صدر حديثاً عن دار العين للنشر، كتاب جديد من جزئين، للمفكر حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة تحت عنوان "الواقع العربي الراهن"، والكتاب عبارة عن مجموعة من شهادات على العصر في العامين الأخيرين، حتى اندلاع الثورتين المصرية والتونسية، تم تصنيفها في ستة محاور مصر وفلسطين والعرب (الجزء الأول) والثقافة الوطنية والدين والسياسة والغرب (الجزء الثاني). تستخدم هذه الشهادات منهج التنظير المباشر للواقع وتحليل الخبرات الحية لمحاولة تحليل الثورة المصرية، والقضايا التي ترتبط بالواقع العربي الراهن، ومحاولة الوقوف علي معوقاتها وتفاصيلها. ويري حنفي صاحب مشروع "التراث والتجديد" في كتابه أن التنوير لا يعود إلى الوراء ولكنه يتقدم ويلحق بما فات، ويعتبر أن مشروع عبد الناصر استئناف لمشروع محمد علي وليس عودة إليه، كما يري أن نهضة مصر الثانية في الخمسينات والستينيات استمرار لنهضتها الأولى والثانية في العشرينيات، بالرغم من اختلاف الرؤى، من الليبرالية الفردية إلى الاشتراكية القومية وثورة 1952 إنما هي استئناف لثورة 1919، والتي هي بدورها استمرار لثورة عرابي في 1882. حسن حنفي، (77 عاماً) مفكر مصري بارز ويعد من منظري اليسار الإسلامي، تتركز أعماله في مجال الفلسفة الإسلامية، يقوم مشروعه الفلسفي علي تجديد التراث العربي والإسلامي، ويعد كتابه "التراث والتجديد" حجر الأساس لمشروعه، ومن أبرز كتبه "مقدمة في علم الاستغراب" و"من العقيدة إلى الثورة" و"ظاهريات التأويل".