صدر عن الهيئة العامة للكتاب، كتاب "قصور مصر" للكاتبة الصحفية بالأهرام سهير عبد الحميد. يوثق الكتاب لتاريخ عدد من القصور التاريخية التي عرفتها مصر في العصر الإسلامي مثل قصر الأمير طاز ثم يأخذنا في جولة إلى القصور التي شيدت في عصر أسرة محمد علي، على الطرز الأوروبية والتي قام بتصميمها أشهر وأمهر المعماريين الأوروبيين آنذاك ومنهم : أنطونيو لاشياك. وتقول مؤلفة الكتاب، إن "قصور مصر" جاءت فكرته لتوثيق تاريخ تلك القصور التي اندثر الكثير منها بفعل عوامل الزمن والإهمال وعدم إجراء الترميمات الصحيحة لها، ولتوثيق ما تبقى منها قبل أن يضيع خصوصا في مدينة الإسكندرية التي تتعرض القصور فيها لحملة ضارية لصالح معاول الهدم واستبدالها بمبان خراسانية لا طعم لها ولا لون، في استمرار صارخ للمشهد المؤسف الذي وثقه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة في مسلسل "الراية البيضا". وتؤكد المؤلفة أنها حاولت إعادة الاعتبار لتلك القصور وأصحابها الذين نالت منهم حسابات السياسة أعقاب 23 يوليو 1952 إذ تمت عملية مصادرة تلك القصور بشكل تعسفي في كثير من الحالات وتم انتهاك جزء مهم من تراث مصر بتحويل جزء من تلك القصور إلى مبان مدرسية أو مقار لهيئات حكومية مما أدى إلى فقدانها الكثير من معالمها المعمارية. وتؤكد أن الكتاب يستهدف لفت الانتباه إلى تراثنا المعماري بكل مفرداته والحفاظ عليه ، مستشهدة بالثورة الفرنسية 1789 التي أقامت المقاصل فى الشوارع لرموز العهد الملكي بينما تعاملت بكل تبجيل مع التراث المعماري للحقبة الملكية بوصفه تراثا وطنيا فرنسيا. وحرصت المؤلفة على زيارة تلك القصور والبحث عن بعض من سكنوها لتنقل صورة حية لظروف العصر والأشخاص الذين عاشوا فيها. ويتضمن الكتاب سرد لأهم الأحداث التي شهدتها تلك القصور سواء أحداث شخصية أو سياسية بعضها تمت روايته على ورثة تلك القصور أو أقاربهم. الكتاب يضم تاريخ نحو 50 قصرا في القاهرةوالإسكندرية والمنصورة، منها قصور السكاكيني وإسماعيل المفتش ومحمود سعيد والشناوي.. ومجموعة من الصور النادرة لمن قاموا بتشييد تلك القصور أوعاشوا فيها.