قام أستاذ الفلسفة الدكتور حسن حنفي بإصدار كتاب عن دار "العين" يحمل عنوان "الواقع العربي الراهن" ويهديه الكاتب إلى "من تبقى من جيل الستينيات، الذي كان يحلم بالنهضة، ثم أفاق على السقوط ومازال يقاوم". الكتاب وفق بيان صادر عن الدار " عبارة عن مجموعة من شهادات على العصر في العامين الأخيرين، حتى اندلاع الثورتين المصرية والتونسية، تم تصنيفها في ستة محاور مصر وفلسطين والعرب "الجزء الأول" والثقافة الوطنية والدين والسياسة والغرب "الجزء الثاني"، وهي المحاور التي تكون حياتنا المعاصرة كما يدل على ذلك العنوان
" الواقع العربي الراهن" تستخدم هذه الشهادات منهج التنظير المباشر للواقع وتحليل الخبرات الحية من أجل وضع نصوص جديدة، بعد أن تعودنا على التوسط بيننا وبين الواقع بنصوص منقولة يتم عرضها وشرحها، من القدماء الإسلاميين أو من المحدثين الغربيين. ولعلها تساعد على القيام بنفس الشيء في تحليل الثورة المصرية المعاصرة، كل ما يمكنك التفكير فيه من القضايا المعاصرة التي ترتبط بالمجتمعات العربية يمكنك أن تطالعه في هذا الكتاب وتقوم بجداله عدة مرات.
يرى د . حسن حنفي أن التنوير لا يعود إلى الوراء ولكنه يتقدم ويلحق بما فات، وعبد الناصر استئناف لمحمد علي وليس عودا إليه، ونهضة مصر الثانية في الخمسينات والستينيات استمرار لنهضتها الأولى والثانية في العشرينيات، بالرغم من اختلاف الرؤى، من الليبرالية الفردية إلى الاشتراكية القومية وثورة 1952 إنما هي استئناف لثورة 1919، والتي هي بدورها استمرار لثورة عرابي في 1882 .
من يدري ماذا كان في ذهن هذا الجيل، الذي بدأ يتساقط قبل أن يتحقق حلمه؟ ومن القادر على إنقاذ البلاد وإقامة جبهة للخلاص الوطني؟ هل هناك جيل جديد يستخلص من المصريين أبناء وادي النيل؟ والفلاحين والعمال الذين تولدهم مصر دائما كلما غدرت بها الأيام وتعثرت الطريق، وهو الجيل الذي حافظ على استمرار مصر في التاريخ على مدى ثلاثة آلاف عام ؟ ، هذا الكتاب رصد حقيقي وصادق للصورة العربية المعاصرة بكل أوضاعها وتطلعاتها الحقيقية، رصد للموقف بكل تفاصيله الشائكة المعقدة، وكل قضاياه التي تهم المواطن العربي وتكون جزءا من همه الخاص ".