حالات الانتحار التي أقدم عليها نفر من طلبة الثانوية العامة؛ نتيجة إخفاقهم ورسوبهم في الامتحانات أو عدم حصولهم على مجموع كبير يحقق أحلامهم؛ ومنهم الطالب الذي أطلق على نفسه الرصاص من مسدس والده، والطالب الذي شنق نفسه، والذين تناولوا مبيدًا حشريًا؛ بغرض التخلص من حياتهم؛ لإحساسهم بالفشل وعدم النجاح مثل أقرانهم. من المسئول عن ذلك؟! هل أهلهم؛ نتيجة الضغوط عليهم، أو مخافة من معايرة الأقارب والأصدقاء والجيران، أو هناك أسباب أخرى دفعتهم إلى الإقدام على إزهاق أرواحهم بأيديهم؟! بلا شك أن كل أسرة كان لديها طالب في الثانوية، تحملت فوق طاقتها من ضغوط نفسية وعصبية، وإرهاق مادي وصل عند بعضهم إلى حد الاقتراض والاستدانة؛ ليواجه مصروفات وتكاليف هذه السنة، والتي غالبًا فوق القدرة المالية لغالبية الشعب المصري، خاصة رسوم الدروس الخصوصية و"السناتر"، وشراء الملازم الخاصة بالمواد الدراسية؛ لعدم اعتمادهم على الكتب المدرسية؛ وذلك في انتظار أن يحقق أبناؤهم طلبة الثانوية العامة حلمهم بتفوقهم، والولوج إلى الكليات التي يرغبونها؛ ولذا يضغطون بأسلوب غير مباشر على أبنائهم للتفوق والنجاح؛ مما يسبب للطالب انهيارًا عصبيًا عند إخفاقه؛ مما يدفعه للتخلص من حياته؛ لإحساسه بالذنب وفشله في تحقيق أحلام أسرته، التي تعبت وسهرت وبذلت الغالي والنفيس من أجله. وأقول لكل أسرة إن كل مخلوق خلق لما يسر له، ولا تعرضوا أولادكم للضغوط النفسية ما داموا يؤدون ما عليهم في الاستذكار والنجاح، وعدم التوفيق بعد ذلك من إرادة الله، وربما يريد الله له طريقًا أفضل من اختياره واختياركم، والله له في ذلك حكم. والأمثلة كثيرة في الحياة وأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد، وهؤلاء الشباب هم أمل الوطن، ولابد من الاهتمام بهم ورعايتهم وحثهم على الاجتهاد؛ حتى لو أخفقوا للنجاح في مناحٍ أخرى وفي حياتهم العملية. وكل شاب حاول التخلص من حياته؛ نتيجة فشله في أمر ما هو انتحار مستقبل وأمل لمصر، وعلى هؤلاء الشباب التمسك بدينهم أولًا وأخيرًا، والتوكل على الله، وعدم التواكل، وعليهم أن يعلموا أن كل عظماء العالم والمخترعين والناجحين واجههم الفشل والانكسار عشرات المرات؛ ولكن تمسكوا بالأمل واجتهدوا حتى نجحوا وحققوا حلمهم، وأن أفضل إحساس بالنجاح هو الذي يأتي بعد تعب وكد أو هزيمة وفشل. [email protected]