الشيخ طه يحكي التاريخ الشعبى لكرة القدم فى الصعيد

في 5 كراسات من الحجم الكبير، يؤرخ شوري حمدان الملقب ب "الشيخ طه" لكرة القدم الشعبية في الصعيد، من خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 2010.. شوري يؤكد أنه يكتب تاريخًا للأجيال المقبلة بالصعيد، ويحكي عن فقد الصعيد مجموعة من خيرة اللاعبين فى حوادث الثأر، ويحكي عن مباريات فرق قبائل العرب والهوارة والأقباط، التى نجحت في تأصيل أواصر المحبة بينهم.
شورى، لاعب كرة قديم فى محافظة قنا - يعتبر مؤسس عائلة الأهلى بالصعيد التى تضم أكثر من 15 ابنًا وحفيدًا يطلق عليهم أسماء لاعبي الأهلى: الخطيب وزيزو وهانى وغيرهم.
دفع ثمنًا كبيرًا لتشجعيه للنادي الأهلي، حيث فصله من العمل رئيس شركة خاصة متعصب للزمالك، وذلك بعد أن قام بعمل احتفال بفوز النادى الأهلى على الزمالك.
وبنفس الطريقة تعامل شوري مع زوج ابنته، حيث أجبره على تغيير هويته الرياضية من مشجع لنادي الزمالك، إلى مشجع للنادي الأهلى مهددا بفسخ الخطوبة وعدم إتمام الزواج.
شوري، ولد فى 1947، وخدم في الجيش الثانى الميدانى كمقاتل جنبا إلى جنب مع اللواء عزيز غالى وكان من أهم أعمدة فريق الرائد محمود الجوهرى - لاعب الأهلي - فى تلك الأيام، التى كان يخدم فيها معه فى نفس الكتيبة.
يقول شوري حمدان ل"بوابة الأهرام": أطلقوا على اسم الشيخ طه، لأننى أشبه الشيح طه إسماعيل – لاعب الأهلي الشهير وقتها- في طريقة لعبه وفى شكله، وثبت على اللقب أكثر، حين أحرزت هدفًا فى فريق نادى "الطلمبات" القديم، يشبه الهدف الذي أحرزه لاعب الشيخ طه عام 1962 في دورة طوكيو باليابان. واستمر هذا اللقب معى حتى وأنا ألعب تحت قيادة الكابتن محمود الجوهرى، ونحن نخدم فى الجبهة.
ترك لى الشيخ طه كراساته التي أذهلتنى بكم المعلومات الهائلة التى كتبها بخط يده، فهو يذكر دورى مجالس المدن الذي تم تغييره إلى دورى المظاليم أو دوري الدرجة الثانية.
حيث يؤرخ بالصور، إحراز اللاعبين بطولة اللقاءات المتكاملة عام 1986م، في مباراة أقيمت بملعب سيدي عبد الرحيم القنائى، وفى هذه البطولة فازت مدينة دشنا شمال قنا على مدينة إسنا جنوب قنا 1- صفر وكان هداف البطولة خالد عبدالمقصود.
ثم يسترسل في تاريخه الشعبى الكروى لكرة القدم، ويتحدث عن اللعب في الشهور القمرية على وجه الخصوص، حيث لم تكن الكهرباء وقتهتا قد وصلت إلى الصعيد، فيتحدث عن اللاعبين الذين كانوا يلعبون وماتوا فى حوادث الثأر أو حوادث أخرى، وكيف أن الصعيد وعالم الكرة فقدا خيرة لاعبى الكرة من خلال عادة ذميمة اسمها الثأر.
وتتحول كراسات شوري إلى عالم راصد لتاريخ الكرة في الصعيد من خمسينيات القرن الماضي حتى عام 2010 والمدهش أن كراساته أيضا تحدثت عن لاعبى الكرة الصعايدة الذين لعبوا في الدورى المصري والمنتخب الوطني، فهو يسرد تاريخ أحمد أبوالمجد لاعب الإسماعيلى الذي أحرز هدفا في النادي الأهلى وعن حسين عبداللطيف وغيرهم وكيف قابلهم وكيف لعب معهم ثم يسرد حكايات غريبة عن الدهشة التي كانت تملء الجميع حين قام في أواخر السبعينيات، بتكوين فريق يضم أفرادا من قبائل العرب والهوارة والأقباط، وكيف نجحت كرة القدم الشعبية في تأصيل أواصر المحبة بينهم.
وفى النهاية، سألت شوري عن مصير كراساته؟، فيقول هي أول كراسات تتحدث عن لاعبي الكرة في الصعيد عامة بصورهم الشخصية، ولقاءاتهم معه، ثم يسألني بحدة بتشجع مين؟، لأقول له الزمالك ياعم شوري، فيضحك ويقول: لما تقرأ هذا التاريخ الكروي، ستغير هويتك التشجيعية.. ومرحبا بك أهلاويا بعدها.