استطاع الباحثون من خلال ذلك، الكشف عن سفن لم تسجل شحناتها لدى السلطات المعنية، مما يجعلها تقع في دائرة الاشتباه في أنها تمارس عمليات صيد غير مشروع. نشر الباحثون نتائج دراستهم في العدد الحالي من مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. قال الباحثون تحت إشراف هِنري فايمرسكيرش، من معهد CNRS الفرنسي للأبحاث، التابع لجامعة دي لا روشيل، بمدينة فيليير اُن بوا، إن طيور القطرس الكبيرة تغطي مناطق واسعة من البحر، وتنجذب لمراكب الصيد، وتستطيع اكتشاف هذه المراكب على مسافة تصل إلى 30 كيلومترا. وأشار الباحثون إلى أن هذه الصفات التي تتمتع بها طيور القطرس يمكن أن تساعد في الكشف عن الصيد غير القانوني في المناطق التي يصعب فيها مراقبة الصيد أو تكون تكاليف المراقبة باهظة. قام الباحثون بتثبيت وحدة قياس تم تطويرها حديثا، في طيور القطرس. وتشمل هذه الوحدة، إلى جانب نظام تحديد المواقع، كاشف موجات الرادار، وذلك لأن السفن تحتاج الرادار في الملاحة، حتى وإن لم تكن مشغلة لنظام تحديد الهوية بهدف الإفلات من تحديد موقعها. واعتمادا على إرسال بيانات تحديد الموقع ومكان تواجد الرادار بمساعدة طيور القطرس، خلال ثوان معدودات، إلى أحد الأقمار الاصطناعية ، يصبح من الممكن وفقا للباحثين، عرض بيانات القياس الخاصة بهذه السفن في نفس وقت قيامها بالصيد غير المشروع، تقريبا. تبين للباحثين خلال التجربة الميدانية التي قاموا بها في الفترة من نوفمبر 2018 وحتى مايو 2019، أن 9ر36% من السفن في المياه الدولية كانت تسير بدون نظام تحديد الهوية، في حين تراجعت في المتوسط أعداد السفن التي تسير بدون هذا النظام، في المناطق الاقتصادية الخالصة، وذلك حتى مسافة 200 ميل بحري من اليابسة. وبينما كانت نسبة السفن التي تسير بدون نظام تحديد الهوية، بالقرب من مجموعة جزر كروزيت و جزر كيروجلين لا تتجاوز 15% من إجمالي السفن التي تصطاد في هذه الجزر، التقط الباحثون موجات الرادار الخاصة بجميع السفن ال 31 في جزر الأمير ادوارد. كما درس الباحثون مدى صلاحية نوعين مختلفين من طائر القطرس ومدى صلاحية فئات عمرية منهما للقيام بمهمة مراقبة البحر، حيث وجدوا أن 1ر21% من طيور القطرس الجوالة اقتربت من السفن مباشرة، في حين بلغت نسبة طيور ما يعرف بقطرس أمستردام التي اقتربت لمسافة كافية من السفن، 5ر8% فقط. كما وجد الباحثون أن الطيور البالغة أكثر اقترابا وبشكل واضح من سفن الصيد، من الطيور غير البالغة أو الطيور الصغيرة. وفي المقابل كانت الطيور الأصغر أكثر تجوالا في المياه الدولية من الطيور البالغة التي تحتضن بيضها. اعتبر الباحثون مشروعهم البحثي "مثالا جيدا على مدى إمكانية أن يساهم تطوير تقنيات جديدة في حماية الطبيعة. وقال الباحثون إن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم بمساعدة حيوانات أخرى، مثل السلحفاة البحرية أو أسماك القرش، وذلك لمعرفة الأماكن التي يكثر فيها سقوط هذه الحيوانات البحرية في شباك الصيد غير المشروع، دون قصد من الصيادين، "وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية هذه الحيوانات".