخطط.. لكن الفكرة لم تَمُتْ.. وتولى الدفاع عنها.. كل المجموعات التكفيرية التى دخلت سيناء من الأنفاق.. لتبدأ حرب الإرهاب التى وصلت ذروتها يوم 1 يوليو 2015 الموافق 12 رمضان.. وفى هذا اليوم.. قرروا مهاجمة 12 ارتكازًا أمنيًا فى وقت واحد.. بأكبر عدد من الإرهابيين المزودين بأحدث الأسلحة!. الهجوم الرئيسى كان على كمين أبوالرفاعى.. الواقع فى نقطة حاكمة على الطريق المؤدى للشيخ زويد.. وسقوطه فى خيالهم المريض.. سقوط الشيخ زويد ورفع الأعلام السوداء عليها.. «ويطيَّروا» الصور للدنيا كلها!.
هاجموا الكمين بسيارة نقل محملة بكميات من المتفجرات تنسف جبلًا أو مدينة لا كمينًا!. مكروا ومكر الله والله خير الماكرين.. العملية الانتحارية تصدى لها بطلان.. لأجل تفجير السيارة فى أبعد نقطة عن الكمين.. لإنقاذ زملائهما من الموت والكمين من التدمير!. المقاتلان انطلقا بأقصى سرعة تجاه سيارة المتفجرات وهما يعلمان جيدًا أنهما يجريان نحو الموت!. المقاتل أحمد عبدالتواب تعلق فى السيارة من جانبها وعاجل سائقها بدفعة نيران أردته قتيلًا.. والمقاتل حسام جمال الدين قفز إلى صندوق السيارة النقل وأخذ يطلق النيران على المتفجرات لأجل أن تنفجر بعيدًا عن الكمين.. وانفجرت السيارة وخرجت روحا البطلين إلى بارئهما.. وبقى الكمين.. الذى دخل مقاتلوه بقيادة الملازم أول أدهم الشوباشى.. فى معركة ضد أكثر من 200 إرهابى وهم 23 مقاتلًا.. واستشهد من استشهد وأصيب من أصيب ومنهم قائدهم الشوباشى.. أصيبوا وينزفون لكنهم بقوا صامدين يحاربون إلى أن امتلأت ساحة الكمين بجثث الإرهابين.. والمتبقون منهم فروا مذعورين هاربين من خير أجناد الأرض أبطال الكمين!.
حرب أكتوبر أعادت الوعى «وأحيت» الروح وأثبتت أن الإرادة أساس الإدارة وفى وجود الإرادة عندما نريد نفعل.. وعندما نفكر نبتكر.. وعندما نعمل ننجز ونبهر ونلهم!.
عندما امتلكنا الإرادة.. إرادة تحرير سيناء.. تفجرت كل طاقات شعبنا العظيم الكامنة وفى ست سنوات هى الفاصل بين هزيمة 1967 وحرب أكتوبر 1973.. فى ست سنوات تغيرنا من حال إلى حال.. ومن رَحِمِ الهزيمة خرج أعظم انتصار.. اقتحمنا المانع ومزقنا الساتر وأسقطنا أقوى خط دفاعى وقهرنا الجيش الذى لا يقهر!.
بالإرادة والعزيمة والإصرار واليقين.. حولنا أسوأ هزيمة إلى أعظم انتصار!. بالإرادة.. أسقطنا حكم الإخوان!. بالإرادة والإدارة والقيادة.. أنجزنا فى ست سنوات معجزات فى كل المجالات!. بالإرادة والإدارة والفكر والتخطيط.. نجحت مصر للآن فيما أخفق كبار دول العالم فيه.. فى مواجهة أخطر وباء يجتاح العالم!.
بإذنك يارب.. مصر قادمة.. بشعبها وجيشها وقائدها.
نقلًا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.