شهر سبتمبر، كان له دور مركزي في حياة الفنان الكبير "فؤاد المهندس" الحاضر الغائب الذي يفتقده كل بيت مصري ونحن نستعيد ذكرياتنا معه في اليوم الحزين الذي شهد رحيله عن دنيانا. "سبتمبر" شهد ولادة فؤاد المهندس في اليوم السادس، كما أنه الشهر الذي شهد رحيله في اليوم السادس عشر، وبعد احتفاله بعيد ميلاده ال81 بعشرة أيام فقط. "المهندس" الفنان المتكامل الذي أثرى الحركة الفنية المصرية طوال ما يزيد على نصف قرن، عبر المسرح والسينما والتليفزيون والراديو. فؤاد المهندس الطفل الصغير "فؤاد زكى المهندس" الذي خرج للنور في مثل هذا الشهر قبل 95 عاما، من حي العباسية وسط أجواء صعود الشخصية المصرية بعد سنوات قليلة من قيام ثورة 19، ترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما صفية ودرية، وجاء بعده الشقيق الرابع سامى المهندس، الذي يتشابه معه إلى حد التطابق في الملامح. الوالد هو عالم اللغة العربية الكبير "زكي المهندس" الذي تحول بيته إلى حصن منيع للغة العربية خرج منه العديد من التلاميذ، وكان في مقدمة هؤلاء التلاميذ، الطفل "فؤاد" وأخته التي عرفناها بعد ذلك كإذاعية عملاقة اسمها "الأستاذة صفية المهندس". فؤاد المهندس "شويكار" أحد المفاتيح الرئيسية لعالم فؤاد المهندس، الحبيبة والزوجة وشريكة العمر، التي شكلت ثنائيا كوميديا لا ينسى مع الأستاذ، التقيا للمرة الأولى في مسرحية السكرتير الفني، وعرض عليها الزواج فوق خشبة المسرح، عندما خرج عن النص بجملته الشهيرة "تتجوزيني يا بسكوتة؟" لم يتعامل "المهندس" مع الفن على أنه مجرد صناعة ترفيه، مع القيمة الكبرى للترفيه في حد ذاته، لكنه كان يعتقد دائما أن الفن رسالة سامية ويستطيع خدمة المجتمع، لذلك جاء برنامج الفوازير الذي قدمه للأطفال في نهاية العمر، ليحقق نجاحا جارفا بين الصغار، جعل جيل التسعينات يعتبر "عمو فؤاد" من أيقوناته المفضلة، التي يحملونها في ذكريات الطفولة. فؤاد المهندس نبرة الصوت الشهيرة للمهندس جعلت له شعبية في الإذاعة المصرية، قدم في بداية حياته برنامجا إذاعيا اجتماعيا يوميا بعنوان "كلمتين وبس" عبر أثير إذاعة البرنامج العام عام 1968 يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان سيد أفندي. رغم النجاحات الكبرى التي حققها المهندس على شاشتي السينما والتليفزيون فإن المسرح كان هو الملعب الفنى المفضل للمهندس، ومنه صنع تاريخه الذى لا ينسى، وكان شريك الرحلة المسرحية "عبد المنعم مدبولي"، اشترك "مدبولي" مع سمير خفاجي وفؤاد المهندس في تكوين فرقة "الفنانين المتحدين" عام 1959، حيث تم اكتشاف أبرز النجوم الذين سيطروا على الحياة الفنية في مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، منهم عادل إمام، وسعيد صالح والضيف أحمد. مع "مدبولي" شكل "فؤاد المهندس" الثنائي الأجمل في تاريخ المسرح المصري، لم يفترق الصديقان، وصنعا معا صفحات مجيدة في تاريخ المسرح، ومع تجربتهما في فرقة "الفنانين المتحدين، استقبلا الفنانة شويكار في أول مرة تأتي فيها إلي المسرح، وشهدت خشبة المسرح العديد من المواقف الكوميدية التي كان "مدبولي" شاهدا عليها في رحلته مع فؤاد المهندس وشويكار، ولذلك لم يكن غريبا بعد مرور أكثر من 5 عقود على شراكة "المهندس" و"مدبولي" الفنية، أن تأتي وفاتهما بطريقة درامية وبفارق أسابيع عن بعضمها البعض، رحل "عبد المنعم مدبولي" في منتصف يوليو من عام 2006م، ولحق به صديق العمر "فؤاد المهندس" بعدها بأسابيع قليلة في مثل هذا اليوم من سبتمبر في نفس العام؟.. هل قدم الفنان الكبير آخر دروس رسالته السامية بالرحيل حزنا على رفيق العمر؟!. فؤاد المهندس فؤاد المهندس فؤاد المهندس فؤاد المهندس فؤاد المهندس فؤاد المهندس وشويكار فؤاد المهندس وشويكار فؤاد المهندس وشويكار فؤاد المهندس وشويكار فؤاد المهندس وشويكار فؤاد المهندس وشويكار