استهل فريق الهلال السعودي لكرة القدم مشاركاته في بطولات كأس العالم للأندية بفوز ثمين 1 / صفر على الترجي التونسي اليوم السبت، في الدور الثاني من النسخة الحالية للبطولة والتي تستضيفها قطر. وتأهل الهلال إلى الدور قبل النهائي للبطولة والذي يلتقي فيه فلامنجو البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس على استاد "خليفة الدولي" في الدوحة يوم الثلاثاء المقبل. وفي المقابل، يلتقي الترجي في نفس اليوم مع الخائر من مباراة اليوم بين السد القطري ومونتيري المكسيكي وذلك في مباراة تحديد المركز الخامس. وانتهى الشوط الأول من مباراة اليوم على استاد "جاسم بن حمد" بنادي السد القطري بالتعادل السلبي بعد أداء متكافئ من الفريقين إلى حد كبير. وفي الشوط الثاني ، كافأ المهاجم الفرنسي المخضرم بافيتمبي جوميز مديره الفني الروماني رازفان لوشيسكو الذي دفه به في الدقيقة 65 من المباراة وسجل اللاعب هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 73 ليقود فريقه بجدارة إلى الدور قبل النهائي. وضاعف محمد كنو من صعوبة المباراة على فريقه في الدقائق الأخيرة من المباراة بعدما نال إنذارين في الدقيقتين 83 و85 ليطرد من المباراة. ومثلما أشارت معظم التوقعات قبل المباراة ، كان من الصعب التكهن بهوية الفائز فيها حيث تقدم الهلال في الدقيقة 73 ولكن النقص العددي في صفوفه خلال الدقائق الأخيرة كان من الممكن أن يمنح الترجي التعادل. ولعبت خبرة نجوم الهلال دورا بارزا في مباراة اليوم الصعبة، خاصة في مواجهة المساندة الجماهيرية الهائلة التي حظي بها فريق الترجي. كما لعبت الخبرة الرائعة للمدرب لوشيسكو دورا بارزا حيث دفع المدرب الروماني بلاعبه بافيتمبي جوميز في الوقت المناسب لينتزع الفوز على الترجي دون الدخول في وقت إضافي. وخلال المشاركتين السابقتين في مونديال الأندية، خاض الترجي أربع مباريات فخسر ثلاثا منها وتعادل في الأخرى ولم يفز بها إلا عن طريق ركلات الترجيح، ومني الفريق اليوم بالهزيمة الرابعة في خمس مباريات خاضها ببطولات كأس العالم. وفشل الترجي في التغلب على سوء الحظ الذي لازمه في مواجهتين عربيتين سابقتين في افتتاح مسيرته بالمشاركتين السابقتين بالمونديال حيث خسر مباراته الأولى في مونديال 2011 أمام السد القطري، فيما خسر أمام العين الإماراتي في مباراته الأولى بالنسخة الماضية عام 2018 قبل أن يخسر اليوم أمام الهلال لتتحول هذه المواجهات العربية في بداية مشواره بالبطولة العالمية إلى ما يشبه العقدة. وقدم الفريقان أداء جيدا وسريعا في الشوط الأول حيث اتسم بالحماس والندية، وتبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللعب دون أفضلية واضحة لأي منهما كما سنحت لكل منها بعض الفرص لكنهما فشلا في استغلالها. وسعى كل من الفريقين لاستكشاف منافسه في بداية المباراة ولكن فترة الاستكشاف لم تدم أكثر من دقيقتين حيث بدأ الهلال محاولاته الهجومية بفرصة خطيرة في الدقيقة الثالثة مباشرة. وجاءت الفرصة اثر هجمة سريعة للفريق من الناحية اليمنى وتمريرة عرضية وصلت منها الكرة إلى عمر خربين الذي هيأها بصدره لزميله كارلوس إدواردو قائد الفريق لكن الدفاع أبعد الكرة لركنية فيما أشار إدواردو إلى تعرضه للدفع داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم أشار باحتسابها ضربة ركنية لم تستغل. وشهدت الدقائق التالية مناوشات هجومية غير مجدية كما تسرع إبراهيم واتارا لاعب الترجي في تسديد الكرة في الدقيقة الثامنة لتذهب خارج المرمى. وكاد حارس مرمى الهلال يكلف فريقه غاليا عندما تباطأ في تشتيت كرة أعادها إليه المدافع في الدقيقة 12 ، وضغط واتارا على الحارس الذي ارتبك لتبتعد عنه الكرة وتتهيأ أمام أنيس البدري الذي سددها من أمام منطقة الجزاء باتجاه المرمى ولكن الكرة مرت خارج القائم الأيمن. ورد الهلال بفرصة ثمينة من ضربة حرة لعبها سالم الدوسري وشكلت بعض الخطورة أمام مرمى الترجي ولكن الدفاع أبعدها في الوقت المناسب إلى ركنية لم تستغل جيدا. ولعب