قال رشيد بلدهان، الأمين العام لوزارة الشئون الخارجية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، إن اجتماع اليوم يأتى والأوضاع في سورية ما زالت تتفاقم، رغم الجهود العربية والدولية المضنية التي بُذلت وما زالت، أملا في تجاوز هذه الأزمة المستعصية، ووضع حد لإراقة الدماء وتغليب صوت الحكمة وضبط النفس. وأضاف: لقد تابعنا بانشغال كبير الأحداث الخطيرة الحاصلة في شمال سوريا وهذا الإطار، تجدد بلادي رفضها القاطع المساس بسيادة الدول مهما كانت الظروف والأحوال، وتؤكد تضامنها الكامل مع دولة سوريا الشقيقة وعلى حرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية. وقال إن اللجوء إلى الخيارات العسكرية لم يحدث وإن ساهم يوما في تسوية الأزمات الدولية، بل كان دائما سببا في تفاقمها، و يبقى الخاسر الأكبر في ظل هذه الظروف المأساوية هم المدنيون العزّل. لقد استبشرنا خيرًا بالتقدم المحرز مؤخرا بعد الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، مما أعطى بصيص أمل لتغليب الحل السياسي الذي لطالما نادت به بلادي منذ بداية الأزمة، لتأتي التطورات الأخيرة لتعيدنا خطوات إلى الوراء. وفي هذا الإطار، نجدد دعمنا لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، وندعوه إلى مواصلة جهوده تجاه مختلف الأطراف الدولية المتدخلة في سورية لتقريب مواقفها والوصول إلى الهدف المشترك ألا وهو التسوية السياسية المنشودة. لقد عملت الجزائر منذ اندلاع الأزمة، كل ما في وسعها، في سبيل إيجاد حل سياسي سلمي توافقي، يحقن دم الشعب السوري الشقيق، ويلبي تطلعاته المشروعة في الحرية، والديمقراطية، مع رفضها التدخلات الأجنبية في الشأن السوري الداخلي. ولكم يؤسفني اليوم، أن يعقد اجتماعنا هذا لبحث تطورات الأزمة السورية في ظل استمرار غياب سوريا عن الجامعة العربية وهذا ما يجعلني أدعو مجددا إلى إعادة الشقيقة سوريا إلى الحضن العربي... إن حلّ الأزمة السورية يدعونا جميعا أن نستجمع جهودنا كعرب لمرافقة ودعم سوريا في استعادتها لأمنها واستقرارها، وأن نعمل بإخلاص على رفع الغبن عن الشعب السوري الشقيق وتمكينه من العيش بسلام على أرضه واحترام خياراته.