فوسيني كوليبالي كرة عرضية من الناحية اليمنى وقابلها البدري بتسديدة مباشرة من حدود منطقة الجزاء ولكن الكرة ذهبت بعيدا عن المرمى. وبمرور الثلث ساعة الأول من المباراة، كثف الهلال ضغطه الهجومي على الترجي وسنحت له أكثر من فرصة لكن الحظ عانده. وأنقذ المعز بن شريفية حارس مرمى الترجي فريقه من فرصة هدف أكيد في الدقيقة 22 عندما تقدم داخل منطقة الجزاء وواجه تسديدة أغدواردو شبه المنفرد اثر هجمة سريعة للهلال. وتراجع الحكم عن قراره باحتساب ضربة جزاء للهلال في الدقيقة 27 بعد إشارة من مساعده (حامل الراية) بوجود تسلل. وكان الحكم احتسب ضربة الجزاء لإدواردو الذي تعرض لدفعة واضحة داخل منطقة الجزاء إثر استلامه الكرة القادمة من أندريه كاريو. وتعددت اختراقات لاعبي الهلال لمنطقة جزاء الترجي ولكن الحظ عاند الفريق في أكثر من فرصة خطيرة. وشن الترجي هجمة سريعة في الدقيقة 31 بقيادة واتارا الذي مرر الكرة لزميله عبد الرؤوف بن غيث ولكن تسديدة الأخير ارتطمت بأحد اللاعبين ثم تصدى لها حارس المرمى عبد الله المعيوف. وسقط خربين على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 33 ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب. ونال جوستافو كويلار إنذارا في الدقيقة 39 للخشونة مع البدري. ورغم الصحوة التي أظهرها الترجي في الدقائق العشرة الأخيرة من هذا الشوط ، شن الهلال هجمة في غاية الخطورة في الدقيقة 45 ومرر منها الدوسري الكرة إلى كاريو المندفع أمام منطقة الجزاء ليسددها قوية ولكن الحارس بن شريفية تصدى لها ببراعة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وكشف الهلال محاولاته الهجومية مع بداية الشوط الثاني ولكن دون تشكيل أي خطورة على مرمى الترجي في ظل استبسال الدفاع التونسي. وأهدر الدوسري فرصة حقيقمة لتشكيل خطورة في الدقيقة 49 حيث تسرع في تسديد الكرة لتذهب بعيدا عن المرمى. وشهدت الدقيقة 51 أول فرصة خطيرة للهلال في الشوط الثاني حيث مرر الدوسري الكرة بينية إلى محمد كنو الذي سددها قوية من داخل منطقة الجزاء ولكن فوق العارضة مباشرة. وفي المقابل ، كاد الترجي يسجل هدفه الأول إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة طولية زاحفة من واتارا حاول الدفاع إبعادها ولكن الكرة كانت في طريقها إلى المرمى لحظة تقدم الحارس المعيوف الذي تألق وعاد سريعا لإبعاد الكرة قبل اجتيازها خط المرمى. ونال سامح الدربالي إنذارا في الدقيقة 60 لجذبه اللاعب ياسر الشهراني محاولا إيقاف هجمة سريعة للهلال. وأبعد دفاع الترجي الكرة في اللحظة الأخيرة اثر هجمة سريعة وتمريرة عرضية لعبها إدواردو من الناحية اليمنى ولكن الدفاع أبعدها قبل خربين والدوسري المتحفزين. وأجرى الروماني رازفان لوشيسكو المدير الفني للهلال تغييرا تنشيطيا في الدقيقة 65 بنزول الفرنسي بافيتمبي جوميز بدلا من كويلار. وأثار جوميز النشاط في أداء الهلال الذي سيطر نسبيا على مجريات اللعب في الدقائق التالية حتى أسفرت محاولات الهلال عن هدف التقدم بتوقيع جوميز في الدقيقة 73 . وجاء الهدف اثر تمريرة عالية من الناحية اليسرى وصلت منها الكرة إلى كاريو أمام منطقة الجزاء حيث هيأها اللاعب ببراعة إلى جوميز المندفع أمام منطقة الجزاء ليتقدم بالكرة في حراسة عبد القادر بدران قبل أن يتخلص بلمسة ساحرة من محمد اليعقوبي العائد بقوة لإفساد الهجمة ثم سدد جوميز الكرة بقوة في الزاوية البعيدة على يمين الحارس الذي فشل في التصدي لها ليكون هدف التقدم الثمين للهلال. وأثار الهدف حفيظ لاعبي الترجي الذين اندفعوا في الهجوم بحثا عن هدف التعادل في الربع ساعة الأخير من المباراة ولكن عاب الفريق عدم التركيز في إنهاء الهجمات، كما سيطر الارتباك على اللاعبين في بعض الفرص لتذهب تسديداتهم بعيدا عن المرمى. وفي المقابل، وعلى الرغم من طرد كنو في الدقيقة 85 لنيله إنذارين في غضون ثلاث دقائق ، تغلب الهلال على النقص العددي في صفوفه وحافظ على انتصاره ليكون بداية رائعة للفريق في أولى مشاركاته بمونديال الأندية.